«مكة والمدينة» الأكثر استهلاكا للتمور بالسعودية

ضمن تصنيف لمهرجان بريدة للتمور

TT

تتربع مدينتا مكة المكرمة والمدينة المنورة على عرش الأكثر استهلاكا للتمور المنتجة محليا، حيث قدرت الإحصاءات شبه الرسمية لمدينة التمور السعودية (بريدة) إلى أن كمية التمور التي تستهلكها المدنيتان المقدستان تعد الأعلى ضمن قائمة المدن والمحافظات والمناطق بالبلاد، يأتي ذلك على خلفية ارتفاع أعداد الزوار والمعتمرين والحجاج لهما.

وتقدر ذات المصادر لمدينة بريدة عاصمة التمور السعودية أن المنطقة الجنوبية من البلاد احتلت المركز الثاني من خلال كميات التمور المصدرة إليها، وتأتي العاصمة الرياض في المركز الثالث بين الأكثر استهلاكا على الصعيد المحلي.

وتشكل تمور السكري غالبية التمور المصدرة للمدن السعودية، عبر أضخم مهرجان للتمور تشهده البلاد، الذي يعقد هذه الأيام بمدينة بريدة (وسط السعودية).

وقال الدكتور خالد النقيدان الرئيس التنفيذي لمهرجان تمور بريدة الحادي عشر: «إنه تم تجهيز مواقع لنقل التمور من خلال تخصيص مواقع في الجزء الشمالي من أرض مدينة التمور»، موضحا أنه تم تخصيص ناقلات (شاحنات) لنقل التمور بشكل يومي من أرض مهرجان التمور لمختلف مناطق المملكة.

وأشار النقيدان إلى أن عددا من المستثمرين المحليين بدأوا فعليا بتجهيز مواقعهم وسياراتهم لنقل الكميات المتحصلة لهم عبر صفقات تجارية تمت خلال أيام المهرجان الماضية، معتبرا أن ما تشهده سوق مهرجان التمور يعد فرصة استثمارية كبرى أمام التجار السعوديين والمستثمرين في مجال التمور ومنتجاتها.

وتعد فترة النقل لمحصول التمور، التي تستمر على مدى الأشهر الـ4 المقبلة، من أكثر المواسم التي تشهد ارتفاع في الإشغال للحاويات المبردة وسيارات الشحن بالبلاد، فيما تأتي تلك العملية متزامنة مع موسم حصاد التمور في منطقة القصيم، فيما تقل نسبة المنقول من تلك المنتجات بعد نهاية موسم الحصاد.

وفي سياق متصل حقق مهرجان تمور بريدة خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين ما قيمته 18 مليون ريال، كقيمة لما يزيد عن 3 آلاف صفقة تجارية لبيع التمور داخل أرض المهرجان، فيما شكلت تمور السكري 90 في المائة من قيمة الصفقات، التي تمت بين المزارعين وتجار التمور والمستهلكين.

وبحسب متعاملين في قطاع التمور بالمهرجان فإن وتيرة الصفقات اليومية ستشهد تصاعدا خلال الأيام المقبلة من المهرجان، حيث يقدر أولئك المتعاملون أن تحقق تلك الصفقات أكثر عملياتها قبل الوصول إلى ذروة الموسم، والمتوقعة في نهاية شهر شوال الحالي.

ولا تزال أسعار التمور تسجل انخفاضا ملموسا عن أسعار العام الماضي مع بداية الموسم، نتيجة خروج شهر رمضان المبارك وتفرد تجار التمور بشراء الكميات لتخزينها للموسم المقبل، وذلك بحسب متابعين للسوق المحلية، الذين يقدرون أن الكثير من التجار والمستثمرين في سوق التمور يعمدون إلى الإحجام عن الشراء في الوقت الحالي طلبا لمزيد من الخفض للقيمة السوقية للتمور.

ويعمد عدد من التجار والمصانع المتخصصة في تجارة التمور إلى تخزين كميات كبيرة في الوقت الحالي في انتظار الفترة المقبلة، التي يتوقع أن يزيد فيها معدل الطلب على التمور محليا.

وتعمل مصانع التمور عادة على تغليف منتجات التمور بطرق متعددة من بينها الفاكيوم وتجهيز التمور بعبوات مختلفة، تبدأ من ربع كيلو وتنتهي بـ4 كيلوغرامات من التمور، فيما لا تزال الطرق التقليدية لتعبئة التمور يفضلها البعض عبر كنز التمور، خصوصا الجافة منها وبيعها خلال موسم الشتاء.

وتوقع متعاملون في مهرجان تمور بريدة أن تسجل التمور ارتفاعا في المعروض، وكذلك ارتفاع في السعر ليحطم الرقم القياسي الذي وصلت إليه القيمة السوقية العام الماضي بمهرجان بريدة للتمور، وهو حاجز 25 مليون ريال.