1104 أعلام ترسم الحدود الشرعية للحرم المكي الشريف

«لجنة أعلام الحرم» أمضت 17 عاما من البحث

حدود الحرم باتت معروفة ومثبتة بخرائط رقمية («الشرق الأوسط»)
TT

خلصت لجنة تحديد أعلام الحرم المكي إلى تحديد وتثبيت 1104 أعلام في الحدود الشرعية لمكة المكرمة في جميع الاتجاهات، مبينة أنها اختتمت مسيرة 17 عاما من البحث الدؤوب في تصويرها فضائيا بالتعاون مع وزارة الدفاع السعودية.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور خضران الثبيتي، عضو لجنة تحديد أعلام الحرم المكي، أن اللجنة انتهت من ترسيم المعالم الشرعية لحدود الحرم المكي، وأنها طبعت كتابا يقع في 770 صفحة يحوي جميع ما استقرت عليه اللجنة في ضبط الحدود الشرعية.

وقال الثبيتي «إن منطقة الحرم المكي والمسماة بالحرم، تشمل حدود مكة على حدود الأعلام، وهذه الأعلام ومواضع الأعلام ومسار خط الحرم الذي يجمع بين هذه الأعلام، هو ما نسميه بمنطقة الحرم، والمنطقة الخارجة عنها شمالا وشرقا وجنوبا وغربا تسمى (الحل)».

وأفاد أن مهمة اللجنة كانت تكمن في تحديد مواضع الأعلام، من دون تبديل أو تجديد أو تحويل، في محيط مكة المكرمة، وهي أعلام موجودة في زمن إبراهيم عليه السلام بأمر إلهي، وجددت في عهد إسماعيل عليه السلام، مرورا بعهد الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي أمر بتجديدها عندما فتح مكة.

وأشار الثبيتي أن المهمة كانت مبنية على قاعدة وهي قاعدة اكتشفها ودلنا عليها عمر بن الخطاب، ويعود إليه الفضل في معرفتنا الطريقة التي حدد بها الأعلام، على جبال وشعاب مكة المكرمة، حين أمر بتجديد هذه الأعلام، وأرسل في حينها أناسا لتحديدها، حين قال لهم: «انظروا إلى حيث يسير الماء، فما اتجه منه نحو الكعبة فهو حرم، وما اتجه معاكسا فهو حل».

وجغرافيا، قال الثبيتي «إنه تمت الاستفادة من المقولة بشكل كبير، حيث إن مواضع تحديد أعلام الحرم، موجودة على خط تقسيم المياه، وهو الخط الذي تنقسم عنده مياه الأمطار باتجاهين معاكسين، حيث جرى تتبع هذه الأعلام منذ 17 عاما، وأفضت نحو وجود تلك الأعلام، على كامل محيط الحرم».

وحول ما جاءت به مهمة اللجنة، قال: «إنها خلصت إلى تثبيت هذه الأعلام، باستخدام أجهزة تحديد المواقع (جي بي إس)، مستعينين بالإدارة العامة للمساحة في وزارة الدفاع، ولذلك أصبحت تلك المواقع معروفة بفضل إحداثياتها الشماليات والشرقيات، وأصبحت مدونة، حتى إذا تمت إزالتها، فإننا نستطيع تحديد أماكنها بسهولة تامة».

وقال أستاذ الجغرافيا في جامعة أم القرى: «تم تحديد 1104 أعلام، وهو ما تمخضت عنه أعمال اللجنة، مؤكدا أنها خلاصة المسوحات الميدانية خلال تلك السنين، وهي المواضع التي تفصل ما بين الحرم والحل، وهي سلسلة الجبال الشامية والشرقية والغربية والجنوبية، وهي موثقة بخرائطها، ونحن لم نكتف بتحديد مواضع الأعلام فقط، بل قمنا بتحديد نقاط إضافية على كامل مسار الحرم المكي، لتجمع في خط واحد يجمع كل المسارات».

وأفصح الثبيتي عن أن النقاط التي تكون في بعض الأحيان بين علم وعلم لا تتجاوز بضعة أمتار، وبعضها بمئات الأمتار، موضحا أنه جرى تحديد كل تلك المسارات بعناية فائقة، حيث تم تتبع خطط صعود المياه ونزولها، وهو ما تم رسمه على الخرائط الفضائية استنادا لمقولة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب.