سادت حالة من التذمر والاعتراض في كلية العلوم والآداب بجامعة الملك عبد العزيز التابعة لمحافظة خليص، بعد إصدار قرار نقل طلابها وموظفيها إلى المبنى الجديد، مؤكدين عدم اكتماله، ووقوعه على طريق شديد الخطورة، أطلق عليه البعض «طريق الموت».
وطالب ولاة أمور وطلاب وموظفون كلية العلوم والآداب، الجهات المختصة، بإيقاف عملية النقل، حتى الانتهاء من طريق آمن يوصل إلى الكلية.
ووصف الطلاب الطريق المؤدي إلى المبنى الجديد المراد الانتقال إليه، بـ«طريق الموت»، نظرا لأن المنطقة التي يقع فيها المبنى الجديد على الخط السريع، الذي يوصل مكة المكرمة بالمدينة المنورة، وأن المبنى يقع في منطقة عواصف رملية، إضافة إلى أنه لا يمكن الوصول إليه إلا من تحت نفق خاصة بمجرى السيل.
من جهته أوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد الله، والد أحد الطلاب، أنه في وقت سابق، تم اعتماد مشروع جسر الجامعة، برقم 23، والذي اعتبره أهالي خليص، طوق نجاة لحياة أبنائهم، إلا أنهم صدموا بتأجيل المشروع من قبل الجهات المختصة.
وبين أحد طلاب الجامعة، فضل عدم ذكر اسمه، أن المبنى الجديد يقع على طريق سريع، وأن بوابة المرور إليه، تأتي من تحت عبارة مخصصة لمجرى السيل، صغيرة جدا، وضيقة، من الضروري توخي الحذر أثناء المرور منها.
وأكد أن المنطقة التي يوجد فيها المبنى الجديد، يوجد بجانبها لائحة تحذر من أن هذه المنطقة بها عواصف رملية، وأن الطريق المؤدي إليه شديد الخطورة على أرواح ما يقارب 1500 طالب، يسلكونه بشكل يومي.
وطابق على كلامه والد أحد الطلاب في المرحلة الجامعية الثالثة، واصفا الطريق بشديد الخطورة، وأنه لا يؤمن شره على ابنه، مطالبا أصحاب القرار، والجهات المختصة، إيقاف النقل، حتى تهيئة طريق آمن على أرواح أبناء وموظفو المنطقة، مشيرا إلى أن أكثر الموظفين والطلاب من خارج منطقة خليص، وبهذا النقل سيواجهون مخاطر كثيرة.
وأشار إلى أن الطريق السريع الذي يقع فيه المبنى محاط بسياج حديدي، وقال «سألت ولدي كيف ستدخلون إلى المبنى، على الرغم من وجود هذا السياج، فقال لي: عميد الجامعة قال إن الأمر عادي، سوف يقومون بقطع جزء من السياج لنتمكن إلى الوصول للمبنى».
وتساءل ولي أمر الطالب «هل من المعقول إن يخاطروا بحياة الطلاب لهذه الدرجة؟ كيف لهم أن يصدروا قرار نقل، من دون تهيئة الطريق المناسب، للمبنى المناسب؟ هؤلاء أبناء الوطن، لا بد من الحفاظ على أرواحهم».
وطالب أحد الموظفين الذين يعملون في كلية الآداب والعلوم بجامعة الملك عبد العزيز في محافظة خليص، بإيقاف عملية النقل للمبنى الجديد، حتى الانتهاء من مشروع جسر يوصل بالمبنى، واعتماد طريق آمن، يوصل إليه.
وفي هذا السياق أبلغ «الشرق الأوسط» الدكتور شارع البقمي المتحدث الإعلامي باسم جامعة الملك عبد العزيز بأنه لن يتم نقل الطلاب والموظفين إلا بعد استكمال المبنى، وذلك على الرغم من أنه تم نقل الطلاب والموظفين إلى المبنى الجديد فعليا بحسب إفادة بعض الموظفين والطلاب.
وأشار إلى أنه سيتم إنهاء تجهيز المباني من نواحي السلامة، نهاية الأسبوع الحالي، على الرغم من انتقال الطلاب والموظفين إلى المبنى الجديد، مؤكدا وجود لجان مشرفة على ذلك.
ونظرا لما تم الإشارة إليه من شكاوى طلاب وموظفين في جامعة عبد العزيز في محافظة خليص من وعورة الطريق المؤدي إلى الجامعة، نفى الدكتور شارع البقمي أن تكون جامعة الملك عبد العزيز صاحبة القرار في اختيار الموقع المراد إنشاء المبنى عليه.
وأرجع البقمي مسؤولية اختيار الموقع إلى عدة جهات مختصة، والتي منها لجان مشكلة من وزارة التعليم العالي، ولجنة المشاريع، إلى جانب مجلس المنطقة، والمحافظة، مبينا أن جميع الجهات ذات العلاقة، كانت على اطلاع على الموقع، ولم يعترضوا عليه.
وأشار إلى أن الطريق المؤدي للجامعة هو ذات الطريق الذي يسلكه أهالي منطقة خليص ولا يجدون فيه مشكلة، فهم يستخدمون طريق عبارة مجرى السيل للعبور، ومعتادون عليه، نافيا أن يكون مشروع الطريق العام الذي سيقام في منطقة خليص هو الطريق إلى الجامعة.
وقال الدكتور البقمي «سنأخذ رأي الجهات المختصة، لدراسة وضع الطريق، ومعرفة ما إذا كان يحمل خطورة على حياة الطلاب أو لا، فنحن لا نريد أن نخاطر بحياتهم، لكن الأقدار بيد الله». وشدد على أن الجامعة حريصة على تقديم أفضل الخدمات، لافتا إلى أنه في حال وجود طريق لم يستكمل، فلن يستخدم، وسيتم استخدام ما تم تهيئته.