مثقفون: «سوق عكاظ» نافذة للمستقبل ويعزز الحراك الثقافي في السعودية

أكدوا أن حلقة النقاش مع الشباب تؤسس لمنبر حواري جاد

جانب من حوار المثقفين مع الأمير خالد الفيصل وأعضاء اللجنة الإشرافية العام الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

أكد إعلاميون ومثقفون ورجال فكر وأدباء أن سوق عكاظ الذي تنطلق نسخته السادسة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يوم الثلاثاء 11 سبتمبر (أيلول) الحالي، يفتح نافذة جديدة تتيح إلقاء نظرة على المستقبل في المجالات الثقافية والعلمية.

في حين اعتبرت قيادات من الشباب واختصاصيون في الإعلام ندوة «ماذا نريد من الشباب وماذا يريد الشباب» التي يتبناها سوق عكاظ هذا العام ضمن البرنامج الثقافي بمشاركة أمير منطقة مكة و4 وزراء، أنها تؤسس لمنبر حواري دائم بين صناع القرار وشريحة الشباب. وطالب الدكتور عبد العزيز السبيل المستشار في وزارة التربية والتعليم بأن تصنع الأجيال تاريخها ولا تتكئ على أمجاد الآباء والأجداد، مشيرا إلى أن من يزور سوق عكاظ في كل عام يلحظ بونا شاسعا وتحسنا ملحوظا في الجوانب التنظيمية والتجهيزات، وقال: «إذا كان مستوى التنظيم والتغيير والتحديث على هذا المنوال، أجزم بأنه بعد سنوات قليلة سيتجاوز سوق عكاظ البعيدين المحلي والعربي إلى العالمية»، مستطردا: «يمثّل سوق عكاظ التاريخ ويمثّل الماضي والحاضر والمستقبل، وهذا الأخير يتمثل في برنامج (عكاظ المستقبل) الذي تنفذه وزارة التعليم العالي». وذكر السبيل: «نحن بقدر اعتزازنا بالماضي وبقدر تمسكنا بهذا التراث، وأكثر من ذلك، نتطلع إلى المستقبل ونستشرف آفاقه، فأبناء اليوم يجب أن ينظروا إلى الخلف قليلا، ولكن إلى الأمام كثيرا»، وزاد: «نهتم بالماضي ونتكئ عليه، ولكن علينا أن لا نكون أسرى لهذا الماضي، وعلينا أن نصنع أمجادنا نحن، وعلى الأبناء والأحفاد أن يصنعوا كذلك أمجادهم، وهذه الرؤى المستقبلية».

في حين اعتبر سعود الشيخي المشرف العام على فرع وزارة الثقافة والإعلام بمنطقة مكة المكرمة سوق عكاظ إضافة للحراك الثقافي في المملكة، ويعزز ما وصلت إليه، وقال: «يترجم سوق عكاظ الحركة الثقافية في المملكة، فضلا عن أنه مساحة واسعة للتعريف بدور المملكة الريادي في نشر الثقافة والاهتمام بها». ووصف الدكتور عبد الله بن عويقل السلمي رئيس مجلس إدارة نادي جدة الثقافي الأدبي سوق عكاظ بأنه مشروع ثقافي حضاري وطني ينطلق من جذور تاريخية راسخة في الثقافة العربية، وقال: «ما شاهدناه في سوق عكاظ في الأعوام الماضية من معارض متنوعة وبرامج وأنشطة ووجود كبير من قبل الزوار دليل على الأهمية التي يحظى بها السوق». وتمنى أن يثمر اهتمام المسؤولين بسوق عكاظ تحويله إلى ملتقى عربي ووجهة سياحية يقصدها الزوار والمصطافون خلال زيارتهم للطائف بشكل خاص، والمملكة بشكل عام.

في حين شدد عبد الله التعزي مدير فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بمحافظة جدة على أن سوق عكاظ أصبح ملتقى فريدا من نوعه، وأن الأنشطة المقدمة في سوق عكاظ سنويا تتنوع لتقدم للزائر مهرجانا ثريا في محتواه، حيث يقدم في كل عام احتفالا واحتفاء بأحد شعراء المعلقات، ليؤكد اتصال التراث بالحاضر، وتجدد المحافظة على الماضي وما حفل به من تاريخ وأحداث وأمجاد. وبدوره، أفاد الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم الحبيب أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة الملك عبد العزيز بأن سوق عكاظ «بشكله الحالي والتطوير الذي يخطط له مستقبلا، يعد نموذجا للسياحة الثقافية والتراثية التي تستحوذ على نسبة مرتفعة عالميا من السياح، مقارنة بالأنماط السياحية الأخرى»، مضيفا: «إن إقامة هذه التظاهرة في الموقع الفعلي للسوق تعطيه حضورا ورمزية كبيرة لدى زائريه».

كما وصف أحمد خالد عريف عضو جمعية شباب مكة للعمل التطوعي تبني سوق عكاظ حلقة النقاش بمشاركة أمير منطقة مكة و4 وزراء بأنها تؤسس لمنبر حواري جديد مع الشباب، مذكرا في الوقت نفسه بما ناله الشباب من اهتمام وتقدير لأعمالهم، حينما خاطبهم في الحفل الختامي لأعمال التطوع في جدة، قائلا: «شرفتموني يا شباب فلكم حياتي يا شباب».

ويتفق معه المهندس محمد صويلح رئيس لجنة شباب الأعمال بالغرفة التجارية الصناعية بجدة، مشيرا إلى تبني سوق عكاظ لهذا الحوار من شأنه أن يكرس النظرة المستقبلية لأدوار الشباب في التنمية بمنطقة مكة خصوصا والمملكة عموما، مؤكدا أن حلقة النقاش تعتبر تتويجا للدعم الذي يلقاه الشباب من أمير منطقة مكة والوزراء في احتضان التظاهرات الشبابية والتجمعات الحوارية الفاعلية، مستشهدا بمبادرات إمارة المنطقة تجاه الشباب، والمتمثلة في إشراكهم في لجان تابعة للإمارة وتنظيم ملتقى الشباب.

بدوره، أوضح عضو لجنة شباب الأعمال محمد بن عبد الخالق سعيد أن الندوة التي يتبناها سوق عكاظ تؤكد الحاجة لأن يستمع صناع القرار لما يخفيه الشباب من طموحات وآمال، منوها بأنها ستكرس منهجا جديدا في الشفافية بين المسؤول والمواطن.

وأكدت رانية سلامة رئيسة لجنة شابات الأعمال بالغرفة التجارية الصناعية بجدة أن الندوة تحقق منهج إشراك الشباب في الرأي ومن ثم تحميلهم المسؤولية، مشيرة إلى أن الشباب أثبتوا قدرتهم على الإبداع في قطاع الأعمال، حيث تشير التقارير إلى أن 90 في المائة من المشاريع الصغيرة يملكها شباب.

واعتبر أستاذ تكنولوجيا الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور سعود كاتب تنظيم ندوة «ماذا نريد من الشباب وماذا يريد الشباب منا» على أرض سوق عكاظ أنها دلالة واضحة على عدم تركيز السوق على سرد الوقائع التاريخية، بل النظر للمستقبل من خلال شريحة الشباب، على خلفية أنهم يمثلون المستقبل، ليس في المملكة فحسب بل في العالم العربي.