«تعليم الرياض»: مئات الطلاب بلا مقاعد دراسية.. والتعليم الأهلي الرابح الأكبر

رغم جهودها لتفادي مشاكل القبول

أسبوع دراسي يفقده بعض الطلاب في بحث أولياء أمورهم عن مقعد لهم بين أقرانهم بمدارس التعليم العام بالسعودية (تصوير: خالد المصري)
TT

أضحت قضية قبول الطلاب والطالبات بمراحل التعليم العام بمدينة الرياض إحدى المشاكل التي تواجه أولياء الأمور، في ظل قلة عدد المقاعد الدراسية المتاحة أمام الطلبة في عدد من أحياء العاصمة، والتي تشهد طفرة في أعداد السكان.

وخلال جولة ميدانية لـ«الشرق الأوسط» على عدد من اللجان الفرعية لقبول الطلاب، تبين وجود صعوبات عديدة تواجه أولياء الأمور، حيث تمثلت في أغلبها في عدم توافر المدرسة المناسبة والقريبة من منزل الطالب، وتكدس المدارس بالطلاب، بالإضافة لتحويل عدد من طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية من الدراسة في الفترة الصباحية إلى ما بعد الظهر في عدد من مدارس الأحياء بمدينة الرياض لإفساح المجال أمام طلاب المرحلة الابتدائية لتوفير مقاعد دراسية لهم في مدارس المرحلتين المتوسطة والثانوية في بعض أحياء العاصمة.

في وقت أكدت فيه إدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض على جاهزيتها لاستقبال العام الدراسي الجديد، إلا أن المعطيات على أرض الواقع تعكس خلاف تلك التأكيدات، فالعديد من مدارس التعليم العام تشكو من ضعف اكتمال البنى التحتية التي ما زالت رهن الصيانة والترميم في البعض منها، فيما خلت أغلب مدارس الرياض من حملات النظافة لتجهيزاتها من طاولات ومرافق عامة.

وبحسب تقديرات لإدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض فإن عدد مدارس التعليم العام بالعاصمة يتجاوز 1500 مدرسة للبنين، تضم قرابة نصف مليون طالب من مختلف المراحل، يتابعهم قرابة 450 مشرفا تربويا للمواد.

وأشار محمد العبد المنعم، ولي أمر أحد الطلاب، إلى أنه فوجئ برفض مدير المدرسة لخطاب توجيه ابنه الصادر عن اللجنة الفرعية لقبول الطلاب، مشيرا إلى اعتذار مدير المدرسة متعللا بارتفاع أعداد الطلاب المقبولين لديه، لافتا إلى أن مدير المدرسة أكد له على وجود أكثر من 47 طالبا بالصف الدراسي الواحد لديه.

فيما بين أحمد العمري، ولي أمر أحد الطلاب، أن عمل اللجان الفرعية لقبول الطلاب يعتمد على الاجتهادات الشخصية، بحسب وصفه، ويؤكد على أن العديد من أعضاء تلك اللجان يقومون بالتوسط هاتفيا لدى مديري المدارس التابعة لهم، لقبول مزيد من الطلاب، مشيرا إلى غياب آلية واضحة المعالم لعملية القبول.

وكانت الإدارة أطلقت 12 لجنة فرعية يعمل بها مشرفون تربويون، بواقع 10 مشرفين لكل لجنة، فيما ترأس عمل تلك اللجان لجنة رئيسية بإدارة التربية والتعليم بالرياض لمتابعة أعمال لجان القبول، والعمل على تذليل الصعاب التي تواجه أولياء الأمور، إلا أن تلك اللجان، بحسب رأي عدد من أولياء الأمور الذين التقت بهم «الشرق الأوسط»، تعاني من التضارب بين توجيهات اللجان الفرعية وإدارات المدارس التابعة لها.

بالمقابل، رصدت «الشرق الأوسط» تحركات وتوافد طلاب المراحل الأولية بصحبة أولياء أمورهم خصوصا ممن لم يحصلوا على مقعد دراسي في المدارس الحكومية، الأمر الذي دعاهم للتوجه إلى المدارس الأهلية، مبدين تذمرهم من استغلال بعض المدارس الخاصة لوضع بعض الملتحقين الجدد من طلاب المرحلة الأولية الذين لم يحالفهم الحظ بالحصول على مقعد بمضاعفة أسعار الرسوم التي تصل أحيانا إلى 14 ألف ريال للفصل الواحد.

منصور الحربي، أحد أولياء الأمور، أكد لـ«الشرق الأوسط» ارتفاع أسعار رسوم القطاع الأهلي بشكل مبالغ فيه مقارنة بالعام الماضي، مشيرا إلى الرسوم التي تفرضها تلك الجهات علاوة على قيمة رسوم الفصل الدراسي الواحد التي تجاوزت 12 ألف ريال، بالإضافة إلى رسم تسجيل بقيمة 1000 ريال، متسائلا عن القيمة الإضافية لتلك الرسوم.

على جانب متصل، أكد لـ«الشرق الأوسط» محمد الدخيني، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، أن المعطيات الأولية لأول يوم دراسي للعام الجديد تشير إلى جاهزية جميع المدارس في السعودية لاستقبال الطلاب والطالبات بما فيها المباني المدرسية المتسلمة حديثا.

وأوضح الدخيني أن التقارير التي تم إعدادها من قبل اللجنة المركزية المكلفة بمتابعة الاستعداد للعام الدراسي تؤكد أن الوضع العام لبداية العام الدراسي الحالي مطمئن، مرجعا ذلك إلى المؤشرات الإيجابية العامة المتعلقة بالمباني والمناهج والتجهيزات المدرسية وحركة التعيين والتثبيت للمعلمين والصف الإداري التابع للوزارة، مشيرا إلى إكمال جميع المتطلبات التعليمية والإدارية للمدارس، من تأهيل وتدريب المعلمين للتعاطي الإيجابي مع المشاريع الوزارية التطويرية.

وأفصح المتحدث الرسمي بلسان وزارة التربية والتعليم أن جهازه قام بتسلم المشاريع الحديثة من مدارس ومعامل وقاعات بالتنسيق مع القطاع الخاص المشغل لتلك المشاريع، مشيرا إلى وجود أجهزة رقابية حال وجود تأخر من قبل بعض المقاولين، مبينا أنه من فترة لأخرى تتم متابعة هذه المشاريع عن طريق وكالة الشؤون الإدارية والمالية ووكالة الوزارة لشؤون المباني بحكم التخصص، مشيرا إلى إجراء جميع التعديلات والإضافات، والصيانة اللازمة لجميع المدارس، بالإضافة إلى تطبيق خطة الوزارة الاستراتيجية التطويرية الرامية إلى الرقي بمستوى العملية التعليمية والتربوية في البلاد.

يشار إلى أن إدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض كشفت عن مدارسها المستحدثة للبنين هذا العام، والبالغ عددها 15 مدرسة، حيث شملت 8 مدارس للمرحلة الابتدائية و3 مدارس للمرحلة المتوسطة، و4 مدارس للمرحلة الثانوية، مشيرة إلى أنه تم استحداث 29 مدرسة للبنات، بواقع 12 مدرسة للمرحلة الابتدائية و10 مدارس للمرحلة المتوسطة و7 مدارس للمرحلة الثانوية، بالإضافة إلى افتتاح 18 روضة، حيث تم توزيع تلك المباني المدرسية في مختلف أحياء مدينة الرياض.