«روضة مهنا» متنزه شتوي يفتح نافذة للأجيال لمطالعة تاريخ بلادهم

شاهد على معركة فاصلة في التاريخ السعودي

TT

تعرف كثير من العائلات السعودية التي تتخذ روضة مهنا – الواقعة شرق مدينة بريدة - متنزها شتويا لها، أن الموقع حدثت به قبل نحو 8 أعوام - إبان معارك التوحيد - معركة فاصلة قادها الملك عبد العزيز بهدف توحيد المملكة.

ويجمع موقع روضة مهنا بين التاريخ وجمال الطبيعة الصحراوية، التي تتجمع فيه الأمطار على جنبات نفودها، وتمتد بعض رمالها داخل الروضة الشهيرة في معركة وصفها باحث في الجغرافيا الحضارية والبشرية بأنها معركة الفصل، قبيل فتح حائل وحدثت يوم 16 صفر 1324هـ بين قوات الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وقوات عبد العزيز بن متعب آل رشيد، أمير حائل ومعه من بعض الكتائب العثمانية والتي انتهت بانتصار الملك عبد العزيز ومقتل عبد العزيز بن متعب آل رشيد.

ويصف الدكتور محمد الربدي، أستاذ الجغرافيا الحضرية والبشرية بجامعة الإمام، أن جميع من وصف معركة روضة مهنا، يعرف أنها من أهم المعارك التي حسمت لصالح الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - في توحيد المملكة، وبذلك اكتسبت المنطقة أهمية تاريخية يحرص المهتمون والسياح على زيارتها، ويضيف: «موقع روضة مهنا يعد أحد المواقع الجميلة التي أصبح يقصدها المتنزهون في الشتاء».

ويبين الربدي أن جمالية الموقع تتمثل في التقاء الرمال بالسهل، والذي أصبح منطقة تجمع للمياه، تقع على ضفافها رمال ذهبية، محط عناية عشاق الصحراء والمولعين بالرحلات البرية، وهو موقع مهم أيضا في التاريخ السعودي، لما حدث فيه من أحداث. يشير خالد الدغيم، وهو أحد مرتادي روضة مهنا، أنه ظل يحرص على زيارة الموقع مع والده في السابق، وكان يستمع لقصة روضة مهنا، ووقائع معركة الملك عبد العزيز، وكيف أن تلك الرمال شاهد على تاريخ هذا البلد وتحرره من الجهل والظلام. ويؤكد الدغيم حرصه حاليا على زيارة المكان مع أبنائه، ويحكي لهم قصة مجد صنعها الأجداد علي تراب هذا الوطن، لربط الماضي بحاضرهم ليستشعروا أهمية هذه الأماكن والأحداث التي ساعدت على توحيد وطنهم. على الجانب الآخر، تسير الهيئة العامة للسياحة والآثار فرع القصيم رحلة تحت عنوان «ريفنا يستضيفنا» بالتعاون مع منظم رحلات ومرشد سياحي لمتحف الدبيخي التاريخي والذي يحمل صحفا سعودية قديمة وكذلك صحفا عربية. كما تقوم الرحلة بزيارة مزرعة نخيل تقام فيها فعاليات وأهازيج وطنية عبر وجود مجموعة من الفلاحين القدامى يؤدون الشيلات أمام الزوار. وتهدف الرحلة لتفعيل جانب مهم من تاريخ الدولة السعودية عبر الاطلاع على جزء من التراث المكتوب في متحف الدبيخي، وكذلك الاحتفاء بالمزرعة التراثية على الطريقة القديمة، وهذا تفعيل جزء من تاريخ الآباء والأجداد.