تاريخ السعودية تحكيه طوابعها البريدية

طابع يؤرخ لمناسبة اختيار الأمير سلمان وليا للعهد

طابع البريد الذي صدر ليؤرخ لمناسبة اختيار الأمير سلمان وليا للعهد (الشرق الأوسط)
TT

في الوقت الذي تطغى فيه رسائل البريد الإلكتروني على كل المراسلات، يبدو أن الخدمات البريدية، على الرغم من قلة من يستخدمها، ما زالت تحافظ على رمقها قبل الأخير، من خلال الطابع البريدي، باعتباره نوعا من التخليد لذاكرة الدول التاريخية والسياسية، ناهيك عن قدرته على رسم ملامح النهضة الثقافية والحضارية للمجتمع.

ولأن السعودية حالها حال باقي الدول، ظل الطابع البريدي واحدا من ملامح الخدمات البريدية التي يقدمها البريد السعودي، وتكاد تكون الخدمة التي كُتب لها الاستمرارية في زمن التواقيع الإلكترونية، والوجوه السعيدة، المذيلة بها معظم رسائل «هوت ميل» و«ياهو» و«جي ميل».

الطابع الذي صدر ويحمل صورة لولي العهد من فئة الـ5 ريالات، جاء ليواكب احتفالات السعوديين بيومهم الوطني، حاملا في حناياه ذات الألوان الـ4 ما يخلد بيعة الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد كواحدة من أهم المناسبات في تاريخ الدولة السعودية.

خدمة الطابع البريدي التي بدأت في فترة ما قبل إعلان الدول السعودية لم تتوقف عند الشخصيات السياسية التي لعبت دورا بارزا في تاريخ الدولة، كما هو الحال مع إصدارات حملت صورا لملوك السعودية، بل جاءت لتتسق مع مناسبات تاريخية وإسلامية وسياسية، منها توشيح السلطنة النجدية في عام 1925 للميلاد، الذي جاء بمناسبته إصدار طابع تحت اسم «تذكار الحج».

وجاءت إصدارات الطوابع البريدية لأعوام 1927 إلى 1932م، حاملة أول ارتباط للحجاز ونجد، التي تخللها في عام 1930 صدور طابع الجلوس الملكي في الذكرى الرابعة للتأسيس وإعلان المملكة العربية السعودية. وكان أول طابع يسجل حضورا للسيفين والنخلة شعار العلم السعودي.

الدولة السعودية كما روتها الطوابع البريدية، لم تقف عند حدود السياسة والتاريخ، بل تجاوزتها لآفاق إسلامية، باعتبارها قلب العالم الإسلامي ومكانا تهوي إليه الأفئدة، وهو ما فتح الباب واسعا لصدور طوابع تحمل صورا مختلفة للكعبة الشريفة، في مؤتمر رابطة العالم الإسلامية الذي عُقد بمكة المكرمة، في عام 1966م. في عهد الملك سعود.

وتأتي أهمية بعض الطوابع كونها تزامنت مع أحداث تاريخية ومناسبات وطنية ودينية معينة، منها طابع صدر بمناسبة مرور 50 عاما على صناعة كسوة الكعبة الشريفة، ومواكبته لافتتاح المصنع الجديد للكسوة في عام 1976م، بالإضافة لمشروع الباب الذهبي الجديد للكعبة في عام 1979م.

المكانة الدينية التي تحتلها السعودية فتحت بابا أوسع لها، في إصدار نوعيات من الطوابع البريدية، منها ما صدر بمناسبة القرن الهجري الجديد، في عام 1980م، الموافق لعام 1400 للهجرة النبوية الشريفة. إصدار القرن الجديد حمل رموزا إسلامية، منها غار ثور الذي حمل شارة بدء انطلاق الرسالة السماوية، فيما احتل مسجد قباء موطئ قدم الرسول (صلى الله عليه وسلم) في هجرته للمدينة مكانة مهمة، دون أن يغفل القائمون على هذا الطابع، وجود خريطة السعودية باعتبارها قلب العالم الإسلامية.

ولأن خدمة الحرمين الشريفين «تشريف، قبل أن تكون تكليفا» كما هو حال لسان القائمين على خدمة بيت الله الحرام وضيوف الرحمن، كانت مناسبة اختيار اسم خادم الحرمين الشريفين، بديلا عن ملك المملكة العربية السعودية، من قبل المغفور له الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، مناسبة لإصدار طابع يحمل صورته، بين المدينتين المقدستين، في عام 1988م.