مدير الأمن العام لـ «الشرق الأوسط»: الإعلام والتعليم يشاركانا المسؤولية

دوريات الأمن تحقق زمنا قياسيا عالميا في مباشرة الحوادث الأمنية على الطرقات

مدير الأمن العام خلال فعاليات الملتقى الثاني للجودة الشاملة التي شهدتها جدة أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

حمل الفريق سعيد بن عبد الله القحطاني، مدير الأمن العام في السعودية، الجهات الإعلامية مسؤولية وقوع الحوادث المهلكة في الأرواح، لتقصيرها في تغيير ثقافة الأفراد، خاصة فئة الشباب الذين يرتكبون مخالفات تحتاج إلى تغيير الفكر لديهم، مطالبا بضرورة تبني الوسائل الإعلامية إرسال جرعات تثقيفية لزيادة الوعي في المجتمع.

وقال القحطاني في رده على استفسار لـ«الشرق الأوسط» حول جدوى شركة «نجم المرورية» الخاصة بمباشرة الحوادث، ومدى تقييمه لها، خاصة في ظل تأخرها في مباشرة الحوادث، «اسألونا عن الحوادث المهلكة والأرواح التي تذهب يوميا وهذه ليست مسؤوليتنا فقط في الأمن العام، نحن مسؤولون ولكن لن نستطيع أن نواجهها بمفردنا، فأنتم الإعلاميون لكم باع كبير لإيصال رسالة لتغيير الثقافة الحالية، وكيف تؤدي إلى إزهاق أرواح أبنائنا، الذي أصبح كثير منهم معاق الحركة، ومنهم من فارق الحياة، فلماذا نحتاج (نجم) إذا قللنا الحوادث لن أضطر لذلك».

وأشار مدير الأمن العام إلى وجود سلوك فردي لدى الشباب، فمنهم من يقوم بالفحص الدوري ويستعين بإطارات جديدة، ويعيد القديمة بعد إجراء الفحص، وهذا تحايل على النظام – بحسب تعبيره.

وفي الوقت الذي رفض فيه تقييم تجربة «نجم المرورية» تجنب الفريق القحطاني الحديث حول أرقام توضح مدى انخفاض عدد الحوادث بعد تطبيق نظام «ساهر»، وقال «لا أستطيع في الوقت الحالي القول بأن الحوادث انخفضت؛ لأن المواطن والمقيم أيضا يرتكبان الحوادث والمخالفات، ويعلمان كيفية خفضها، وهما مسؤولان عن وقوع عن الحوادث معنا، ولا يعني ذلك بأننا نخلي مسؤوليتنا، لكن هناك من يلهو وينعس ويتراسل بالهاتف الجوال خلال القيادة، فالواجب يقع على التعليم والإعلام ومسؤولي الطرق وأرباب الأسر للوقوف أمام هذه المشكلة».

وجاء حديث الفريق القحطاني بعيد افتتاحه فعاليات الملتقى الثاني للجودة الشاملة بالأمن العام أول من أمس نيابة عن الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، تحت شعار «الجودة في الأمن واجب وإبداع»، الذي تستضيفه إدارة دوريات أمن محافظة جدة في مركز الملك فيصل للمؤتمرات بجامعة الملك عبد العزيز في جدة ويشارك أكثر من 1500 متخصص وباحث.

وقال القحطاني خلال كلمته في الملتقى إن «الأمن العام في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وبدعم من وزير الداخلية، انفتح على المؤسسات العلمية وفي مقدمتها الجامعات المرموقة بكافة المناطق، رغبة في الاستفادة من قدراتها العلمية وخبرات أساتذتها وإمكانات معاهدها وكلياتها القديرة، والمساهمة الفعالة في تطوير الكوادر البشرية من منسوبي الأمن العام في جميع المجالات».

وتطرق مدير الأمن العام إلى أهداف الملتقى الثاني للجودة الشاملة بالأمن العام وعلى المحاور التي تعكس أهمية الملتقى معربا عن شكره لكل من أسهم في التخطيط والتجهيز منوها إلى أن تطبيق مبادئ الجودة في أعمال الأمن العام ينبع من أساس متين من كتاب الله الكريم وسنة نبيه وسنة الخلفاء الراشدين.

وأشار الفريق القحطاني إلى أن «تطبيق مبادئ الجودة لأداء وتقديم خدمات مميزة ومتقنة لكافة المستفيدين من الخدمات الأمنية، ولا يقبلون إلا بالالتزام بالأنظمة واللوائح التي تضمن حقوق المواطنين والمقيمين وتقديم العون والرعاية لهم جميعا وتوفير مظلة وارفة للأمن في بلادنا»، مشددا على أن الاهتمام بالحجاج والمعتمرين والزائرين منذ وطئهم أرض المملكة وحتى مغادرتها.

وأعلن القحطاني عن «إنشاء غرف موحدة هو مشروع متكامل لكل مناطق المملكة العربية السعودية وهو تحت إشراف مباشر من وزير الداخلية ومساعده للشؤون الأمنية وقد تم قطع مراحل كبيرة من الإنجاز». مشيرا إلى «أن الشرطة المجتمعية قيد الدراسات الأخيرة وقد وضعت الاشتراطات والمواصفات».

من جانبه، كشف العقيد سعد الغامدي مدير إدارة دوريات أمن محافظة جدة أن إدارة الدوريات استطاعت العام الماضي أن تباشر أكثر من 3 ملايين حالة بنسبة 99 في المائة من الأداء وفي هذا العام تم الوصول إلى نسبة 99.8 في المائة حيث حققت الدوريات زمنا قياسيا عالميا في مباشرة الحوادث الأمنية حيث بلغ الزمن 7 دقائق فقط، في حين أن المؤشرات العالمية في هذا المجال تتجاوز 11 دقيقة.

وقد بدأت يوم أمس الجلسة العلمية الأولى لملتقى الجودة الشامة في القطاع الأمني وقد ترأس الجلسة العلمية الأولى للملتقى الدكتور عبد العزيز الخضيري وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة، الذي أشار إلى أن ثقافة الجودة التي أصبحت واحدة من أهم أولويات الدول المتقدمة ليست في المجالات الأمنية والعسكرية، فحسب وإنما في القطاعات التنموية عامة. وقال، «إن الجودة الشاملة تعد اليوم التحدي الحقيقي لإبراز هذا الجانب، ولا بد من تكثيف الجهود الحكومية والمجتمعية في تحقيق الحد الأقصى من هذه الجولة؛ حيث إن الملتقى يتضمن شخصيات وخبراء بارزين في هذا الجانب لطرح تجاربهم النموذجية متمنيا للمتحدثين الخروج بالنتائج الإيجابية».

وأكد العقيد سالم الزعابي نائب رئيس اللجنة العليا لمنظمة درء المخاطر الداخلية في شرطة أبوظبي على أهمية هذا الملتقى مشيدا بجهود المملكة العربية السعودية في تنظيم هذه الملتقيات التي تهدف إلى تبادل الخبرات.

وقال العقيد الزعابي، إن «شرطة أبوظبي حققت تطبيقات الجودة الشاملة في المجال الأمني وغرس ثقافة الجودة من خلال تجارب الأداء النموذجي للحفاظ على الأمن في البلاد؛ حيث استطاعت الشرطة أن تحقق من خلال برنامج متكامل وطني في تحقيق الجودة والتطوير والتخطيط وتحقيق التكاملية في أداء الخدمة بكل كفاءة واقتدار مما أدى إلى منح جائزة (أبوظبي) للأداء المتميز الحكومي من خلال الانضباط واستخدام التقنيات المتقدمة في تقديم الخدمات للعملاء».