المخرجة إيمان الطويل: المسرح يبعث الحياة في النصوص الأدبية

حصدت جائزة أفضل إخراج في ملتقى مسرح الطفل السادس

جانب من العرض المسرحي السنافر الذي عرض في ملتقى مسرح الطفل السادس بالأحساء («الشرق الأوسط»)
TT

تفخر المخرجة إيمان الطويل بإنجازها الأخير في ملتقى مسرح الطفل السادس الذي اختتم فعالياته الثلاثاء الماضي وشاركت فيه بمسرحية «بلاد الأحلام»، حيث نالت جائزة أفضل إخراج إلى جانب 8 جوائز إضافية حققتها مسرحيتها التي اعتمدت كعرض مسرحي افتتح به الملتقى الذي نظمته جمعية الثقافة والفنون بالأحساء.

ويأتي هذا الإنجاز للطويل بعد محاولات إخراجية بدأتها في المسرح المدرسي وواصلتها في الحفلات والأوبريتات الإنشادية والغنائية التي تقيمها بعض الجهات الحكومية والخاصة، أعقبها انتقالها لجمعية الثقافة والفنون كمساعد مخرج لأوبريت «بهجة القرقيعان» ضمن برنامج صيف «أرامكو» 2011 بالظهران لتنضم بعده رسميا للجنة المسرح في جمعية الثقافة والفنون بالأحساء فأوكلت إليها مهمة إخراج مسرحية «بلاد الأحلام» وهو عمل مسرحي موجه للأطفال.

وترى إيمان الطويل أن الإخراج لمسرح الطفل لا يختلف كثيرا عن الإخراج المسرحي في خصائصه العامة كتقسيم وتوزيع على خشبة المسرح، مشيرة إلى أن العرض المسرحي يتطلب وجود الاتزان والتباين من خلال توزيع الممثلين والديكور ولفتت الطويل إلى أن الاختلاف يكمن في الرسالة المطلوب إيصالها من خلال مسرح الطفل إضافة إلى التعامل مع الممثلين الذي يكون عادة مع أطفال تنقصهم الخبرة والثقة أحيانا ويشعرون بالخوف، الأمر الذي يتطلب جهدا كبيرا وتجارب أداء (بروفات) مكثفة.

وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» الطويل أن مسرح الطفل يقسم إلى 3 أنواع: فهناك مسرحية موجهة للطفولة المبكرة من 5 - 7 سنوات وهناك المسرحية الموجهة للأطفال من سن 8 - 12 سنة وهي الطفولة المتوسطة وأيضا الطفولة المتأخرة وهي من سن 12 - 15 سنة، لافتة إلى أهمية تحديد المخرج للفئة العمرية المناسبة ودراستها من خلال جميع النواحي النفسية والاجتماعية والتعليمية والتربوية، وذكرت الطويل أن هذا يجعل مسرح الطفل من أصعب أنواع المسارح.

وأضافت «من المهم على المخرج دراسة الرسالة والأهداف العامة للعمل المسرحي والمراد إيصالها وذلك من خلال النص المسرحي ولكن يبقى هذا النص نصا أدبيا للقراءة وعندما يحين موعد الإخراج لهذا النص فكما أن المخرج قد بعث فيه الحياة من جديد فيوجد المكان والزمان والأزياء والديكور والمؤثرات الصوتية والإضاءة والتعامل مع الحالات النفسية للشخصيات المسرحية ودراستها لتكون مقنعة وذات جدوى عند المتلقي». ونوهت الطويل بأن المحصلة النهائية للعمل المسرحي وتأثيره كشكل ومضمون وأداء يظهر على الجمهور من الأطفال الصغار الذين تم توجيه العمل لهم، مشيرة إلى أن قياس نجاح العمل من فشله يتوقف على تفاعلهم مع أحداثه وإنصاتهم لحوار الممثلين.

وعن طبيعة العمل مع ممثلين من الأطفال، قالت المخرجة إيمان الطويل إن المخرج الناجح ينبغي أن يدرك حساسية الأطفال ومزاجيتهم العالية وأن يتحلى بالصبر وألا يستعجل النتائج، مبينة ضرورة عمل المخرج على إشاعة جو من الألفة والمحبة بينه وبين الممثلين الصغار وما لذلك من دور في شعور الطفل بالأمن والطمأنينة وانعكاس ذلك على الأداء. وقد ميز مسرحية بلاد الأحلام التي أخرجتها الطويل أنها نفذت بطاقم نسائي بالكامل، فهي من تأليف عبير الباز وتنفيذ الديكور كان للفنانة التشكيلية سلمى الشيخ والتصوير الفوتوغرافي لمريم الثامر، في حين كان لشهد السيف المؤثرات الصوتية، ولعبير العلي متابعة مدير الخشبة والإضاءة لمريم العميرين وسارة الريحان، وصرح مدير جمعية الثقافة والفنون بالأحساء لـ«الشرق الأوسط» بأن كون «بلاد الأحلام» منفذة بطاقم نسائي ليس سببا في اعتمادها عرضا افتتاحيا للملتقى، مشيرا إلى أن منظومة العمل في الجمعية تفرض عمل الجميع جنبا إلى جنب دون اعتبارات أو فروق.