البيئة الدونية والرقابة الأسرية والاجتماعية وراء الأسماء المستعارة

في ندوة الإبداع النسائي ضمن فعاليات سوق عكاظ

TT

ذهب عدد من المشاركين في ندوة الإبداع النسوي وقناع الكتابة خلف الأسماء المستعارة أن الإبداع النسائي يجد نفسه في بيئة ثقافية توصف بالنظرة الدونية وأن مبعثه تخفيف الرقابة الأسرية والاجتماعية، إلى جانب أن هذا النوع من الأدب مشوش ويمنح الأديبة حرية التعبير والكشف عن الجانب الآخر الحقيقي من حياتها؛ حيث برز هذا المصطلح نتيجة لحراك اجتماعي سياسي جاء للمطالبة بحقوق المرأة، جاء ذلك ضمن الأنشطة الثقافية المصاحبة لسوق عكاظ في دورته السادسة.

وأشارت الدكتورة لمياء باعشن خلال الندوة النقدية التي أدراها معجب العدواني مساء أول من أمس إلى أن الكتابة النسائية استمرت أكثر من قرون، وأن هذا المصطلح جاء نتيجة لحراك اجتماعي سياسي جاء للمطالبة بحقوق المرأة، مشيرة إلى أن النسوي هو ذلك المرتبط بقضايا المرأة سواء كتبه رجل أو امرأة، وأن المبدعة تمسك بطرف الخيط المرتبط ببنات جنسها وقضاياهن وتزداد جرأتها للكشف عن معاناتها وهنا تكون الكتابة أداة تمرد، وقد تكون الكتابة تحريريا وتحريا.

وبررت لجوء المثقفة للتخفي وراء الاسم المستعار سواء كان رجاليا أو نسويا لتخفيف وطأة الرقابة الأسرية والاجتماعية، كما يتمثل القناع في ما يرفضه الرقيب الذاتي، وبينت أن القناع الذي يرفضه الرقيب الذاتي وهو إيهام القارئ أن بطلتها شخصية مزيفة وليست حقيقية والقناع يعطي المرأة حرية ويكشف الجانب الآخر الحقيقي من الحياة.

وتحدث الدكتور بوشوشة بن جمعة قائلا، إن «الأدب النسوي لا يزال يثير من الأسئلة ما يجعله جدلية وإشكالية في مستوى الخصوصية ومدى حضور هذا الأدب على الخارطة العربية». مشيرا إلى أنه يمثل إشكالية لا تخلو من الالتباس والإرباك، وأن الإبداع النسائي يجد نفسه في بيئة ثقافية غالبا توصف بأنها نظرة دونية وهناك من الأديبات من يعمدن إلى تجاوز هذا التهميش.

وتساءل كيف للكتابة الروائية النسائية أن تمارس في مجتمع ذكوري لا يتيح للمرأة الحرية التي يتيحها للرجل المبدع وهنا يتكون القناع، مشيرا إلى عملية المراوغة في الكتابة التي تتمثل في عدم المطابقة في أسماء الشخصيات بين اسم الكاتبة والبطلة مشيرا إلى أن ذات الكاتبة هي التي تسيطر على كتابة المبدعات، وأن المبدعات لا يقدمن لنا إلا أنصاف الحقائق وعلى النقاد معرفة النصف الباقي، وتحدث الدكتور حسن النعمي قائلا، «إذا كانت هناك كاتبات غامرن بالحضور دون قناع إلا أن القناع كان الوسيلة لكتابة المرأة وقال يجب أن نحدد مفهوم القناع وهو حائل بين ذات الكاتبة ومجتمعها وقد تنوعت أقنعة الكتابة بسبب تنوع المرآة، وتحدث عن قناع الاسم المستعار، وقناع الكتابة الذكورية».

وكشف عما تبحث عنه المرأة المثقفة عن حقوق في مجتمع ينتقص تلك الحقوق وحضورها بالاسم يمس الأسرة والقبيلة وهي ترى ضرورة البوح بالفكر أهم من حضور الذات في المجتمع، وعدم تقبل حضور اسم المرأة في الأدب، مشيرا إلى أن تغيير الاسم المستعار يدل على مزيد من التخفي وأن القناع يأتي لإضفاء الحماية، وأن قناع الاسم المستعار ينتهي دوره بانتهاء ظروف الخفي وكثير منهن كشفن عن أنفسهن.

وأضاف: أن في الغالب تنتهي وظيفة القناع إلى سمة إبداعية، وتحدث عن قناع الكتابة الذكورية وهو إسهام الرجل في دعم المرأة مستشهدا ببعض الأدبيات في هذا الصدد.