العطش يهدد مئات المزارع في واحة الأحساء

مدير عام هيئة الري والصرف في الأحساء لـ «الشرق الأوسط»: الحل في استخدام المياه المعالجة

TT

يتهدد الجفاف آلاف النخيل والمحاصيل الزراعية في الأحساء نتيجة النقص الكبير في المياه، خصوصا مع تراجع كفاءة طرق الري القديمة المصنوعة من الخرسانة والمصنوعة منذ أكثر من ثلاثين سنة.

ومع أن هيئة الري والصرف بالأحساء تقوم بشكل منتظم باستبدال الكثير من طرق الري التالفة من خلال تركيب قنوات جديدة، فإن ذلك لم يكن كافيا بحسب مزارعين، لحل المشكلة التي باتت تعاني منها مئات المزارع في المحافظة، والتي تعتبر الواحة الزراعية الأكبر في المملكة.

وبسبب شح المياه، يضطر المزارعون لبيع مزارعهم أو تحويلها إلى مسطحات عقارية، أو تقسيمها إلى استراحات، وهو ما يهدد الإنتاج الزراعي وخاصة من التمور والخضراوات بالتراجع.

وفي حين يشتكي المزارعون من شح المياه، فإن وزارة الزراعة تشتكي من مخالفات يرتكبها بعض المزارعين تتمثل في حفر الآبار بغير ترخيص، وغالبا ما يلجأ المزارعون لحفر الآبار لتوفير المياه لمزارعهم أو لإنشاء برك السباحة للاستراحات التجارية، ولا تكفي الغرامة لردع المخالفين المتهمين بتبديد الثروة المائية. وبعد أن كانت الأحساء مصدرة للخضار، أصبحت أسواقها اليوم تغص بمنتجات المناطق الأخرى، فضلا عن الاستيراد من خارج البلاد، ويعزو مزارعون الفجوة في الإنتاج إلى ضعف الاهتمام من هيئة الري والصرف ووزارة الزراعة بتأهيل المزارعين ورفع كفاءة الإنتاج الزراعي في الأحساء وكذلك إيجاد خطة لحماية الحقول الزراعية من الآفات ومن شح المياه.

ويقول محمد العبدالحي (بائع منتجات زراعية) إن المحصول من المزارع في الأحساء في تراجع، وبسبب قلة الإنتاج يتم اللجوء لتعويضه من إنتاج المناطق السعودية الأخرى أو الدول العربية. وأضاف: بعد أن كنا ننتج أغلب موادنا الغذائية أصبحنا نجلب المنتجات الزراعية من مزارع القصيم والمدينة المنورة والطائف والقطيف والجوف وغيرها.

من جانبه قال المهندس أحمد الجغيمان مدير عام هيئة الري والصرف في الأحساء لـ«الشرق الأوسط» إن الهيئة تدرك الصعوبات التي يعاني منها المزارعون نتيجة ضعف موارد المياه التي يحتاجونها لري مزارعهم وعلى أساس ذلك تم البدء باستبدال قنوات الري الخرسانية التقليدية بأنابيب تنقل المياه المعالجة ثلاثيا إلى المزارع في واحة الأحساء.

وبين الجغيمان أن معالجة المياه ثلاثيا سيصفيها من الكثير من الشوائب والجراثيم وسيجعلها صالحة لري المزارع وأنه تم البدء في مشروع ضخم جدا بنقل المياه عبر القنوات المغلقة بدلا من الري المكشوف وسيساهم هذا المشروع بإذن الله في حل المشكلة.

وبين أن تنقية ومعالجة المياه المهملة بالمعالجة الثلاثية سيجعلها آمنة للاستخدام الزراعي وهذا سيسهم في الحفاظ على تخفيف الضغط على المياه الجوفية وعدم استنزافها.

وشدد الجغيمان على أن الحلول الوقتية المتوافرة ستبقى إلى حين الانتهاء من المشروع الكبير الذي تبلغ تكلفة المرحلة الأولى منه 300 مليون ريال وتشمل ثلاثة مواقع من عشرة مواقع.

وأقر الجغيمان أن طرق الري الحالية انتهى عمرها الافتراضي، وأضاف: «لكن يجب التدرج في الاستغناء عنها». وبين أن «المياه المعالجة توفر حاليا أكثر من 130 ألف متر مكعب يوميا وهناك الكثير من الخطط لرفع هذا الإنتاج مما سيكون له آثار إيجابية على مستقبل الزراعة».