الأسر السعودية تستقبل العام الدراسي بالترفيه

بهدف التهيئة النفسية لأبنائهم قبل الجلوس على مقاعد الدراسة

التنزه وترفيه الصغار آخر أيام العطلة الصيفية ظاهرة جديدة لدى الأسر السعودية ترحيبا بالمدارس («الشرق الأوسط»)
TT

خرجت الكثير من العائلات السعودية عن المسار المعتاد المتعلق بالاستعداد للمدارس، وذلك بعد أن باتوا ينتهون من شراء المستلزمات المدرسية لأبنائهم قبل حتى دخول موسم رمضان، والتفرغ الكامل لأيام العطلة بما فيها عيد الفطر، وذلك في محاولة منهم للتقليل من الضغط الناجم عن الاستعداد لثلاثة مواسم متصلة مع بعضها البعض وهي رمضان والعيد والعودة إلى المدرسة.

النهج الجديد الذي بات أولياء الأمور من آباء وأمهات ينتهجونه مع أبنائهم وبناتهم، سينتهي بانتهاء اليوم الجمعة آخر أيام العطلة الصيفية المدرسية، والمتمثل في اختتام فعاليات إجازتهم على طريقتهم الخاصة، ما بين الخروج على مدى ثلاثة أيام متواصلة للتنزه في المدن الترفيهية أو المنتزهات أو المطاعم أو حتى الافتراش على أرصفة المرافق العامة.

هذا المسار الجديد، يهدف دائما بشكل عام إلى التهيئة النفسية للطلاب والطالبات وخاصة المستجدين والمستجدات منهم، والذين لم يعتادوا بعد على الابتعاد عن منازل عائلاتهم طيلة الفترة الصباحية وساعات قليلة من الظهيرة يوميا، إلى جانب رغبة الآباء والأمهات في قضاء وقت كافٍ مع أبنائهم بعد الانتهاء من الالتزامات الاجتماعية وانشغالهم في أمور كثيرة خلال فترة العيد، وهو ما يخلق نوعا من «البعد» فيما بينهم.

ويرى محمود الوزير أحد موظفي القطاع الخاص، أن هذه الطريقة قد تكون جيدة لإعادة بناء العلاقة بينه وبين ابنتيه، خصوصا أن ظروف عمله قد تجبره أحيانا على الوجود في مكتبه حتى خلال أيام عيد الفطر المبارك، الأمر الذي يثير تذمر طفلتيه - بحسب قوله -.

ويقول في حديث لـ«الشرق الأوسط» «لا أفضل خروج زوجتي وابنتي بمفردهن خلال أيام عيد الفطر نظرا للزحام الذي تشهده مدينة جدة، حيث يقتصر خروجهن على الزيارات العائلية فقط، ومن ثم أعوضهم في إجازة آخر أسبوع للعطلة بعد أن تهدأ الأمور».

في حين تؤكد حنان مغربي والدة الطفلين وسام وعبد العزيز، على أنها تعمل ذلك مع طفليها منذ نحو ثلاث سنوات، لافتة إلى أنها عادة ما تحاول تهيئتهما للعودة إلى المدرسة بروح معنوية مرتفعة – بحسب وصفها - .

وقالت في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» «يعتبر التنزه في آخر يوم للعطلة الصيفية بمثابة (عيدية) أقدمها لولدي وأطفال العائلة الآخرين، حيث إنني أقوم بالخروج معهم إلى إحدى مدن الألعاب كي يكون ختام إجازتهم (مسك)». وأشارت أم وسام، إلى أن فترة الإجازة الصيفية لا تشعر بها كونها امرأة عاملة، وهو ما يقيّد طفليها بالالتزام بمواعيد النوم المبكر والاستيقاظ صباحا وفقا لقوانينها الخاصة في منزلها، مضيفة «لا أسمح لهما بالخروج مع بقية أفراد العائلة دون وجودي معهما، وفي نفس الوقت لا يمكنني فعل ذلك خلال العطلة إلا يوم الجمعة الذي أتمتع فيه بإجازة، ما يشعرني بالظلم حيالهما». ولفتت إلى أن تلك الطريقة من شأنها أن تخفف عليها حجم الإنفاق الذي قد تنفقه الأسرة السعودية خلال أيام عطلة الصيف، خصوصا أن المجتمع السعودي يواجه ثلاث مناسبات تستدعي كل منها ميزانية منفصلة والمتضمنة الاستعداد لشهر رمضان المبارك وولائم عيد الفطر والعودة إلى المدارس، فضلا عن بعض المناسبات الاجتماعية التي تشهدها العطل كالأعراس وغيرها.

إلى ذلك، كشف العميد وصل الله الحربي مدير مرور محافظة جدة المكلف، عن بدء توزيع دوريات المرور على جميع المحاور الرئيسية والميادين والتقاطعات وشبكة الطرق في محافظة جدة، والتي تمت تغطيتها بعدد وصفه بـ«الكاف» من الضباط والأفراد، فضلا عن وجود دوريات ثابتة أمام المدارس والمجمعات التعليمية والكليات والجامعات لتسهيل الحركة المرورية وفك الاختناقات، لافتا إلى أنه تم توحيد اتجاه حركة السير في الشوارع المحيطة ببعض المدارس والكليات. وبيّن العميد وصل الله الحربي، أن الخطة المرورية راعت ما يصاحب انطلاق العام الدراسي من شراء للمستلزمات والمتطلبات المدرسية، إذ تم التركيز منذ وقت مبكر على المكتبات والمراكز التجارية التي تشهد كثافة للمتسوقين خلال تلك الفترة، مشيرا إلى أنه تمت تغطيتها بعدد من دوريات المرور لتسهيل حركة السير في هذه المواقع.

وانتقد الحربي عدم توفر مواقف كافية لاستيعاب أحجام حركة المرور حول الكثير من المدارس نتيجة وجود بعضها على شوارع رئيسية، ولكنه استدرك قائلا «ينبغي على أولياء الأمور والسائقين تجنب الوقوف العشوائي الذي من شأنه أن يتسبب في عرقلة حركة السير».

وذكر مدير مرور محافظة جدة المكلف، أن وجود الكثير من مشاريع البنية التحتية على شبكة الطرق في محافظة جدة، يترك أثرا سلبيا على حركة السير في الوقت الراهن، الأمر الذي يحتم على الجميع محاولة الخروج مبكرا من منازلهم واختيار طرق بديلة أقل كثافة في أحجام الحركة المرورية، والتي من ضمنها طريق الملك عبد العزيز والملك فهد والملك عبد الله والأمير ماجد بن عبد العزيز، إضافة إلى شارع فلسطين والمكرونة، عدا عن تلافي مناطق الاختناقات المرورية المتمثلة في طريق المدينة المنورة وشارع الأمير محمد بن عبد العزيز والأمير سلطان بن عبد العزيز. وشدد العميد وصل الله الحربي على «عدم تحرك الشاحنات بكل أنواعها داخل المدينة وعلى الخطوط السريعة وكوبري الخير في أوقات الذروة، والتي تبدأ من الساعة السادسة وحتى التاسعة صباحا، ومن الـ12 ظهرا حتى الثالثة عصرا، ومن الخامسة مساء وحتى الثالثة فجرا»، مؤكدا أن من يخالف ذلك سيتم تطبيق النظام في حقه.

واستطرد مدير مرور محافظة جدة المكلف في القول «سيتم تحديث توقيت الإشارات الضوئية خاصة على الشوارع الرئيسية ذات الكثافة العالية، وذلك بطريقة تتناسب مع أحجام الحركة المرورية التي تشهدها تلك الشوارع».