الأمير خالد الفيصل يعلن استمرار ندوة الشباب سنويا وبدء تشكيل مجالس شبابية

الأمير سلطان بن سلمان: البعد الحضاري في المناهج الدراسية أصبح مهما

الأمير خالد الفيصل خلال ترؤسه الندوة أمس بحضور الأمير سلطان بن سلمان والأمير نواف بن فيصل (واس)
TT

أعلن الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، أن ندوة النقاش مع الشباب ستكون سنوية بالتزامن مع سوق عكاظ، وحذر في الوقت نفسه الشباب من الانصياع للحملات الشرسة التي تستهدف الوطن، مؤكدا أن الوطن يحتاج من الشباب نهضة نحو القيادة للعالمية.

وقال الأمير خالد الفيصل خلال ندوة بعنوان «ماذا يريد منا الشباب وماذا نريد منه» التي استضافتها جامعة الطائف أمس التي ضمت الكثير من المسؤولين يتقدمهم الأمير سلطان بن سلمان، والأمير نواف بن فيصل، ووزراء التعليم العالي، والثقافة والإعلام: «نحن نربأ بكم عن الانصياع للهجمة الشرسة من أعدائكم أعداء الإسلام، أنتم قدوة العالم أجمع في التمسك بالقيم الخالدة قيم القرآن والسنة، آباؤكم وأجدادكم يقدمون لكم دولة عصرية، حضارية، إنها بين أيديكم فماذا أنتم فاعلون».

وأجزل أمير منطقة مكة المكرمة الثناء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز صاحب الإنجازات والريادة في إعادة تاريخ سوق عكاظ قائلا: «إن الفضل في إعادة الوهج لسوق عكاظ يعود بعد الله لولي أمر المسلمين في هذا البلد الملك الصالح عبد الله بن عبد العزيز الذي أمر بإعادة هذا السوق بحلة وبأسلوب جديد، يمثلان آمال كل مسلم وكل مواطن على وجه الخصوص».

كما أعلن البدء في تشكيل مجالس شبابية في مختلف محافظات المنطقة لتعمل بالتعاون مع المجالس البلدية في طرح الرؤى والأفكار.

وأضاف الأمير خالد الفيصل «إن هذا السوق الذي كان في العصور الأولى للإسلام وما قبله، لاجتماع أصحاب الرأي والإبداع والتجارة وكانت تطرح فيه الأفكار والنقاش فيه أمور الناس»، مشيرا إلى أن «السوق كان موقعا لتسويق الفكر والاقتصاد وتبادل المصالح»، مؤكدا أن «إعادة نشاطه برؤية حديثة وعصرية ومعرض للتراث يجعل منه نافذة على المستقبل ومنبر حوار للإنسان العصري والسعودي على وجه الخصوص».

وزاد الفيصل: «يعتبر سوق عكاظ مركزا لحوار الشباب، ذلك المبدأ الذي بدأه وتبناه قائد التنمية والفكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أطلق الحوار الوطني ثم الحوار بين أتباع الأديان، وأخيرا الحوار المقترح لأتباع المذاهب، ونحن نسير في ركب القائد من خلف سلمان».

وأكد الأمير خالد الفيصل أن خيمة عكاظ وجه للحضارة ونافذة على المستقبل ومسرح للفكر والإبداع قائلا «هذا سوق عكاظ الجديد سوق للإبداع الإنساني ولجميع أنواع النهضة والإبداع، وعليه لا بد أن تكون هناك مشاركات من قبل المؤسسات الاقتصادية والعلمية والتقنية، وإن الإنسان العصري لم يعد في حاجة إلى دمعة الماضي، بل إن الحاجة اليوم لابتسامة المستقبل، فسوق عكاظ سعودي، عربي، إسلامي وهذا ما يريده أجدادكم الذين أنشأوا هذا الكيان، والذين أسهموا في أنجح وحدة عربية في العصر الحديث».

وأضاف أمير منطقة مكة المكرمة قائلا: «أولئك الرجال أسهموا في تحويل المجتمع من بسيط وقبلي وأمي إلى مجتمع متحضر ومثقف 95 في المائة واليوم نعلن دخول هذا البلد إلى العالم المتحضر من خلال جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية والتي تخرجت فيها أول دفعة العام الماضي».

واستطرد الأمير خالد الفيصل قائلا: «نحن اليوم في وطن يزخر بأكبر مدن صناعية في الشرق الأوسط وشبكات للكهرباء وأخرى للمياه من البحر إلى الخليج وجبال السروات، وشبكة طرق يضرب بها المثل».

من جانبه، قال الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار «نستمد هذا الاهتمام من توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مقترح مشروع الملك عبد الله للعناية بالتراث الحضاري للمملكة ونسعى إلى إخراج التراث الثقافي والبعد الحضاري للمملكة من بطون الكتب ليصبح واقعا معاشا وحضارة ملموسة تشكل الأمكنة التاريخية والمواقع الأثرية المؤهلة والمعالم المعمارية التراثية والذاكرة الوطنية وهدفنا إخراج الشباب من مواقع التواصل الافتراضية إلى مواقع التواصل الوطني، والتي خرج منها مشروعنا السياسي الوحدوي الوطني».

ونوه الأمير سلطان بأن الشباب عليهم الاطلاع على الإرث الحضاري والتاريخي لبلدهم وعليهم أن يكونوا ذكرياتهم في وطنهم، وينطلقوا من خلالها إلى مستقبلهم المشرق على أرضية صلبة.

وأبان رئيس هيئة السياحة أن ثلث سكان المملكة من فئة الشباب (15 – 29 عاما) والوظائف المباشرة بقطاع السياحة عام 2011 نحو 670 ألفا (176.7 ألف سعودي يمثلون 26.4 في المائة) والعاملين في قطاع السياحة (9.1 في المائة) من إجمالي العاملين في القطاع الخاص متوقعا توفر 1.7 مليون وظيفة سياحية عام 2020م منها 1.2 مليون وظيفة مباشرة و591 ألف وظيفة غير مباشرة.

وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى تعزيز الهيئة للبعد الحضاري للمملكة، منوها بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، حيث عملت الهيئة في هذا الصدد مع الوزارة على تقديم نموذج توعوي للجيل الجديد عبر برامج عدة منها برنامج التربية السياحية المدرسية (ابتسم) الذي يعزز الانتماء والولاء الوطني من خلال استشعار أهمية المكتسبات الوطنية ويعمق الثقافة السياحية لدى المجتمع من خلال التركيز على المجتمع التعليمي ويغرس ثقافة العمل السياحي لدى النشء بما يسهم في توطين ثقافة العمل في قطاع السياحة.

وأضاف رئيس هيئة السياحة «تم اختيار المجتمع المدرسي لتميزه بالانضباطية والقدرة على التقييم، كما يحقق التوزيع الجغرافي والتنوع الاجتماعي وتم تطبيق البرنامج خلال الخمس سنوات الماضية في 42 إدارة تربية وتعليم في المملكة وتدريب 362 ألف طالب وطالبة من جميع أنحاء المملكة العربية السعودية منهم 50 ألف طالبة وقد حصل برنامج (ابتسم) خلال عام 2008 على جائزة (أوليسيس 2008) للإبداع السياحي التي تمنح من منظمة السياحة العالمية بمدريد بإسبانيا كنتيجة لتميز هذا البرنامج في مجال التوعية».

ونوه الأمير سلطان بأن البعد الحضاري في المناهج الدراسية أصبح مهما وتم إدراج مفاهيم سياحية وأثرية في مقررات التربية الوطنية والاجتماعية ومشروع (لون مع التراث) للمرحلة الابتدائية الذي يهدف إلى استثمار مهارات الرسم والتلوين لدى النشء في التوعية بالآثار والتراث العمراني إلى جانب أنه تم طباعة 500 ألف نسخة من كتيب لون مع التراث، وزعت على 2225 مدرسة، معرجا بالحديث حول مسار مشروع تنمية سياحة الشباب ومساهمة الهيئة العامة للسياحة والآثار من خلال تطوير الفعاليات والمهرجانات الموجهة للشباب (350 فعالية منذ 2005م) والتطوع في الفعاليات (500 متطوع ومتطوعة) وتدريب وتأهيل الشباب في تنظيم الفعاليات (أكثر من 700 متدرب) وتوفير فرص العمل (45000 فرصة عمل مؤقتة خلال الفعاليات منذ 2005م) وبرنامج لا تترك أثرا (12000 مستفيد من البرنامج خلال العام الحالي) وتشكيل وتفعيل المجموعات التشاورية الشبابية (181 شابا وشابة) وربط الشباب بتاريخ وطنهم من خلال ربط الفعاليات والمهرجانات بالمواقع التاريخية.