دراسة متخصصة ترصد عددا من التجاوزات البيئية داخل مدارس التعليم العام

تناولت عينة من مدارس حكومية ومستأجرة في المنطقة الشرقية

TT

جملة من المشكلات البيئية تواجه مدارس التعليم العام في البلاد، كشفت عنها دراسة حديثة أجراها باحثان بيئيان سعوديان، أوضحت هذه الدراسة أن من أبرز تلك المشكلات ارتفاع مستوى الضوضاء وتجاوزات تطال معايير التهوية، بالإضافة إلى غياب شبه تام لمعايير السلامة داخل تلك المدارس.

وذهبت الدراسة التي أجراها الباحثان على مدارس في المنطقة الشرقية، إلى تأكيد وجود مخاطر عدة يجب حماية الطلاب والطاقم التعليمي منها. وكان الباحثان، وهما الأخصائي والباحث البيئي فرحان العنزي، والأخصائي سلمان الشمري، قد قسما المدارس من حيث ملكيتها ومرجعيتها الإدارية، فتم ترتيب مباني المدارس بمبان حكومية ومستأجرة، بالإضافة إلى مبان مدرسية تابعة لشركة «أرامكو»، بينما عمدت الدراسة إلى قياس الضوضاء بفصول المدارس خلال ساعات العمل من الساعة 8 إلى الساعة 11 صباحا.

وبينت الدراسة أن معدل الضوضاء قد تجاوز في كل المدارس (عينة البحث) المستوى الموصى به من منظمة الصحة العالمية، الذي يقدر بـ35 ديسيبل، مشيرة إلى أن معدل الضوضاء يرتفع عند الساعة 11 صباحا مقارنة بالساعة 8 صباحا بجميع فئات المدارس.

ولفتت الدراسة إلى أن ارتفاع معدل الضوضاء يسبب الإزعاج واضطرابات النوم ويؤثر على الدورة الدموية، وعزت الدراسة ارتفاع الضوضاء إلى كثرة عدد الطلاب بالفصل الدراسي، بالإضافة إلى مصادر أخرى كأجهزة التكييف.

وأوصت الدراسة بأن لا تقل المساحة المخصصة لكل طالب عن مترين مربعين داخل الفصل، وأن يحتوي جدار الفصل على مواد عازلة للصوت، بينما أكدت الدراسة أن هناك تجاوزا لمعايير التهوية داخل المباني المدرسية، وفق معايير الجمعية الأميركية للتدفئة والتبريد، لافتة إلى خطورة تلك التجاوزات على الصحة العامة للطلاب، مطالبة بأن يتم توفير مصادر الهواء النقي بمعدل لا يقل عن 10 لترات/ ثانية.

وكشفت الدراسة أن مدارس «أرامكو» هي الأعلى في جميع مستويات السلامة، وخصوصا في ما يتعلق بالسلامة الطبية، وذلك بتوفير الإسعافات الأولية وتدريب الطلبة على التعامل مع الحوادث وسهولة التنقل في الممرات ومخارج الطوارئ، بالإضافة إلى تقديم هذه المدارس للطلاب محاضرات توعوية حول الثقافة الطبية.

وأفصحت الدراسة عن انخفاض معايير السلامة داخل أغلب المباني المدرسية الحكومية والمستأجرة، معتبرة ذلك الانخفاض غير مرض، بحسب وصف الدراسة، بينما أكدت الدراسة أن معظم المدارس الحكومية تستخدم مخارج الطوارئ كمستودعات مما يعوق مهام الإخلاء، وفضلت الدراسة أن تكون مباني المدارس الابتدائية من دور واحد لسهولة الإخلاء والحد من مخاطر تدافع الطلاب في الحالات الطارئة.