جامعة الملك عبد العزيز تقيم شراكات مع جامعات إسلامية لتعليم اللغة العربية

من خلال اعتمادها منهجا يواكب الحداثة

TT

أكد مصدر مسؤول في قسم اللغة العربية بجامعة الملك عبد العزيز سعيهم لإنشاء شراكات مع جامعات من دول إسلامية مختلفة، لتدريس اللغة العربية للطلاب والطالبات الراغبين بذلك، لافتا إلى إنشاء منهج حديث ومطور بخلاف المناهج التقليدية الموجودة في بعض الجامعات والمعاهد، التي تفتقر إلى المصطلحات الحديثة، إلى جانب تلافي بعض العيوب الموجودة في المناهج القديمة.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور مطير المالكي، أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية في كلية العلوم الإنسانية بجامعة الملك عبد العزيز، الذي أنشأ منهجا متطورا لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، أن الأمر الذي دفعه إلى ذلك هو التقصير الملاحظ من قبل المؤسسات والجهات المعنية في الاهتمام بتعليم اللغة العربية ونشر آدابها وفنونها، لا سيما أن هناك طلابا وطالبات من مختلف الدول الإسلامية يبحثون عن مراكز ومدارس لتعليمهم اللغة العربية.

وقال المالكي: «من خلال سفري للخارج ولفترات طويلة، وجدت أن هناك حاجة ملحة لتعليم اللغة العربية، خاصة أن هناك إقبالا كبيرا عليها وعلى مصطلحاتها من قبل غير الناطقين بها».

وزاد: «قمت في المرات اللاحقة عند سفري لبعض الدول الأوروبية باصطحاب مجموعة كبيرة من الكتب الخاصة بتعليم اللغة العربية، ولكني اكتشفت أن هذا الأمر غير كاف، وأن هذه الكتب لن تفيد الأفراد والمؤسسات الراغبة في تعليم اللغة العربية لطلابها وموظفيها، كونها غير مطورة ولا تخاطبهم بلغة العصر ومصطلحاته الحديثة».

واستطرد المالكي: «لذلك عملت على إنشاء منهج لتعليم اللغة العربية بحيث يكون عصريا ومواكبا للمصطلحات الحديثة»، مبينا أن «العمل على إنشائه استغرق سنتين، وتمت مراجعته من قبل مختصين وأساتذة في اللغة العربية، وحاولت قدر المستطاع تجاوز العيوب الموجودة في المناهج السابقة».

وحول تلك العيوب، قال: «أغلب المناهج التقليدية السابقة تسقط صوت الهمزة، ومنها المنهج المصري القديم الذي لا يظهرها وفقا لرأي أحد علمائهم، مع أنها في رأي سيبويه إمام النحو لا يتم إسقاطها، إذ إنه لا يمكن أن نقرأ ونكتب من دونها»، مبينا أنه في منهجه قام بمعالجة هذا العيب، كما أنه أضاف المصطلحات والكلمات العربية الحديثة، ومنها كل ما يتعلق بالتكنولوجيا مثل كلمات «إيميل» و«إنترنت» و«شبكة».

وبين أن هناك ست خطوات يتم اعتمادها لتدريس الحرف الواحد ولكل خطوة هدف، حيث تبدأ برسم الحرف ومن ثم سماع صوته، كما تم توظيف خاصية الفيديو لتعليم الطالب كيفية إخراج الحرف من خلال تحريك الشفتين والفكين وعضلات الوجه.

وأوضح أن البرنامج الذي تم اعتماده لتدريس اللغة العربية يغطي العيوب الموجودة لدى المعلمين، وقال: «عندما يكون أستاذ اللغة عربية لديه لكنة معينة إلا أنه يجيد قواعد اللغة العربية، فالبرنامج بإمكانه أن يغطي هذه اللكنة الموجودة لدى الأستاذ»، حيث تم تركيب الصوت والصورة والحركات، بطريقة احترافية إلى جانب اختيار الكلمات بالألوان المناسبة.

وأشار المالكي إلى سعيه لإنشاء معهد لتدريس اللغة العربية في ماليزيا والأردن، إلى جانب إتاحة المنهج لتدريسه في بعض الدول التي باتت تطلبه وتعتمده في معاهدها وجامعاتها مثل نيوزلندا وأستراليا وماليزيا، إلا أنه يسعى الآن لإنشاء شراكات بين جامعة الملك عبد العزيز والجامعات الخارجية لاستقطاب الطلاب لتعليمهم اللغة العربية، مبينا أنه من خلال هذه الشراكة سيتم استقطاب عدد أكبر لتدريس اللغة لا سيما أن المعهد لا يستوعب أعدادا كبيرة.

وحول آلية التدريس، فقد بين أن هناك طريقتين يتم من خلالهما تعليم اللغة العربية؛ الأولى من خلال الموقع الإلكتروني الذي تم تدشينه قبل ستة أشهر ووجد قبولا ملحوظا من قبل الطلاب في الخارج، حيث تم وضع البرنامج المطور عليه وشرح طريقة التعليم إلى جانب وجود محاضرات ودروس عبر شبكة الإنترنت.

وبين أن عدد الطلبة الذين تم تسجيلهم من خلال الموقع يتجاوز مائة طالب من مختلف دول العالم؛ 40 منهم من أميركا، وما يقارب 35 إلى 40 طالبا من تركيا، وطلاب من ماليزيا والصين واليابان وألمانيا، مؤكدا أن هذه الطرق تساعد على انتشار اللغة العربية، وقال: «لا يوجد لدي مانع من العمل على مدار 24 ساعة لتحقيق هذا الهدف، والعمل على خطين؛ هما: التعليم المباشر، وعبر الإنترنت»، لافتا إلى طموحه لإنشاء فروع أخرى في دول أخرى.