تسجيل حضور مشاعر غير السعوديين في الذكرى الـ82 لتأسيس السعودية

فئات الشباب تستعد منذ وقت مبكر لتزيين المركبات بطرق مختلفة احتفاء باليوم الوطني («الشرق الأوسط»)
TT

تستعد آلاء الزين، سورية الجنسية من مواليد مدينة جدة بالسعودية، للاحتفال باليوم الوطني السعودي مع مجموعة من صديقاتها، حيث قمن بحجز إحدى الاستراحات ويعملن الآن على تشريعها وتجهيزها احتفالا بهذه المناسبة الغالية على قلوبهن.

وأوضحت الزين أنها لم تشعر أبدا بانتمائها لأي بلد آخر غير السعودية التي نشأت فيها، وقالت: «منذ أن ولدت وأنا لا أعرف بلدا غيرها، وحتى احتفالاتنا ومناسباتنا جميعها مرتبطة بالسعودية ومناسباتها المختلفة»، لافتة إلى أنها تذهب إلى بلدها كزائرة كل سنتين أو ثلاث سنوات، وانتماؤها الأول يعود للسعودية.

وتوافقها الرأي هبة محمد ذات 24 عاما مصرية الجنسية وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «في كل عام أشارك صديقاتي السعوديات الاحتفال باليوم الوطني، الذي أشعر بالانتماء له كوني نشأت فيه ولي علاقات وصداقات بداخله، إضافة إلى أني تعلمت في مدارسه، وتعالجت في مستشفياته، والآن أعمل فيه، لذلك أعتبر أنه من حقي أن أشاركهن الاحتفال».

وأكد زهير عبده، سوداني الجنسية مقيم ويعمل في السعودية منذ عشرات السنين، أن السعودية لا تعتبر بلدهم الثاني بل الأول، حيث ارتبطت عادتهم ولغتهم وهويتهم بها، ولا يعرف أبناؤه بلدا غيره، مبينا أن أقرباءه الذين يأتون لزيارته من خارج السعودية يستغربون ذلك الأمر ويعتبرونهم سعوديين كونهم يشاركون السعوديين في جميع عاداتهم وتقاليدهم وحتى لهجتهم.

الأمر الذي أكده وائل أحمد، فلسطيني الجنسية في العقد الرابع من عمره يعمل مهندسا بإحدى الشركات في السعودية، حيث أكد أنه شديد الانتماء لهذا البلد الذي لا يعرف سواه منذ ولادته هو وأبنائه، وبين أنه كل عام يحتفل هو وأسرته بكل المناسبات التي لها علاقة بالسعودية، وينزل وزوجته وأبناؤه لمشاركة الشعب السعودي احتفالاته.

وأوضح صالح محمد من إحدى الجنسيات العربية التي تقيم في السعودية منذ أكثر من 30 عاما، أنه على الرغم من العقبات التي تواجههم كمقيمين بالسعودية، ولا يمتلكون حق المواطنة ولا أي حقوق تكفل لهم الحياة بشكل مواز للمواطنين، فإنهم يشعرون بالانتماء لها، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «حتى النشيد الوطني لا يعرف أبنائي سوى النشيد السعودي الذي يرددونه دائما»، مبينا أن أنظمة وهيكلة المؤسسات وقوانين الشركات والعمل لا يعرفون غير المتعلق بالسعودية.

وأضاف: «حتى تفاصيل حياتنا الصغيرة لا تختلف عن الأسرة والمجتمع السعودي، كما أن بعضنا يتحدث اللهجة السعودية، وأوضح أنهم لا يطالبون بأكثر من أن يكون لديهم حق في التعليم والصحة ومنزل خاص بهم».

إلا أن إسراء أحمد، مصرية الجنسية طالبة بالمرحلة المتوسطة في السعودية، أبدت استياءها من عدم السماح لها بمشاركة زميلاتها في المدرسة الاحتفال باليوم الوطني وقالت: «اليوم الوطني السعودي لا يعني بالنسبة لها سوى أن أحصل على إجازة من المدرسة».

وقالت: «عند الاحتفال باليوم الوطني في المدرسة تقوم المدرسات عادة بتوزيع العلم السعودي على الطالبات مستثنيات غير السعوديات، وهذا الأمر يزعجني أنا وصديقاتي من الجنسيات الأخرى، وبالتالي لا يعني اليوم الوطني بالنسبة لي سوى أن أغيب يوم الاحتفال به، على الرغم من أني كأي شخص أرغب في أن أشارك في الاحتفالات بغض النظر عن جنسيتي وهويتي».

وأوضح سمير مصطفى الذي يعيش منذ ولادته بالسعودية، أي منذ ما يقارب 30 عاما، أن السعودية بدأت تشهد في السنوات الأخيرة احتفالات كبيرة بمناسبة اليوم الوطني، وقال: «نحن نشاركهم هذه المناسبات، ولكن هناك بعض المشكلات التي تحدث في هذا اليوم والمضايقات من قبل بعض الشباب الذين يعتبرون أن الشغب يعني الاحتفال وهذا خطأ».

وقال: «يبالغ الشباب في الاحتفالات.. حتى إن بعضها باتت تسبب إزعاجا وتثير المشاكل بينهم وبين بعض الأسر». وقال: «لا يختلف احتفال الشباب السعوديين في اليوم الوطني عن احتفالهم عند فوزهم بإحدى المباريات». وبين أنه لا بد من الاحتفال به بشكل أفضل.

وقال: «على الرغم من ذلك فإني أشارك الشعب السعودي الاحتفال بهذه المناسبة وأنزل إلى الشوارع مع أبنائي الذين يشعرون بالانتماء لهذا الوطن؛ كونهم مولودين ومقيمين فيه»، مطالبا الشباب بأن يعبروا عن حبهم لوطنهم ويفرغوا طاقاتهم بطريقة إيجابية أكثر.