600 مليون ريال حجم مبيعات تمور مهرجان بريدة

وسط تسجيل 800 ألف زائر خلال 55 يوما مضت

تسويق التمور العام الماضي استفاد من تزامن دخول شهر رمضان مع بداية موسم الحصاد
TT

سجلت ساحات مدينة التمور في بريدة (وسط السعودية) توافد ما يزيد على 800 ألف زائر، ضخوا أكثر600 من مليون ريال، للظفر بحصاد تمور، بما يفوق 6 ملايين نخلة بالمنطقة، خلال 55 يوما من انطلاق موسم حصاد التمور، الذي يحتضنه مهرجان بريدة للتمور هذه الأيام، في وقت تشير إحصائيات رسمية للمهرجان بأن الرقم المسجل لهذا العام لا يزال دون مستوى التوقعات، حيث لم يبلغ بعد الرقم المسجل خلال النصف الأول من موسم التمور.

وقال الدكتور خالد النقيدان الرئيس التنفيذي للمهرجان: «إن الموسم أمامه فترة طويلة، ولا نزال نعيش فترة الذروة لموسم الحصاد»، مشيرا إلى أنه رغم تدني الأسعار لهذا العام، فإن تمور السكري تتصدر قائمة المبيعات، لافتا إلى دخول «الخلاص»، وهو أحد أنواع التمور بالمنطقة على خط التوقعات بارتفاع طلبات الشراء عليه، خلال الفترة الحالية من المهرجان، حيث يحتل «الخلاص» المرتبة الثانية حاليا بعد «السكري» في ذات القائمة.

وأوضح النقيدان أن الأرقام ربما تقل عن السنوات الماضية، موضحا أن تسويق التمور العام الماضي استفاد من تزامن دخول شهر رمضان مع بداية موسم الحصاد، موضحا أن ذلك يعني أن الموسم الحالي مخصص للتجار مع وجود عدد لا بأس به من المستهلكين المحليين إلى جوارهم في عمليات المزايدة والشراء لأنواع التمور، المعروضة بساحات المهرجان ببريدة.

وشهد الموسم الحالي تفاوتا في الأسعار، ما بين ارتفاع ونزول منذ بداية موسم الحصاد، وتعد نسب الانخفاض هي السمة السائدة في مبيعات التمور لهذا العام، ويشير متعاملون في السوق أن الفرصة يجنيها التجار من المزارعين خلال الموسم الحالي، ملمحين إلى ما شهدته السنوات الماضية من تنافسية بين التجار والمستهلكين على عمليات المزايدات، غذاها شهر رمضان المبارك، الذي يعد أعلى شهور السنة من حيث كميات الاستهلاك للتمور محليا.

ويرى عبد العزيز التويجري عضو المركز الوطني للتمور أن السوق هذا العام كان جيدا للتجار، خصوصا أن أمامهم موسم طويل للتخزين استعدادا للشهر الكريم في العام المقبل، ومشيرا لسعي التجار لعقد تحالفات تسويقية للتمور في معارض داخلية وخارجية، وهو ما يعني نفاد الكميات المخزنة وتزايد في أسعار التمور تدريجيا بعد الموسم من خلال منافذ البيع في المحلات.

وتوقع التويجري أن يشهد العام المقبل 2013 ارتفاعا في أسعار التمور يصل لأكثر من 40 في المائة عن السنوات الماضية، ومتوقعا أن يصل لأكثر من 100 في المائة قبيل شهر رمضان القادم خصوصا للأنواع المرغوبة كالسكري والخلاص وبعض الأنواع الأخرى التي يفضلها السعوديون.

وقال التويجري: «يقلق البعض من تخزين التمور بكميات كبيرة خوفا من خسارة مالية خصوصا أن التخزين ارتفع هذا العام بأكثر من 20 في المائة وهو ما يعني قيمة إضافية لقيمة مبيعات التمر».

فيما يرى الدكتور عبد الله الضحيان رئيس مجلس إدارة جمعية البطين الزراعية التعاونية، أن سوق التخزين وثلاجات التبريد سيكون جيدا هذا العام، مرجعا ذلك إلى طول موسم التخزين للتمور.

وأضاف: «موسم التمور ساعد المزارع في تطوير المنتج ولا يزال التسويق يعاني من ضعف بيّن»، موضحا أن المزارع أصبح يحقق عوائد جيدة، بينما منافذ التسويق لا تزال تسوق المنتج كما هو قادم من الحقول دون إضافات صناعية على المنتج الأبرز في السعودية.

ولفت الضحيان إلى أن التمور تعد الأولى على قائمة الأغذية السعودية، بعد تراجع القمح وتقلص كمياته، في وقت تشهد كميات القمح المستوردة ارتفاعا متزايدا هذا العام في ظل تناقص الكميات المنتجة منه محليا، لافتا إلى ما يمثله التمر من قيمة غذائية تفوق في بعض الأحيان مثيله القمح من حيث الغذاء. وأشار الضحيان لتسجيل السعودية لكمية تصل إلى 1.2 مليون طن من القمح المزروع محليا، معتبرا الرقم جيدا، مقارنة بما يشهد القطاع الزراعي من تراجع في الإنتاج بسبب موجة الجفاف، وكانت السعودية لامست حاجز الـ4 ملايين طن للقمح في فترات سابقة، وذلك الرقم يفوق احتياج المملكة بأكثر من 50 في المائة.