«أفخر التمور» تفرض سباقا محموما بين المزارعين والتجار

«النقوة» و«الجلكسي» أسماء مستحدثة.. ومنصة العرض مقدمة السيارة

يتحلق محبو التمور والباحثون عن أفضل الأنواع وأجودها حول الدلالين بمهرجان بريدة للتمور للظفر بأميزها («الشرق الأوسط»)
TT

مهرجان بريدة للتمور، يقوم فيه عدد من الباعة والدلالين بتمييز أنواع محددة من التمور بشكل خاص، وعرضها بطريقة تتناسب مع قيمتها المرتفعة، ويكون موقعها دائما في مقدمة العرض، حيث حدد لها مقدمة السيارات لتكون منصة لعرض «جميلات التمور» ومزايينها.

وتشهد هذه الأنواع المحددة من التمور تنافسا محموما بين المزارعين، بهدف المكسب المالي والتعاوني من وراء «جميلات التمور» بعد أن يسلط الضوء عليها من قبل الدلالين الذين وصفوها بأوصاف وألقاب متعددة.

يشير الدكتور خالد النقيدان المدير التنفيذي للمهرجان إلى أن اللافت هذا العام، هو قيام المزارعين والعاملين بسوق التمور بإطلاق أسماء جديدة على منتجات النخيل من التمور الفاخرة، وخاصة «السكري»، ومنها «الملكي» و«النقوة» و«الجلكسي»، خلال عرضها في السوق.

ويقول المدير التنفيذي إن هناك تنافسا بين المزارعين يبدأ من نهاية الموسم حتى جني التمور، للاهتمام والعناية بالنخيل طوال العام، وخاصة أثناء التلقيح، ومع فترات نمو التمر والتخفيف منه لتغذيته جيدا، واستخدام طرق ري محددة طوال العام، وتقنين الماء مع قرب نضج المحصول لضمان الحصول على منتج مميز وتكميم التمور في النخلة بلفات بلاستيكية تحمي التمر من هجمات العصافير والظروف المناخية.

وبين الدكتور خالد النقيدان أن المزارعين يتنافسون أيضا على اختيار نوع محدد من فسائل النخيل المنتجة للتمور الفاخرة وزراعتها مع الاهتمام بها ليجنوا محصولا فاخرا، موضحا أن إنتاج التمور الفاخرة يرفع من سمعة المزرعة المنتجة مما يزيد الإقبال على منتجاتها وتجد طلبا كبيرا بأسعار مرتفعة.

وأشار النقيدان إلى أن السوق تشهد بشكل يومي عروضا لأجمل التمور وأفخرها بعد ورودها من المزارع، حيث تصف بشكل لائق في صندوق البيع، نظرا لقيمتها بعد تعرضها لعملية فرز واسعة، باختيارها من التمور الأخرى وتنظيفها بطرق عدة، ثم تعرض في مقدمة سيارة العرض لتمييزها، وتحظى هذه التمور بمكان خاص من قبل الدلالين بعيدا عن التمور الأخرى، وسط متابعة كبيرة من قبل زوار ورواد السوق، ويصل سعر صندوق التمر الذي يزن 3 كيلوغرامات لأكثر من 750 ريالا.

وتشهد الفترة الحالية ازدياد المعروض وهو ما يسمى ذروة الموسم قبل أن يبدأ المنتج بالنزول، وتعد أسعار هذا العام الأقل بين السنوات الماضية، حيث وصلت الأسعار لمستويات قياسية نسبة إلى الجودة، وتوقع متعاملون في سوق التمور أن تشهد الفترة القادمة ارتفاعا بسيطا في الأسعار بعد قلة في العروض ستشهده مدينة التمور خلال الشهر الثاني من انطلاق موسم الحصاد، بينما من المتوقع أن تشهد أسعار التمور ارتفاعا كبيرا قبيل موسم رمضان المبارك للعام المقبل حيث تباع نفس الكميات قبيل الشهر الكريم من العام المقبل بارتفاع قد يصل لأكثر من 300 في المائة، وهو ما يقوم به تجار التمور من خلال التخزين في ثلاجات خاصة لحفظ التمور.

وتوقع علي الفايزي، وهو مزارع وتاجر للتمور، أن تشهد الفترات القادمة من موسم التمور ارتفاعا في بعض الأنواع المطلوبة مثل «الخلاص» و«السكري» الفاخر وبعض الأنواع الأخرى مثل «الصقعي» و«الرشودية».

وقال الفايزي «كل التداولات هذا العام في مدينة التمور كانت تتم من قبل تجار التمور، وهم يشترون بكميات كبيرة استعدادا لموسم طويل في التخزين على أمل أن يحققوا مكاسب كبيرة في النصف الأول من العام المقبل، وهو ما يقع فيه الشهر الكريم، ويستهلك أكثر من 35 في المائة من التمور المخزنة خلال هذا الشهر».