هيئة السياحة ترفع جوائز الحرفيين في منافسات سوق عكاظ إلى 350 ألف ريال

بعد تبني المشروع الوطني لتنمية الحرف والصناعات اليدوية «بارع»

120 حرفيا سعوديا ومغربيا تنافسوا على جوائز الحرف اليدوية في فعاليات سوق عكاظ هذا العام («الشرق الأوسط»)
TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» المهندس سعيد القحطاني مدير البرنامج الوطني لتنمية الحرف والصناعات اليدوية (بارع)، أن الأمير سلطان بن سلمان رفع جوائز مسابقة الحرف والصناعات اليدوية في النسخة الحالية لسوق عكاظ من 150 ألف ريال إلى 350 ألف ريال.

جاء ذلك بعد أن أسدل الستار ليلة أول من أمس على مسابقة الحرف والصناعات التقليدية، خلال حفل التكريم الذي كان على شرف فهد بن عبد العزيز بن معمر وكرم خلاله الفائزون والرعاة، حيث فاز 30 حرفيا وحرفية بمجالات الجائزة الستة والتي شارك فيها 40 حرفيا و63 حرفية، وقد شارك في حرفة السدو والنسيج 40 حرفية وحرفيا، وتطريز الأزياء التراثية 13 حرفية وحرفيا، والمنتجات الخشبية 8 حرفيات وحرفي، والمنتجات الخوصيَّة 10 حرفيات وحرفي، والحلي والمنتجات الفضيَّة 10 حرفية وحرفي، والمنتجات الحرفية الأخرى التي لها طابع ابتكاري 22 حرفية وحرفيا.

وأشار المهندس سعيد القحطاني إلى أن ذلك جاء استمرارا للاهتمام بالمنتجين من أصحاب الحرف والصناعات اليدوية الذي تبنته الهيئة العامة للسياحة والآثار منذ عقد من الزمان، مؤكدا أن البرنامج الوطني لتمنية الحرف والصناعات اليدوية الذي يتولى قضايا ومشاركات وجميع ما يخص أصحاب الحرف، والذي يترأس رئيس الهيئة لجنته الإشرافية وبمشاركة مع عدة جهات حكومية ذات علاقة وكذلك بعضوية مجلس الغرف التجارية، حيث يسهل لهم هذا البرنامج المشاركة في جميع المناسبات الوطنية الداخلية ويقوم بدعمهم وحل مشكلاتهم.

وأضاف المهندس سعيد القحطاني أن المشاركين لهذا العام في مسابقة الحرف والصناعات اليدوية حققوا أهداف المشاركة ونجح المشاركون في إبراز ما يقومون به من صناعات تقليدية مميزة وأثرية، وأبان أن المشاركين في المسابقة 110 حرفيين وحرفيات من مختلف مناطق المملكة، و10 مشاركين من دولة المغرب الشقيقة، بالإضافة لـ60 أسرة منتجة وبائعي عسل وورد طائفي، جميعهم كانوا يعرضون منتجاتهم على أطراف جادة عكاظ للعشرة أيام الماضية.

وأكد مدير البرنامج الوطني لتنمية الحرف والصناعات التقليدية أن تقييم وتحكيم هذه المسابقة أسند إلى خبراء محليين من خارج هيئة السياحة.

وأوضحت الهيئة العامة للسياحة والآثار في وقت سابق أن المملكة العربية السعودية تضم تنوعا من الحرف والصناعات اليدوية التي ما زالت تسهم في توفير فرص العمل لفئات كثيرة من المجتمعات في مختلف مناطق المملكة مما يزيد من الدخل إضافة إلى تنشيط الفعاليات التي ينهض بها قطاع السياحة في المملكة، وعلى الرغم من هذا الجانب المضيء لهذا التنوع، فإن الحرف والصناعات اليدوية في المملكة تعرّضت لبعض الصعوبات التي تحول دون نموها وتطورها، نتيجة لدور الآلات الحديثة، ودورها في صفات المنتج المصنّع آليا، واضطرار الحرفي إلى هجر حرفته، إضافة إلى تلاشي أصول التعليم والتدريب بأساليب التلمذة تحت خبرة الحرفيين المهرة، وصعوبة تسويق المنتج اليدوي وغيره.

وعاد القحطاني ليبين أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تعمل بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بالحرف والصناعات اليدوية في المملكة على تشجيع الابتكار لدى الحرفيين من خلال إتاحة الفرصة لهم لمزاولة حرفهم في المهرجانات والفعاليات السياحية والثقافية مما يشجعهم على التعريف بمنتجاتهم والانطلاق إلى آفاق تطويرها وبالتالي تحريك أطر المنافسة بهدف الإبداع المتجدّد في هذا النشاط الذي نعتز به ويميزنا عن المجتمعات الأخرى، ومن هنا تأتي أهمية تخصيص جوائز للحرفيين المتميزين ومنها جائزة عكاظ للإبداع في مجال الحرف والصناعات اليدوية التي ستؤدي إلى ظهور منتجات حرفية مبتكرة تفتح آفاقا لفرص استثمارية واعدة.

وقال القحطاني إن الهيئة العامة للسياحة والآثار استحدثت جائزة عكاظ السنوية في مجال الابتكار في الحِرف والصناعات اليدوية في المملكة العربية السعودية، للتعريف بالحرفيين والاهتمام بهم وتشجيعهم على الإبداع واستمرار العطاء وتنمية مهاراتهم في مجال الحرف والصناعات اليدوية.

وأشار إلى أنه تم وضع آلية لمشاركة الحرفيين في سوق عكاظ لهذا العام من خلال تصميم موقع إلكتروني للجائزة شاملا التعريف بها ويُمكن الحرفيين الذين يرغبون بالمشاركة في السوق من تعبئة النموذج إلكترونيا علما بأن من أهم الشروط أن يكون لدى الحرفي 100 قطعة حرفية يعرضها في الموقع المخصص له، ويكون عائد بيعها له، إضافة إلى اشتراطات أخرى تتضمنها الاتفاقية الموقعة معه، مقابل عوائد نقدية عن أجرة عمله اليومي، وسكن، ونقل، وقبوله للمنافسة في الفوز بجائزة سوق عكاظ.

وأكدت الهيئة أن سوق عكاظ اشتهر عند العرب كأهم أسواق العرب وأشهرها على الإطلاق، وكانت القبائل تجتمع في هذا السوق شهرا من كل سنة، ويعود تاريخه إلى ثلاثة أو أربعة قرون قبل الميلاد.

وأصبح سوق عكاظ اليوم معلما سياحيا فريدا في المملكة العربية السعودية، ورافدا مهما من روافد السياحة، كما أنه يعد تظاهرة ثقافية عربية كبرى ذات شخصية فريدة ومميزة، وأصبحت جوائز عكاظ محط أنظار واهتمام المبدعين والمثقفين من مختلف أرجاء الوطن العربي، وفي ظل بروز الحرف والصناعات اليدوية بجميع مناطق المملكة، والتي بدورها تعكس قدرات المجتمع خلال التاريخ على ممارسة الحضارة والثقافة بجميع أبعادها المادية والروحية، وتسهم في توفير فرص العمل لفئات كثيرة من المجتمعات في مختلف مناطق المملكة تأتي أهمية تخصيص جوائز للحرفيين المتميزين ومنها جائزة عكاظ للإبداع في مجال الحرف والصناعات اليدوية التي ستؤدي إلى ظهور منتجات حرفية مبتكرة تفتح آفاقًا لفرص استثمارية واعدة.