3 جهات رسمية تدرس طباعة مصاحف لضعاف البصر من غير المكفوفين

تتضمن تغيير الخط العثماني وتعتمد على تباين الألوان وتكثيف التحبير

TT

بدأت جمعية إبصار الخيرية للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية أول من أمس في دراسة طبع مصاحف لضعاف البصر، والتي تعتمد على الألوان إلى جانب إمكانية تغيير الخط العثماني وكتابتها بطريقة تسهل عليهم قراءتها بوضوح. وكشف محمد توفيق بلو أمين عام الجمعية لـ«الشرق الأوسط» عن تشكيل لجنة مكونة من جمعيتي «إبصار» و«الخيرية لتحفيظ القرآن» إضافة إلى وزارة الشؤون الإسلامية بهدف تنفيذ هذا المشروع وفق أسس دينية وعلمية متكاملة. وأشار بلو إلى أن نحو ثلاثة أضعاف ذوي الإعاقة البصرية لا يجيدون قراءة القرآن الكريم بخط «برايل» على اعتبار أنهم ضعفاء بصر، إلى جانب عجزهم عن قراءة المصاحف المطبوعة بالطريقة الحالية للمبصرين نظرا لقصور وظائف الإبصار لديهم التي تعيقهم عن التعرف على رؤية الحروف أو التعرف عليها بوضوح. وقال أمين عام جمعية إبصار الخيرية في حديث لـ«الشرق الأوسط»، « نحن بحاجة إلى عمل الجهات وهيئات مجالس العلماء المختصة بطباعة المصحف الشريف من أجل الأخذ في الاعتبار مراعاة تسهيل قراءة المصاحف لضعاف البصر وكبار السن من خلال تطبيق الأسس العلمية الحديثة المتبعة في تسهيلات القراءة للجميع عبر التكبير وتباين الألوان ما بين الخلفية والأحرف وتكثيف التحبير، وانتقاء أنواع الخطوط الأكثر وضوحا للمعالم عن ضعفاء البصر وكبار السن، خاصة أن أعدادهم في تزايد وظروفهم قد تعقيهم عن تعلم طريقة (برايل)». وفي هذا الشأن، أقر مجلس إدارة جمعية إبصار الخيرية، إعداد دراسة لحصر احتياج المملكة لمصاحف برايل عن طريق الاتصال بجمعيات تحفيظ القرآن الكريم والشؤون الإسلامية بهدف توفير نسخة من القرآن الكريم في كل جامع رئيسي والمكتبات والمؤسسات التعليمية.

يأتي ذلك في وقت تدرس فيه جمعية إبصار الخيرية حاليا مقترح نشر مصحف برايل في السعودية والعالم الإسلامي بعد أن قامت بتشكيل فريق عمل لإعداد دراسة متعلقة بهذا الأمر، وذلك عقب جدل حول إشكاليات عدم وصول المصاحف المطبوعة بلغة «برايل» إلى مستحقيها.

وتدور تلك الإشكاليات التي انفردت «الشرق الأوسط» بنشرها في عددها الصادر بتاريخ 11 يوليو (تموز) الماضي، حول بدء جهة حكومية مسؤولة عن طباعة القرآن الكريم بطريقة «برايل» للمكفوفين، في محاسبة متعهد توزيع تابع لوزارة التربية والتعليم بعد تلقيها نحو 4 شكاوى من جهات مختلفة تفيد بعدم وصول مصاحف «برايل» إلى المستفيدين منها على الرغم من إدراج بياناتهم بشكل رسمي لدى القسم المسؤول عن توزيعها.

وأوضح في ذلك الوقت أنور الخطار مدير عام مطابع خادم الحرمين الشريفين لطباعة القرآن الكريم بطريقة «برايل»، أن المطابع تلقت في يوم واحد 4 شكاوى تفيد بعدم وصول المصاحف إليها، لافتا إلى أن توزيع تلك المصاحف لا يتم عن طريق البريد المركزي وإنما بواسطة متعهد تابع لوزارة التربية والتعليم يأتي بصفة شهرية لتسلم جميع المطبوعات بما فيها القرآن الكريم.

وقال في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط»، «بعد التواصل مع قسم العلاقات العامة في المطابع والمسؤول عن الإرساليات، تم التأكد من وجود بيانات الجهات صاحبة الشكوى لدى المطابع، إلى جانب تسليم النسخ المراد إيصالها، الأمر الذي يحتم التواصل مع المتعهد لمعرفة أسباب تأخر تسليمها ومحاسبته فورا».

وبناء على ذلك، وجه الدكتور أحمد محمد علي رئيس مجلس إدارة جمعية إبصار الخيرية للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية بتشكيل فريق عمل لإعداد دراسة لتبني مقترح لرؤية استراتيجية تهدف لنشر مصحف برايل في المملكة أولا ثم العالم الإسلامي بالعمل والتنسيق مع جمعية تحفيظ القرآن الكريم في جدة والجهات المعنية الأخرى. ويضم فريق العمل المهندس عبد العزيز حنفي عضو مجلس الإدارة رئيس اللجنة التنفيذية ورئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بجدة، ومحمد توفيق بلو أمين عام إبصار، إلى جانب سارة بغدادي مقدمة المقترح وسيدة الأعمال السعودية التي انضمت مؤخرا لعضوية الجمعية.

واقترحت سارة بغدادي هذه المبادرة لنشر مصحف برايل في جميع المراكز والمكتبات لخدمة ذوي الإعاقة البصرية حول العالم من خلال التواصل مع الجهات المعنية لإنشاء قسم متخصص في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وكافة إصدارات المجمع من مراجع وكتب تفسير والسيرة النبوية الشريفة بطريقة برايل وتوزيعها مجانا على جميع المراكز الإسلامية والمكتبات بالعالم بالتعاون مع جمعية إبصار، في حين أكد الدكتور أحمد محمد علي، على أهمية هذه المبادرة لتوفير مصاحف لقراءة القرآن الكريم لذوي الإعاقة بصفة عامة والمكفوفين وضعاف البصر بصفة خاصة.