محفظة مالية بـ20 مليون ريال لتمويل السعوديين في تجارة التمور المحلية

للحد من سيطرة العمالة الوافدة على القطاع الزراعي

قطاع التمور من المجالات الاستثمارية الزراعية التي لا تزال غائبة عن الاستثمار المحلي بالسعودية («الشرق الأوسط»)
TT

تتحرك جمعية منتجي التمور في بريدة (وسط السعودية) لإنهاء تفاصيل إنشاء محفظة مالية برأسمال يقدر بـ20 مليون ريال، وذلك بالتعاون مع أحد الصناديق الوطنية المهتمة بتمويل مشاريع الشباب، والخاصة بالاستثمار في تجارة التمور المحلية.

ويأتي إنشاء المحفظة المالية لتمويل شراء التمور من المزارعين بالمنطقة، عبر استثمارات برؤوس أموال سعودية، وتوفر تلك المحفظة المالية ضمان تسديد كامل القيمة الشرائية للمنتج، عبر تقديم تمويل من قبل جمعية منتجي التمور، وبحسب مصادر مطلعة فإن المحفظة المالية باتت في مراحلها النهائية، حيث تستهدف دعم الفرص المتاحة في مجال الاستثمار في قطاع تجارة التمور بالبلاد.

ويشير بندر الصقري، عضو جمعية منتجي التمور ببريدة، إلى أن هناك الكثير من الفرص المتاحة في مجال تجارة التمر، التي لا تزال غائبة عن الكثير من المستثمرين الزراعيين السعوديين، مشيرا إلى وجود حلقة مفقودة ما بين المزارع والسوق المحلية الجاذبة لمنتج التمر بالمنطقة، لافتا إلى وجود الكثير من العمالة غير السعودية التي تستثمر تلك الحلقة المفقودة عبر شراء التمور من المزارعين وضخها في الأسواق المحلية في تحالفات مالية تدار من قبل جنسيات أجنبية مقيمة بالبلاد.

وأوضح الصقري أن الكثير من المزارعين يعانون نقص الأيدي العاملة التي تساعدهم في جني محصولهم من التمور، موضحا أن هناك ارتفاعا في أسعار الأيدي العاملة الآسيوية على وجه الخصوص خلال موسم جني المحصول، لما تتميز به تلك الأيدي من مهنية وخبرة في المجال.

وأشار الصقري إلى أن جمعيته بصدد دعم المنتجين للتغلب على مصاعب كثيرة، من بينها ضعف التمويل، وعدم وجود جهات تمول شراء محاصيل التمر، مشيرا إلى العمل على إعداد خطة تتبناها الجمعية تستهدف إيجاد تجار جدد في سوق التمور، وخلق مزيد من الفرص والأفكار الجديدة في القطاع الزراعي المهتم بالتمور ومنتجاتها.

واعتبر عضو جمعية منتجي التمور ببريدة، أن مهرجان بريدة للتمور يفتح آفاقا واسعة في قطاع الاستثمار الزراعي المرتكز على التمور ومنتجاتها المحلية، ومشيرا إلى أن توافد أعداد كبيرة من الشباب السعودي المتطلع إلى فرص تجارية واستثمارية في سوق التمور، عبر وجودهم ومتابعتهم لفعاليات مهرجان بريدة للتمور، يعطي مؤشرا لمدى ما تتيحه المنطقة أمام الشباب الطامح إلى تحقيق تطلعاته بمكاسب مالية جيدة في القطاع.

وفي ذات السياق، افتتح عدد من الجمعيات الخيرية مواقع لها في مهرجان بريدة للتمور، لاستقبال تبرعات التجار والمزارعين من إنتاجهم، وبهدف ضمن استمرارية دعم البرامج الخيرية التي تتولى تلك الجمعيات الإشراف عليها، ولضمان تسهيل وصول الحصص الغذائية من التمور لفئة المستحقين لها من المحتاجين والفقراء بالمنطقة، عبر تخزينها في ثلاجات مبردة للمحافظة على جودة المنتج.

بينما سجل مركز الإحسان الخيري، وهو إحدى الجمعيات الخيرية المهتمة بإيصال المواد الغذائية للمحتاجين، ما يزيد على 10 أنواع من التمور التي تقدم بها المتبرعون والمحسنون من تجار ومزارعين ضمن مشاركتهم في مهرجان التمور لهذا العام.