مدينة الملك عبد الله تستقطب 1.5 مليار ريال للصناعات الدوائية

حجز 8 ملايين متر مربع من أراضي الوادي الصناعي بالمدينة

TT

أوضح لـ«الشرق الأوسط» فهد الرشيد الرئيس التنفيذي لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية، عن تجاوز إجمالي القيمة الاستثمارية للصناعات الدوائية في منطقة الوادي الصناعي التابعة لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية 1.5 مليار ريال سعودي، في ظل حركة البناء التي وصفها بـ«متسارعة» بعد بدء الكثير من المستثمرين في الأعمال الإنشائية لمصانعهم الدوائية بالمدينة.

وقال الرشيد «إن منطقة الوادي الصناعي التي تبلغ مساحتها ما يقارب 68 مليون متر مربع في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، تشهد استثمار عدد من شركات الصناعات الدوائية مثل (فايزر) المصنع الرئيسي للكثير من العقاقير الطبية، و(سانوفي أفينتيس) المشهورة بمجال أدوية مرض السكري، و(الشركة الشاملة للصناعات الدوائية) إلى جانب (مجموعة تمر) إحدى أكبر شركات توزيع وصناعة الدواء في السعودية».

وأفاد الرئيس التنفيذي لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية بأن تلك المصانع ستضم أحدث تقنيات تصنيع وتغليف المنتجات الدوائية لإنتاج الأدوية في المملكة بنفس معايير التصنيع والإنتاج والجودة المتبعة بالمصانع الأم لهذه الشركات، الأمر الذي سيساهم في نقل الخبرات الفنية والتصنيعية التي تتمتع بها هذه الشركات إلى السوق المحلية، عدا عن دورها في توفير فرص تدريب وعمل مباشرة في مجال التقنية الدوائية بالسعودية.

وأكد الرشيد وجود طلب متزايد على الأراضي الصناعية في منطقة الوادي الصناعي، إذ تم إطلاق المرحلة الثانية للبيع أو التأجير حسب رغبة المستثمر، بعد الانتهاء من تأجير كامل المرحلة الأولى، مبينا أن نحو 8 ملايين متر مربع من تلك الأراضي تم تأجيرها وبيعها وحجزها خلال المرحلة الحالية.

وأضاف: «تحتضن منطقة الوادي الصناعي التابعة لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية حاليا عدة مجمعات صناعية متخصصة في الصناعات الدوائية، والبلاستيك التحويلية ومواد البناء، إلى جانب الصناعات الغذائية والمنتجات الاستهلاكية وغيرها من الصناعات الخفيفة». وكانت الهيئة العامة للغذاء والدواء، قد كشفت في تقرير سابق لها أن المصانع السعودية الحالية تغطي نحو 20% فقط من حاجة السوق المحلية للصناعات الدوائية، ما يشير إلى وجود حاجة ملحة وماسة لتقديم المزيد من هذه المشاريع في هذا القطاع الحيوي الهام، مشيرة إلى أنه وبالرجوع للإحصائيات فإن عدد المصانع الدوائية في المملكة لا يتعدى 14 مصنعا تم بناؤها خلال 20 عاما مضت.

في حين أبان الدكتور فهد بن إبراهيم الخلف نائب الرئيس التنفيذي لـ«الشركة السعودية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية» في وقت سابق، بأن السوق السعودية تمثل 80% من إجمالي السوق الخليجية، وهو ما يدل على أن سوق الأدوية في المملكة تتخطى حاجز الـ13 مليار ريال سعودي سنويا مع توقعات بنموها بشكل كبير خلال السنوات الـ10 المقبلة.

وهنا، علق فهد الرشيد قائلا: «إن المشاريع الكبرى للصناعات الدوائية التي تضمها مدينة الملك عبد الله الاقتصادية من شأنها أن تساهم في وضع المملكة على أولى خطوات الصناعات الدوائية العالمية، ولا سيما أن المستثمرين والمتخصصين يتوقعون أن يشهد هذا القطاع تطورا كبيرا ودخول مرحلة جديدة تؤسس لبناء قاعدة صناعية جديدة للأدوية في السعودية والمنطقة بشكل عام».

وشدد على أن ذلك «سيمكن المملكة من استقطاب المزيد من المشاريع الصناعية والشركات الرائدة محليا وعالميا، إضافة إلى أنه وبحسب مسؤولي الشركات المستثمرة في المدينة الاقتصادية، فإن الموقع الاستراتيجي الهام للمملكة عموما ومنطقة الوادي الصناعي بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية خصوصا، يعد ميزة رئيسية تنافسية يمكن من خلالها تغطية الحاجة المحلية والعالمية من هذا القطاع الحيوي الهام والتوسع للوصول إلى أسواق خارجية جديدة». وأوضح الرئيس التنفيذي لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية أن بناء منظومة جديدة لتوطين الصناعات الدوائية وتأهيل العاملين لدى الشركات المستثمرة والمصانع الموجودة في الوادي الصناعي، يعتبر أول الأهداف، خاصة أن هناك مخاوف طرحها اختصاصيون في هذا المجال من خلال دراسات سابقة.

وزاد: «أشارت هذه الدراسات إلى وجود الكثير من التحديات التي تعيق النهوض بقطاع صناعة الدواء، من أهمها نقص الأيدي العاملة المتخصصة والمؤهلة، والحاجة المتزايدة إلى المساحات الصناعية الملائمة من حيث الموقع والبنية التحتية اللازمة لبناء المصانع الدوائية، إضافة إلى التسهيلات اللوجيستية والإدارية التي يجب توفرها لمواكبة طبيعة عمل تلك المصانع».

وبين فهد الرشيد أنه روعي في تصميم منطقة الوادي الصناعي توفر كافة تلك العوامل، فضلا عن شبكات الطاقة الكهربائية والمياه والصرف الصحي وخدمات الاتصالات لكل أرض صناعية، الأمر الذي سيساهم في استقطاب المزيد من الاستثمارات الدوائية كي تلبي حاجة السوق المحلية وتضع المملكة على الخارطة العالمية للصناعات الدوائية، بحسب قوله.

وتوقع الرئيس التنفيذي لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية أن يسهل الموقع الاستراتيجي لمنطقة الوادي الصناعي وارتباطها المباشر بميناء مدينة الملك عبد الله الاقتصادية ومنطقة الخدمات اللوجيستية، وتوفير آليات عمل مرنة تمكن من استيراد المواد الخام وتصدير المنتجات الدوائية من وإلى الأسواق العالمية، وذلك بدوره سيحقق تسويقا لمنتجات تلك المصانع الجديدة واستقطاب المزيد منها.