محافظة الطائف تودع مئات السياح من دول الخليج

تميزت باعتدال المناخ وقربها من المشاعر المقدسة

المرتفات الخضراء من أهم المقومات السياحية في محافظة الطائف (عبد الله بازهير)
TT

استقبلت محافظة الطائف مئات الزوار من داخل وخارج السعودية منذ أن بدأت إجازة نهاية العام الدراسي نظرا لتميزها بالموقع الاستراتيجي بين المشعرين الشريفين والأجواء الباردة والمعالم الجبلية وملتقى للطرق الرئيسية القادمة من الجنوب والشمال والشرق والغرب، أكسبها سمعة سياحية وتجارية وزراعية وعسكرية منذ القدم، إضافة إلى أنها أصبحت العاصمة الصيفية الرسمية للدولة، وساهمت في جذب السياح من كل مناطق البلاد.

وتعد محافظة الطائف المصيف الأول والأقدم في السعودية وتستقطب الزوار سنويا بشكل أكبر كل عام بسبب تطوير الخدمات التي تواكب التدفق والإقبال عليها، حيث تقسم الطائف إلى الطائف القديم، والواجهة الغربية التي تشمل الهدا والطائف، والقسم الثالث هو الطائف الجديد الذي يضم المطار وسوق عكاظ وواحة التقنية، والمنطقة الصناعية تشهد تنفيذ الكثير من المشاريع، حيث تسلمت جميع الجهات الحكومية الأراضي التي ستنفذ مشاريعها مؤخرا.

وأوضح طارق بن محمود خان المدير التنفيذي لفرع الهيئة بالطائف لـ«الشرق الأوسط» أن المحافظة شهدت وجود الكثير من السياح من دول الخليج، حيث لوحظ أن عددا من الخليجيين فضلوا المحافظة وحضروا طوال فترة الصيف، قاطعين المسافات للتنزه في أجواء الصيف التي تتميز بها المحافظة بخلاف بعض المدن التي تتصاعد فيها درجات الحرارة صيفا، حيث شهدت الأماكن السياحية في الطائف كالهدا والشفا ونحوهما حراكا طوال فترة الصيف، دفعت بالسياح إلى الحضور إلى حين حلول عيد الفطر ومن ثم عادوا إلى دولهم ومدنهم لتوافق انتهاء فترة الإجازة.

وأضاف خان: «إن اهتمام الهيئة يكمن في تعزيز الشراكة مع المحافظة والأمانة والشرطة والدفاع المدني وغيرها لتحقيق التواصل الذي يحقق المصلحة العامة، ويدفع بالتعاون بين الجهات ذات العلاقة بالقطاع السياحي إلى آفاق أوسع»، مفيدا بأن «جهود اللجنة الرقابية استمرت على مختلف دور الإيواء السياحي، خصوصا مع بدء التدفق السياحي للموسم الذي كان ناجحا في ظل كثافة المهرجانات والبرامج والفعاليات المقدمة وتعاون مختلف الجهات المختصة للتسهيل على المصطافين والزوار والسياح وتقديم أفضل الخدمات لهم».

وحول المشاريع الحديثة التي تشهدها المحافظة، قال المدير التنفيذي لفرع الهيئة بالطائف: «لقد تم الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية من مشروع مبادرة الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الهادفة إلى معالجة التشوه البصري في الهدا والشفا بإشراف مكتب هندسي درس تطوير ألوان المباني وانسجامها مع البيئة الجبلية المحيطة، حيث إنه تم تنفيذ المرحلة الأولى في وادي ذي غزال، بينما تم تنفيذ الأخرى في وادي حرجل». وأشار: «نحن نسير في الخطوات الأخيرة من المرحلة الثالثة المنفذة حاليا في وادي الشرع، إذ إن المراحل الثلاث استهدفت الشفا ويجري التنسيق لمنطقة الهدا، وأتوقع الوصول إلى 10 مراحل في هذا المشروع».

وعلى الرغم من صغر التخطيط العمراني فإنها شهدت مؤخرا مشاريع لتغير بعض مسارات الطرق الرئيسية التي استمرت سنوات ماضية لتعطي انسيابا في الحركة المرورية لاستيعاب آلاف الزوار خلال فترة الصيف مقابل وجود الكثير من الهجر والضواحي التابعة للمحافظة في كل اتجاهاتها لتعطي خيارات شاسعة للسياح.

ويؤكد القطاع السياحي في المحافظة أن كل القطاعات الخدمية في المحافظة قد تمكنت من استقبال أكثر من 3 ملايين زائر ومصطاف، التي قد بدأت قوافلهم تتدفق في مطلع إجازة صيف العام بعد أن شدد الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة على وجود الدوريات الأمنية والمرورية لتسهيل حركة السير من وإلى المحافظة، إضافة إلى تهيئة الشقق المفروشة والفنادق التي اكتظت بالمصطافين منذ بداية موسم الصيف.

في المقابل يقول ناصر محمد العتيبي، أحد المستثمرين في قطاع الفنادق في المحافظة: «إن هذا العام كان واضحا زيادة الإقبال على طلب الوحدات السكنية منذ وقت مبكر، بل إن الحجوزات بدأت تتضاعف بشكل مستمر حتى وصلت إلى أكثر من 35 في المائة مقارنة بالعام الماضي».

وتتنوع في المحافظة الكثير من المهرجانات والمتاحف والاحتفالات التي عرفت منذ العصر القديم، حيث تحتضن سنويا مهرجان سوق عكاظ الذي يقدم عليه أكثر من 40 جهة من مختلف مناطق السعودية الإدارية، إضافة إلى وجهات من خارج المملكة بحسب موقع «ماس» للإحصاءات، كذالك مهرجان الورد الطائفي الذي يقام بشكل مستمر ويقبل عليه نحو 47 منطقة من الداخل إضافة إلى السياح من خارج البلاد.