تسجيل عوائد مالية تجاوزت 10 مليارات ريال في الصناعة السياحية

هيئة السياحة والآثار تحتفل باليوم العالمي للسياحة

الأمير سلطان بن سلمان لدى رعايته إحدى الفعاليات السياحية («الشرق الأوسط»)
TT

تجلب صناعة السياحة العالمية أكثر من تريليون دولار من المداخيل سنويا، وذلك بحسب تقديرات أصدرته هيئة الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للسياحة، الذي يصادف 27 من سبتمبر (أيلول) من كل عام، بينما تعتبر السياحة لعدد من البلدان حول العالم عنصرا حيويا لاقتصاداتها المحلية.

إلى ذلك، حققت الهيئة العامة للسياحة والآثار بالسعودية قفزات نوعية في الكثير من المجالات المتعلقة بها، كتطوير وتأهيل المواقع السياحية والتراثية، والارتقاء بقطاع الإيواء ووكالات السفر والخدمات السياحية، وتطوير الأنشطة والفعاليات في المواقع السياحية، فضلا عن تنمية الموارد البشرية السياحية.

يأتي ذلك انعكاسا للدعم الذي يجده القطاع السياحي من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، بينما تسعى الهيئة لاستكمال مهمتها نحو تحويل السياحة إلى قطاع اقتصادي يسهم بفعالية متزايدة في الناتج الإجمالي، ودعم الاقتصاد الوطني.

وشهد العام الحالي الكثير من الفعاليات والبرامج التي أولتها الهيئة العامة للسياحة والآثار بالسعودية اهتمامها، ففي مجال الآثار والتراث العمراني شهد العام الحالي إنجازات متعددة في مجال الآثار، وعددا من الأنشطة والمعارض، من أبرزها إقامة معرض الآثار الوطنية المستعادة، حيث قام الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، بالتزامن مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 27) الماضي، بإطلاق ندوة عالمية عن استعادة الآثار، شارك فيها عدد من الخبراء الدوليين والمحليين، وكرم خلالها عددا ممن أعادوا قطعا أثرية من داخل المملكة وخارجها.

وحققت حملة استعادة الآثار، التي نقلت إلى خارج المملكة عبر السنين بطرق مختلفة، استعادة نحو 14 ألف قطعة أثرية، باعتبارها جزءا مهما من التراث الوطني الأصيل، وبذلت الهيئة جهودا كبيرة لاستعادة تلك القطع الأثرية إلى البلاد، بالإضافة إلى التعاون الوثيق مع وزارة الداخلية لمتابعة ما يخرج من قطع وما يدخل منها.

بينما شهد مطلع العام الهجري 1433هــ تدشين الحملة الوطنية لتعزيز البعد الحضاري في متحف المصمك بالرياض، وتضمنت برامج ومشروعات تستهدف التوعية والتعريف للمجتمع المحلي والشركاء بأهمية البعد الحضاري للمملكة وضرورة إبرازه كبعد رابع للمملكة، يضاف إلى ما عرف عنها من أبعاد سياسية ودينية واقتصادية.

وفي مجال الاستكشافات الأثرية، قامت الهيئة، بالتعاون مع عدد من المراكز العلمية العالمية والهيئات والجامعات الوطنية في مجالي المسح والتنقيب الأثري، بالكثير من المكتشفات الأثرية الحديثة في المواقع الأثرية في المملكة، من خلال 24 بعثة، إضافة إلى التوسع في إنشاء المتاحف في مناطق المملكة، الذي بدأ بإنشاء 11 متحفا إقليميا، وتهيئة الكثير من المباني التراثية لتكون متاحف في المحافظات، وتشجيع المتاحف الخاصة.

وفي شأن ذي صلة بمعرض روائع الآثار، الذي كانت انطلاقته الأولى في متحف اللوفر بباريس عام 2010. واصل المعرض مسيرته منتقلا إلى برلين الألمانية، حيث افتتح الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز وعمدة برلين معرض «روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، الذي استضافه متحف البرغامون في مدينة برلين بألمانيا، على مدار 3 أشهر، نجح خلالها في إبراز ما تتميز به المملكة من بعد حضاري، بعدما استطاع خلال محطاته الثلاث (فرنسا، إسبانيا، روسيا) أن يستقطب أكثر من مليون زائر.

وحظي المعرض في حينه بإقبال كبير من الزوار، تجاوز 160 ألف زائر، وهو ما يعكس الاهتمام الدولي بالتعرف على الإرث التاريخي والحضاري للمملكة، كما تستعد الهيئة لإقامة المعرض في متحف سميثسونين في واشنطن خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في أول محطة له في الولايات المتحدة الأميركية.

وفي ما يخص التراث العمراني، فقد خطا القطاع خطوة نوعية بموافقة مجلس الوزراء السعودي على الاستراتيجية الوطنية لتنمية الحرف والصناعات اليدوية وخطتها التنفيذية الخمسية، وهو القرار الذي عكس اهتمام الدولة بتنمية هذا القطاع، لما يحمله من فوائد اقتصادية وتوفير مصادر دخل لشريحة واسعة من المواطنين في كافة مناطق المملكة، ويسهم في حفظ جوانب من التراث الوطني.

وتعد الاستراتيجية الوطنية لتنمية الحرف والصناعات اليدوية مشروعا متكاملا، أكد أهمية قطاع الحرف والصناعات اليدوية في المساهمة في توفير فرص عيش كريم لقطاع عريض من المواطنين، ويعد مصدرا للتنمية الاقتصادية في المدن الصغيرة والأرياف، حيث يعمل فيه حاليا أكثر من 20 ألف مواطن يمارسون عملهم في 45 صناعة، يتفرع عنها كم هائل من المنتجات اليدوية.

من جانب آخر، أعلن الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة، في شهر شعبان، عن موافقة المقام السامي الكريم على طلب الهيئة تسجيل الموقع الخاص بالرسوم الصخرية في جبة والشويمس بمنطقة حائل في قائمة التراث العالمي لدى منظمة اليونيسكو.

بينما تمكنت الهيئة من تسجيل موقعين سعوديين في قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونيسكو، اعترافا بقيمتها الثقافية والتاريخية والحضارية، حيث تم تسجيل موقع الحجر (مدائن صالح) عام 2008، وتبع ذلك تسجيل الدرعية التاريخية في القائمة عام 2010، ويجري العمل على تسجيل موقع جدة التاريخية. وفي مجال السياحة، كان من أبرز ما شهدته السياحة المحلية هذا العام الأوامر السامية والقرارات المهمة التي صدرت مؤخرا بشأن توفير البنية التحتية لمشروع العقير، وظاهرة ارتفاع أسعار الخدمات السياحية، والتي من شأنها تطوير السياحة الوطنية، وتلبية الطلب المتزايد عليها، والحد من ارتفاع أسعار مرافق الإيواء والخدمات السياحية، حيث تعد هذه الأوامر بمثابة الانطلاقة لتنمية السياحة الوطنية كقطاع واعد يعول عليه أن يكون رافدا للاقتصاد الوطني، وموفرا للفرص الوظيفية للمواطنين بمختلف مستوياتهم التعليمية والعمرية في جميع المناطق، وليسهم في تلبية الطلب المتزايد على السياحة المحلية، التي يتوق المواطنون إلى تطور خدماتها الكفيلة بتلبية تطلعاتهم، في وقت أصبحت الخدمة المتميزة هي المحرك الرئيس لبوصلة الاتجاهات والرحلات السياحية.

إلى ذلك، رعت الهيئة العامة للسياحة والآثار 27 مهرجانا وفعالية، أقيمت خلال فصل الصيف، وتضمنت مئات الفعاليات الترفيهية والثقافية والاجتماعية والتراثية التي لبت احتياجات كافة شرائح المجتمع، وتميزت بالجدة والتطوير، وقدمت مؤشرا إيجابيا يعكس التنوع الغني للسياحة في المملكة.

وقد حققت المهرجانات والفعاليات السياحية التي أقيمت في صيف هذا العام في عدد من مناطق المملكة، وفقا لإحصاءات مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) بالهيئة، عوائد مالية جاوزت 10.8 مليار ريال، من خلال ما يزيد على 10 ملايين زائر، شكل السياح منهم ما يربو على 4 ملايين سائح.