مديرات مدارس حكومية يجمعن على خطورة الوجبات الغذائية التي تقدمها «المقاصف»

بينما ناقشن عدة أمور متعلقة بالأمور المالية

بعض الوجبات الغذائية التي تقدمها «المقاصف» في المدارس خطرة
TT

أجمعت مديرات مدارس حكومية على سوء الوجبات المدرسية التي تقدمها المقاصف للطالبات، إلى جانب الخدمات المتردية التي تضطلع بها تلك المقاصف داخل مدارس البنات، مطالبات المسؤولين بضرورة الانتباه إلى ما وصفنه بالأمر الخطير.

وكان عدد من مديرات المدارس الحكومية اجتمعن في جدة الأسبوع الماضي لمناقشة عدة مواضيع تتعلق بالمستحقات المالية الخاصة بمدارسهن والتي لم يتم صرفها للآن، الأمر الذي دفعهن لأن يصرفن من «جيوبهن» - حسب قولهن - لشراء المستلزمات الخاصة بالمدرسة، متسائلات: «إلى متى سيستمر الوضع على هذا الحال؟».

كما أبدين استياءهن من الشركة المسؤولة عن المقاصف المدرسية المعنية بتقديم الوجبات للطالبات، مبديات اعتراضهن على ما تقدمه من خدمات، لا سيما هذه الفترة بعد أن تم تقليص عدد العاملات بالشركة حتى يصبح عدد العاملات المسؤولات عن المقصف في كل مدرسة عاملة واحدة، إلى جانب سوء نوعية الوجبات التي تقدمها.

كما ناقشت المديرات عدة بنود تشغيلية، منها ما يتعلق ببند النظافة المحدد له ما يقارب 4 آلاف ريال سنويا، معتبرات أن هذا البند لم يأخذ كفايته حتى الآن، حيث إن المبلغ غير كاف، مما يضطر بعضهن إلى دفع مبالغ من حسابهن الخاص حفاظا على نظافة المدرسة والطالبات، مطالبات بالنظر في هذه الأمور وحلها جذريا.

من جهتها بينت هالة حمد مديرة في إحدى المدارس الابتدائية لـ«الشرق الأوسط» سوء الوجبات التي تقدمها الشركة للمدارس، خصوصا أن الطالبات لا يستفدن من هذه الوجبات ولا العصائر، مطالبة بتغيير الشركة وإعادة المقاصف لما كانت عليه قبل عشرة سنوات.

وقالت حمد: «للأسف منذ أن تعاقدت معنا الشركة المسؤولة عن المقاصف ونحن نشتكي سوء الوجبات التي تقدم للطالبات وعدم نظافتها، إلا أنه لا أحد يستمع لشكوانا، والطالبات غير مستفيدات من الأكل، حيث إننا نرى الوجبة مفتوحة وموضوعة على الأرض كما هي، أي أن الطالبات يشترينها ويحاولن أن يأكلنها ولكن لا يستطعن تناولها لرداءتها».

وقالت الطالبة فاطمة عبد الله طالبة في المرحلة المتوسطة إنها غالبا ما تحضر معها وجبة الفطور من المنزل لأن الذي يباع في المدرسة سيء الطعم، متسائلة: «لما لا تكون هناك رقابة على هذه الوجبات أو حتى يتم تغيرها لتباع للطالبات وتؤكل لا لترمى؟». وقالت: «كل يوم نشتري الوجبات متوقعين أن تكون أفضل من اليوم الذي يسبقه، ولكن للأسف نفس الطعم الذي لا يمكننا أن نتقبله».

الأمر الذي أكدته لمياء محمد مديرة إحدى مدارس الثانوية حول ضعف جودة الوجبات المقدمة ومحدوديتها، إلى جانب عدم استجابة الشركة لطلبات المدارس والمتعلقة بتغيير أنواع الوجبات إلى أخرى قد تكون أفضل بالنسبة للطالبات، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «منذ انطلاق هذا العام ونحن نطالب الشركة بتغيير نوعية الوجبات إلا أنها لم تستجب».

كما بينت لمياء انخفاض عدد العاملات بالمقاصف بسبب تسرب الموظفات بشكل مستمر، مرجعة الأمر إلى ضعف الرواتب المقدمة للعاملات والمحدودة بين 500 إلى 900 ريال، التي لا تقارن مع حجم العمل الذي يقمن به، معتبرة أن ذلك السبب الرئيسي في تسرب العاملات والاستعانة بالطالبات.

من جهتها أوضحت لمياء العقيل مديرة إدارة خدمات الطالبات قسم المقاصف المدرسية لـ«الشرق الأوسط» أن الشركة تم التعاقد معها منذ فترة طويلة لتقدم وجبات للمدارس، «ولا نسعى لتغيرها أو أن نتقدم بشكوى تجاهها لأنها من الناحية الصحية مستوفية للشروط»، إلى جانب أنها تناسب الميزانية المحددة لنا ومصروف الطالبات».

وقالت لـ«الشرق الأوسط» من حيث الاشتراطات الصحية للشركة: «قمنا بزيارة المصنع المسؤول عن هذه الوجبات، ولم نجد أي ملاحظات حوله، لا سيما من ناحية النظافة، حيث إن الوجبات يتم صنعها بطريقة آلية». وأضافت: «مؤخرا قامت ستة مدارس بالتعاقد منذ بداية العام الدراسي الحالي 2012 مع شركات أخرى غير المعتمدة، والآن نحن نتلقى الشكاوى من هذه المدارس وأولياء الأمور حول ارتفاع الأسعار وغير ذلك».

وأضافت: «أكثر ما تشتكي منه مديرات المدارس والطالبات حول الوجبات هو أنها ليست بالمستوى المطلوب من ناحية التنوع أو الجودة، وهذا لا يعني أن ما يقدم ليست بمستوى الجودة المطلوب، ولكن هن يردن جودة أعلى، وهذا الأمر يعني ارتفاع التكلفة، وهن لا يردن أن يتم رفع الأسعار»، واصفة الأمر بـ«المعادلة الصعبة».

واستطردت عقيل: «أنا كمسؤولة لدي اشتراطات صحية أرى أن الشركة مناسبة، حيث إنها لا تبيع للطالبات مشروبات غازية، بل تعتمد العصائر والمعجنات التي يتم تصنيعها لديهم، كما أنه يحسب للشركة أن جميع ما تقدمه من وجبات نظيفة ولم نلمس أي حالة التسمم للآن، فهي شبه معدومة».

وبينت أن المشكلة الوحيدة التي تواجههم الآن تكمن في قلة عدد العاملات في المقاصف المدرسية، حيث انخفض عددهن بنسبة 50 في المائة، موضحة أن العاملات انسحبن من العمل في الشركة ليقدمن ببرنامج «حافز»، وبات يعمل في كل مدرسة عاملة مقصف واحدة، وقالت: «إلا أننا بالتعاون مع الشركة المسؤولة حاولنا أن نعالج الموضوع وذلك من خلال الاستعانة ببعض الطالبات والمعلمات ليقمن بالبيع في المقصف المدرسي مقابل 20 ريالا ووجبة إفطار صباحية كل يوم».