انطلاق موسم الإنتاج الزراعي في الشرقية يخفض مؤشر الأسعار

واحة الأحساء الزراعية تعد سلة الغذاء لمنطقة الخليج العربي

عامل يبيع بعض المنتجات الموسمية على الطريق الزراعي في الأحساء وسط توقعات بإنتاج وفير هذا العام («الشرق الأوسط»)
TT

يستعد المزارعون في المنطقة الشرقية بشكل عام ومحافظة الأحساء على وجه الخصوص، كونها الواحة الأكبر في السعودية ومنطقة الخليج العربي، لموسم زراعة الخضراوات الذي يبدأ في هذه الفترة من العام، حيث تمثل المنتجات الزراعية البلدية أهمية بالغة لدى المزارع والمستهلك على حد سواء، خصوصا في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الخضراوات والفواكه المستوردة من خارج المملكة، أو حتى المحلية القادمة من الطائف أو حائل أو غيرهما من المناطق الزراعية في المملكة.

ولا توجد إحصائيات رسمية عن حجم منتجات المنطقة الشرقية الزراعية، لكن هناك اتفاقا على أن إنتاجها يكون في الغالب وفيرا، رغم الظروف المناخية المتقلبة، والتي يسعى البعض للتغلب عليها من خلال المحميات الزراعية.

وبين لـ«الشرق الأوسط» المهندس مهدي الرمضان، الخبير الزراعي، بأن الإنتاج الزراعي سيكون وفيرا خلال فترة لا تتجاوز الأشهر الثلاثة، مما سيسهم في إيقاف موجة الارتفاعات في الخضراوات والفواكه على حد سواء، حيث إن وفرة العناصر الأساسية من الخضراوات تحديدا سيكون لها أثر كبير في انخفاض الأسعار خصوصا أن هناك شريحة واسعة تفضل الإنتاج البلدي على الإنتاج المستورد الذي لا تُعرف في الغالب مصادر الري فيه أو حتى الإجراءات الصحية التي تم اتباعها في تلك الدول قبل تقديمه بصورته الحالية للمستهلك.

وأضاف الرمضان أن «الأحساء تحديدا تزخر بالكثير من المنتجات الزراعية التي تمثل أهمية بالغة للمستهلك وفي مقدمتها الطماطم التي تدخل في إعداد الكثير من الوجبات ولذا يمثل سعرها القلق الأكبر لدى المستهلك، حيث تنتج الأحساء الطماطم بشكل وفير رغم ما يعترض له الإنتاج في بعض المواسم من عدوى، مثلما حصل في الموسم الزراعي الأخير من اكتشاف لعدوى الـ(توتا ابسلوتا)، التي تسببها حشرة الحفار، لكن هذا لا يهدد الإنتاج المتوقع أن يكون وفيرا ويحد من ارتفاع أسعارها».

وزاد «هناك الكثير من المنتجات الزراعية في الأحساء التي ستكون بشكل وفير خلال الفترة القليلة القادمة، مثل الليمون والرويد والكوسة والجزر والبصل والخيار الطويل والفلفل وغيرها من الخضراوات التي تمثل أهمية بالغة لدى المستهلك، ولذا أتوقع أن يسهم الموسم الزراعي في الشرقية بشكل عام والأحساء بشكل خاص في إيقاف فورة الارتفاع في الأسعار للمنتجات المستوردة والتي تأتي غالبا من دول مجاورة تشهد حاليا أوضاعا غير مستقرة مما أثر بشكل واضح على أسعارها».

من جانبه، قال المهندس فهد البقعاوي، مدير مراقبة أسواق المنتجات الزراعية بأمانة الدمام، إن الارتفاع الذي كانت عليه منذ فترة أسعار الخضراوات والفواكه ناتج عن انخفاض في المعروض، وهذا ما يجعل أسعارها مرتفعة كونها موجودة في الفترة الحالية بشكل أقل من المطلوب على اعتبار أن هذه الفترة تتوسط فترتين للإنتاج، ولذا من الطبيعي أن يكون هناك ارتفاع في الأسعار، ولكن مع بدء المحصول المحلي تحديدا سيكون لذلك أثر على انخفاض المنتجات الزراعية في الشرقية تحديدا.

وبين البقعاوي أن شهر رمضان المبارك مر هذا العام في ظروف حتمت ارتفاع الأسعار نتيجة بعض الأسباب التي ذكرها، لكن خلال أسابيع قليلة لن تتجاوز شهر أكتوبر (تشرين الأول) سيكون هناك انخفاض في الأسعار بعد أن يتوافر المعروض من المنتجات مع بدء الحصاد للمزارعين.