عسير: لجنة التحقيق تدين الفريق الطبي الذي باشر حالة المواطنة «مجدا»

بسبب إهمال وقصور فريق النساء والتوليد

TT

أدانت اللجنة المشكلة للتحقيق في وفاة مواطنة سعودية وطفلتها، في أحد مستشفيات الولادة، في منطقة عسير جنوب السعودية، الفريق الطبي للنساء والولادة، المشرف على حالة المواطنة، معتبرة أن ما قام به الفريق لا يتفق مع الأصول والقواعد الطبية.

وطالبت اللجنة المشكلة، بعد أن ثبت لها من وقائع التحقيق، إهمال وقصور الفريق الطبي للنساء والولادة، في التعامل مع الحالة، إحالة كامل القضية للهيئة الصحية الشرعية، للبت فيها كونها جهة الاختصاص، مع أهمية استمرار حظر السفر على جميع الفريق الطبي للنساء والتوليد الذي تعامل مع الحالة.

وأوضح سعيد بن عبد الله النقير، الناطق الإعلامي في المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة عسير، أن اللجنة المشكلة في تحقيق وفاة المواطنة وطفلتها أكدت براءة فريق الأطفال من أطباء وتمريض في المستشفى، موضحا أن تعامل الفريق مع الحالة واحتياجها يتفق مع الأصول والقواعد الطبية، وأبدت اللجنة في تقريرها المرفوع للجهات المختصة رأيها في رفع حظر السفر عن الفريق الطبي ما لم يكن سفره محظورا في قضايا أخرى.

وأضاف النقير أن اللجنة المشكلة للتحقيق في وفاة المريضة «مجدا» وطفلتها، تكونت من استشاري نساء وولادة، استشاري أطفال حديثي ولادة، واستشاري عناية مركزة واستشاري تخدير، فني موجه، من إدارة المستشفيات وعضو من إدارة المتابعة، أنهت إجراءات التحقيق بعد أن قامت بدراسة ملف المريضة والتحقيق مع كل من تعامل مع الحالة من أطباء النساء والولادة وأطباء الأطفال والتمريض في غرفة الولادة ومع طبيب الباطنية وطبيب التخدير.

وكانت «مجدا» التي تبلغ من العمر 17 عاما، لازمت أحد المستشفيات المتخصصة في الولادة، في منطقة عسير، لقرب موعد ولادتها «طبيعيا» وبعد مضي ساعات، تلقى الزوج الخبر السار من زوجته أنها أنجبت «طفلة» وتنعم بصحة جيدة، وفي أقل من ساعة تلقى الزوج اتصالا آخر مفاده تعرض الزوجة لجلطة بالرئة أدت لوفاتها، فيما توفيت المولودة بسبب انخفاض ضربات القلب.

وتقدم في حينه «الزوج» بشكاوى لمسؤولي الصحة في منطقة عسير، حول واقعة زوجته والطفلة، وتضمنت الشكوى ضد الأطباء المشرفين على الحالة، ضرورة محاسبة المقصرين، والمتسببين في الوفاة، خاصة أن الولادة كانت طبيعية، وتلقى اتصالا من زوجته تخبره أنها بحالة جيدة.

يأتي ذلك التوضيح في ظل ارتفاع عدد ضحايا الولادات القيصرية في منطقة عسير على وجه الخصوص وبناء على التحقيقات التي ينتج عنها مسؤولية الطاقم الطبي المباشر للحالة عن سبب الوفاة.

«مجدا» لم تكن أولى ضحايا الأخطاء الطبية المتعلقة بالولادات القيصرية والتي ارتفعت مؤخرا بشكل مريب في منطقة عسير بل تعد «مجدا» آخر ضحية تكاد تفجر ملف لطالما تجاهله الإعلام لأسباب تعود إلى نتائج التحقيقات المبهمة.

شكاوى عدة تتلقاها الجهات المعنية بحفظ حقوق المريض وحمايته والمطالبة بحقه حول تلك الأخطاء الطبية التي يذهب ضحاياها الكثير من المرضى والغريب في الأمر أن الحالات الأخيرة التي توفيت جراء الأخطاء الطبية دخلت إلى المستشفى سليمة لتخرج جثة على أكتاف أسرها المكلومة.

الجدير بالذكر أن مستشفى القنفذة شهد حالة وفاة مشابهة للمواطنة شريفة الدرهمي، بعد إجرائها عملية جراحية، مع شبهات تعرضها لخطأ طبي، حيث شكلت الصحة لجنة للتحقيق في القضية.