شركات نقل: 60% من حوادث الحجاج يقف خلفها سائقون غير مؤهلين

بعضهم يقودون حافلاتهم من أوروبا الشرقية لأسابيع متواصلة

علامات استفهام واسعة بشأن مدى جاهزية قائدي الحافلات لاختبارات السلامة المرورية («الشرق الأوسط»)
TT

أوضحت شركات خاصة لنقل الحجاج والمعتمرين في السعودية، أن أغلب حوادث المرور في السعودية يقف خلفها قائدو مركبات من خارج البلاد غير مؤهلين لقيادة الباصات والسيارات الثقيلة، وهو أمر يقف خلف 60 في المائة من حوادث الحجاج والمعتمرين داخل البلاد.

ولم تخف تلك الشركات خوفها من استمرار حوادث المعتمرين والحجاج، خاصة تلك التي يقود فيها السائقون من دول بعيدة مثل أوروبا الشرقية، وهي الرحلات التي يمضي فيها بعض السائقين أسابيع متواصلة ينتقلون فيها من مكان لآخر.

إلى ذلك، أقر الملازم علي الزهراني، نائب المتحدث الرسمي لمرور العاصمة المقدسة، لـ«الشرق الأوسط»، بوجود الحوادث، لكنها منخفضة خاصة تلك التي تنجم عنها وفيات كثيرة في العاصمة المقدسة، ولم تسجل شعب الحوادث بأقسام مرور مكة أعدادا في الفترة الأخيرة لمركبات «الباصات» والنقل الجماعي التي إن تعرضت للحوادث فإن أعداد ضحاياها لا تقل عن خمسين راكبا، باستثناء موسمي الحج والعمرة فإنهما يشهدان ارتفاعا في تلك الحوادث.

وأشار الزهراني إلى أن نسبة حوادث الباصات داخل العاصمة المقدسة قد بلغت واحدا في المائة، وهي نسبة ضئيلة مقارنة مع حوادث باصات مشابهة في دول أخرى، مشيرا في السياق ذاته إلى أنه لن يُسمح لأحد بأن يقود حافلة في داخل البلاد ما لم يكن يمتلك رخصة تسمى «الثقيلة» يتمكن من خلالها من الحركة داخل المدينة وخارجها، شريطة كذلك أن يكون مهيأ مهنيا لمثل هكذا نوع من القيادة.

من جانبه، أوضح محمد عطيف، خبير مجال النقل في شركة «أم القرى» لنقل الحجاج، أن معظم شركات النقل التي من خارج البلاد تقوم بشكل موسمي بتأجير سائقي قيادة بشكل مؤقت لموسمي الحج والعمرة، غير مؤهلين تأهيلا كاملا، وتنقصهم الخبرة القيادية اللازمة، بسبب كبر سن بعضهم وعدم تمكن الآخرين من القيادة بشكل صحيح حسب اللوائح والأنظمة، مضيفا أن مكاتب المطوفين تشكل سببا في تأخر السائقين في وقت يطلب فيه مسؤولو هذه المكاتب أن تنطلق الرحلات من وإلى المدينة المنورة في غضون الثلاث ساعات، وتقوم بعض المكاتب بتأخير السائقين لمدة أطول تصل إلى ست ساعات.

من جانبه، أضاف خالد اليحيوي، مستثمر في مجال النقل، أن أغلب حوادث المرور تتم من بعض قائدي المركبات الذين يأتون من بلدان بعيدة وقريبة، حيث إن بعد المسافات سبب مباشر في تلك الحوادث، مبينا أن التحول إلى وسائل نقل للحجاج داخل المملكة بدأ يأخذ طريقه، حيث سيتم خلال حج هذا العام نقل الحجاج التابعين لمؤسسة مطوفي حجاج أميركا وأوروبا عبر قطار المشاعر بين منى وعرفات.

وأشار اليحيوي إلى أن أعداد هؤلاء الحجاج المقدرين بأكثر من 100 ألف حاج لن يستعملوا الحافلات في الانتقال بين منى وعرفات مرورا بمزدلفة، وأنهم سيتنقلون عبر قطار المشاعر، مؤكدا أن ما نسبته 60 في المائة من حوادث الحجاج والمعتمرين يرجع إلى عدم قدرة سائقي تلك المركبات على التحرك مهنيا واجتياز اختبارات السلامة.

وأكدت دراسة تحليلية أجريت في وقت سابق من قبل إدارة المرور في العاصمة المقدسة عن أسباب الحوادث التي تعرف بأنها حوادث جسيمة في العاصمة المقدسة، أن ما نسبته 85 في المائة من الحوادث المرورية سببه العنصر البشري.

إلى ذلك، أوضحت دراسة لمرور العاصمة المقدسة أن أكثر العوامل التي تؤدي إلى حوادث مرورية هي تجاوز السرعة المسموح بها، ونقص كفاءة السائق، ونقص كفاءة وتجهيز وسيلة النقل، والمخالفة المرورية، ونقص الانتباه والتركيز من السائق، والقيادة في ظروف مناخية غير مناسبة، والقيادة في حالات نفسية وانفعالية قوية. وأضافت الدراسة أنه وبحكم ما سجلته نتائجها من أن ما يقرب من نصف مرتكبي الحوادث في المملكة من الجنس الأجنبي فإنها توصي بوضع معايير جديدة تحد من السماح للأجانب بالقيادة في المملكة، والعمل على إيجاد ضبط مروري ونظام صارم يحد من هذه الحوادث التي تقدر بعشرات الآلاف ما بين حوادث تلفيات وإصابات ووفيات.