1.4 مليار ريال لتطوير شاطئ العقير في الأحساء

فهد الجبير: حزمة من المشاريع الاستثمارية تنتظرها المحافظة

المهندس فهد بن محمد الجبير أمين محافظة الأحساء («الشرق الأوسط»)
TT

أكد المهندس فهد بن محمد الجبير أمين الأحساء لـ«الشرق الأوسط» أن الأمانة تطبق حاليا حزمة من المشاريع التطويرية، أبرزها تنفيذ مشاريع استثمارية في شاطئ العقير، مؤكدا أن تلك المشاريع تأتي بعد أيام من تخصيص مجلس الوزراء دعما ماليا لتنفيذ المتطلبات الأساسية لمشروع تطوير العقير، الذي يقدر بـ1.4 مليار مليون ريال، حيث صدرت مؤخرا موافقة المقام السامي على إنشاء شركة «العقير» السياحية.

وأكد الجبير حرص أمانة الأحساء على تطوير المحافظة من خلال مجموعة المشاريع التي بدأ العمل فيها فعليا، مشددا على سعي الأمانة الدائم لإدخال المزيد من الجوانب التطويرية والتحسينية لشاطئ العقير وفق شراكة استراتيجية بينها وبين الهيئة العامة للسياحة والآثار، التي حرصت من جانبها على تنفيذ دراسة ميدانية لاستثمار الشاطئ بما يحقق نقلة نوعية للارتقاء بسياحة الأحساء.

وأوضح الجبير أن شركة «العقير» السياحية تعد خطوة أساسية وهامة لانطلاق برنامج التطوير بالتعاون بين الهيئة العامة للسياحة وأمانة الأحساء، مؤكدا أهمية البنية التحتية في ضمان سلامة الخطوات التالية للمشروع التطويري للمنطقة.

وقال الجبير: «إن دخول مستثمرين في المراحل المستقبلية لتنفيذ المشروع سيعمل بوضوح على استقطاب السائحين من مختلف مناطق المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي»، مشيرا إلى أن ذلك سيشكل إضافة كبيرة للأحساء، فمشروع التطوير سيوفر إلى جانب الفرص الاستثمارية فرصا وظيفية تخدم الشباب بشكل عام، منوها بأن شاطئ العقير يستقطب أكثر من 20 ألف زائر في المناسبات والإجازات الرسمية وإجازات نهاية الأسبوع.

وزاد: «إن الشاطئ يشهد حاليا تنفيذ مشروع تطوير منطقة ترفيهية متكاملة الخدمات على مساحة 570 ألف متر مربع ويصل طول واجهتها البحرية إلى ألف متر»، مضيفا: «إن الأمانة تتطلع إلى أن تكون هذه المنطقة نواة التطوير المستمر للواجهة البحرية في العقير».

وأوضح أن المنطقة الترفيهية تشتمل على عناصر عدة، من بينها بحيرات مائية تضم جزرا وجسورا وألعابا مائية تصل مساحة مسطحاتها إلى أكثر من 30 ألف متر مربع، ومسطحات خضراء بمساحة 120 ألف متر مربع لزراعة أكثر من 1350 شجرة كبيرة و40 ألف شجيرة ذات تشكيلات زهرية متنوعة، إلى جانب ملاعب وميادين ومواقع خاصة لبناء مسجد و6 دورات مياه و4 مطاعم وشاليهات، وبيّن أنه سيتم تجهيز المنطقة بإنارة تتناسب مع طبيعتها الترفيهية، حيث ستزود بـ150 عمود إنارة لطرق السيارات و362 من أعمدة الإنارة القصيرة للأرصفة وممرات المشاة، إضافة إلى إنارة غاطسة للبحيرات، وقال الجبير إنه سيتم بناء ممرات مشاة في المنطقة بمسطحات تصل مساحتها إلى 37 ألف متر مربع وطرق سيارات بأطوال تقدر بأكثر من 4 كيلومترات وتخصيص مواقف لأكثر من 300 سيارة.

من جانب آخر، تحدث المهندس فهد الجبير أمين الأحساء لـ«الشرق الأوسط» عن مركز الملك عبد الله الحضري الذي خصصت لإنشائه مساحة تصل إلى مليون متر مربع، حيث أشار الجبير إلى أن فكرة إنشائه تعود إلى العمق الحضاري الذي تمثله محافظة الأحساء من جانب التراث والحرف الشعبية على مستوى المملكة ومشاركاتها الواسعة وحضورها الكثيف في مهرجانات الثقافة والتراث، موضحا أهداف المركز المتمثلة في استيعاب كل الأنشطة والفعاليات التراثية، بحيث يكون نموذجا للقرية الأحسائية، بالإضافة إلى إيجاد بيئة طبيعية تحاكي الطبيعة الزراعية للأحساء، وهو بمثابة واحة صغيرة تحتضن مسطحات خضراء ومسطحات مائية، إضافة إلى إدخال فكرة جبل القارة في المشروع واعتماد عنصر المفاجأة الكامن خلف الجبل المتمثل بالواحة الخضراء والممرات التي تخترق الجبل واستخدامها كمداخل ومخارج للمركز، كما سيتم إنشاء مسطحات مائية تحاكي عيون الأحساء الشهيرة، لافتا إلى أنه سيراعى في تصميم المركز وجود عناصر أساسية تحاكي التراث المعماري.

وحول المشاريع المتعثرة في المحافظة قال الجبير إن الأمانة تعمل وفق خطط ودراسات دقيقة لتنفيذ مشاريعها التطويرية، وخصوصا الحيوية منها كمشاريع الجسور والأنفاق التي ستسهم في انسيابية الحركة المرورية، مؤكدا حرص أمانة الأحساء وانطلاقا من توجيهات خادم الحرمين الشريفين على وضع آليات تساهم في التعجيل بطرح المشاريع والبدء في تنفيذها أو استكمالها وتحديد المعايير المناسبة لتخصيص ميزانيتها السنوية بعد أسابيع قليلة من إصدار الموازنة العامة للدولة.

وتحدث الجبير حول تطبيق أمانة الأحساء لمفهوم الحكومة الإلكترونية وسعي الأمانة لإحلال الأنظمة الإلكترونية وتقديم خدماتها للمستفيدين من خلال المنظومة التقنية، مشيرا إلى أن الهدف من ذلك هو رفع الإنتاجية والكفاءة وتقديم خدمات أفضل للمستفيدين، إضافة إلى إمكانية توفير المعلومات المطلوبة بدقة عالية، وأضاف: «تطمح الأحساء لمواصلة مسيرة التنمية والتقدم للالتحاق بركب الحضارة والاستفادة من ثمرة التقدم العلمي والتقني في شتى المجالات والاستفادة من الطاقة الكامنة للكوادر البشرية وخبرات الآخرين وتواصلا مع المجتمع بمختلف طبقاته».

وأشار إلى تركيز أمانة الأحساء في أعمالها على الخطط والسياسات والمبادرات التي تساعد في تطوير المعاملات الإلكترونية لتحقيق التنمية المستدامة ودعم التحول إلى الحكومة الإلكترونية وزيادة الكفاءة والفاعلية ورفع إنتاجية القطاعين العام والخاص وتحسين مستوى تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين والمقيمين وقطاع الأعمال، موضحا أثر ذلك وإسهامه في دعم النمو الاقتصادي وزيادة الناتج المحلي الإجمالي، ورفع الوعي في القطاع الحكومي بشكل خاص وفي المجتمع بشكل عام بأهمية تقنية المعلومات ودورها في النهوض والرقي بجميع المجالات والمشاركة في الفعاليات المحلية والدولية ذات العلاقة.

هذا، ويشارك الجبير في افتتاح النسخة الأولى من مهرجان الأحساء للتمور، الذي ينطلق يوم السبت تحت مسمى «للتمور وطن»، وذلك في ساحة المهرجانات خلف مقر الأمانة، وقال إن المهرجان يأتي تنفيذا لتوجيه محافظ الأحساء ورئيس اللجنة العليا للمهرجان الأمير بدر بن جلوي، مشيرا إلى أنه تم تشكيل 14 لجنة تنفيذية بالتعاون مع الجهات الحكومية التي وجه المحافظ بمشاركتها في الإعداد للمهرجان، وأضاف الجبير أن «للتمور وطن» يستهدف تأهيل مقومات تمور الأحساء بجودتها وتاريخها العريق وإيجاد مقومات صناعتها وتجارتها، لافتا إلى أنه تم تعزيز هذا الهدف بعدد من الفعاليات التي تتمحور حوله لتضيف سمعة تراكمية لتمور الأحساء عبر الزمن، ويعمل على تشجيع قطاع إنتاج التمور وتبادل الخبرات وتوثيق الروابط بين المزارعين ومنتجي ومصنعي التمور.