52 شهرا تفصل الحجاج عن أول رحلة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة

«الشعلة القابضة» لـ «الشرق الأوسط» : مواجهة الرمال المتحركة في مشروع قطار الحرمين بجملة من الحلول

جانب من أعمال البناء والتشييد لمشروع قطار الحرمين الذي سيربط بعد اكتماله مكة المكرمة بالمدينة المنورة («الشرق الأوسط»)
TT

تعكف شركة «الشعلة القابضة» المنفذة لمشروع قطار الحرمين، على دراسة الكثير من الحلول لمواجهة المعوقات المتوقع أن تواجه المشروع أثناء تنفيذ المرحلة الثانية منه، والمتمثلة في الرمال المتحركة، كونها تؤثر سلبا على عملية صيانة القطار.

وأوضح أسامة أديب سلامة، مدير الإدارة المالية في شركة «الشعلة القابضة»، أنه «تمت مناقشة حل مبدئي يتضمن تحريك قطار في بداية كل صباح قبل بدء الرحلات الأساسية، وذلك بهدف تنظيف الطريق أولا»، لافتا إلى أن الشركة تبحث عن حلول أكثر فاعلية وأقل تكلفة.

وقال أسامة سلامة في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نعمل حاليا على دراسات بشأن احتمالية تكدس الرمال التي من شأنها أن تؤثر على عجلات القطار من ناحية الصيانة، غير أنها لن تؤثر على السلامة أو السرعة، خصوصا أنه يتم تنفيذه وفق أعلى درجات الأمان».

وأفاد بأنه «من المزمع إطلاق أول رحلة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة بعد نحو 52 شهرا من الآن، حيث إنه تم تسلم المرحلة الأولى للمشروع من قبل شركة (العراب) قبل ما يقارب 10 أيام، ويجري العمل لاستكمال البنية التحتية ومن ثم توريد قضبان وعوارض السكة الحديدية والعربات»، مشيرا إلى أن الرحلة بين هاتين المدينتين تستغرق ساعتين دون توقف.

ولكنه استدرك قائلا: «في بداية تشغيله، سيكون توقف القطار ثقيلا نوعا ما، خصوصا أنه يعد تجربة جديدة، إلا أن مدة التوقف لن تتجاوز سبع دقائق، ليصبح إجمالي مدة الرحلة ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة ساعتين ونصف كحد أقصى عوضا عن قطع خمس ساعات حاليا بالسيارة».

وذكر مدير الإدارة المالية في شركة «الشعلة القابضة»، أن «أهمية مشروع قطار الحرمين تكمن في كونه يربط بين مدينتين تهمان كافة المسلمين على مستوى العالم، إضافة إلى أنه يعتبر الأول من نوعه باعتباره يستوعب 420 راكبا في كل رحلة، إضافة إلى أنه أول قطار تبلغ سرعته 300 كيلومتر في الساعة بالسعودية».

ولفت إلى «احتمالية حدوث بعض التعديلات على قطار الحرمين في ما يتعلق بأماكن نقل أمتعة الركاب، ولا سيما أن طبيعة تلك الأمتعة تختلف عن بقية دول العالم، الأمر الذي قد يحتم تخصيص عربة للأمتعة أو تضييق مساحات المقاعد في عربات الركاب».

وأكد أسامة أديب سلامة أن «الدولة ماضية فعلا في عملية تأهيل المقاولين قبل ترسية المشاريع عليهم، وذلك من النواحي الفنية والمالية والبشرية أيضا»، مستشهدا على ذلك بأنه «عند الدخول في مشروع قطار الحرمين قامت الدولة بـ(فلترة) المتقدمين بعد التأهيل إلى ستة تحالفات، ثم تقليص العدد إلى أربعة من حيث الناحية الفنية، وبعد ذلك قدمنا ملفين، فني ومالي، غير أن الاهتمام الأكبر كان للأول».

وفي سياق ذي صلة، باشرت «الشعلة القابضة» منذ فترة تسليم أراض لمشتريها بمشروع «أجمكان» التطويري الواقع غرب مدينة الرياض، الذي يتم تنفيذه على مساحة 225 ألف متر مربع ليحوي وحدات سكنية وتجارية من فنادق ومكاتب وأسواق ومطاعم، إلى جانب ملعب لرياضة «الغولف».

وفي هذا الخصوص، قال مدير الإدارة المالية في شركة «الشعلة القابضة»: «نحن الآن في مرحلة التطوير، حيث نقوم بتطوير الأرض، والمشتري هو الذي يبني عليها وحدته وفق مواصفات معينة، حيث إن ذلك المشروع موجه للطبقتين المتوسطة والمرتفعة، باعتباره قائما في منطقة مخصصة للقصور»، موضحا أن اسم ذلك المشروع جاء نتيجة دمج المفردتين «أجمل مكان».

وبشأن البرج المزمع إنشاؤه شمال فندق هيلتون جدة، أبان أسامة سلامة أن «ذلك البرج الذي ستبدأ ملامحه بالظهور خلال العام المقبل، يقع على مساحة 40 ألف متر مربع وبارتفاع 400 متر، ليشمل وحدات سكنية وفندقا ومجمعا تجاريا، فضلا عن بدء العمل على منطقة مارينا بجواره، كي تكون بمثابة مرسى للقوارب، فضلا عن احتوائها على مطاعم ومقاه، كونها منطقة سياحية».

وشدد على أن «هناك دراسات مسبقة لنوعية التربة في المنطقة استمرت لأكثر من أربعة أشهر، تتضمن تحليلها حتى بعد بدء عملية الحفر، إذ إننا أخذنا في الحسبان وضع الظروف البيئية من مختلف الجوانب قبل البدء بتنفيذ هذا المشروع».

وحول مدى تأثير مثل هذه المشاريع على طبقة ذوي الدخل المحدود وعدم استفادتهم من منطقة الكورنيش في أغراض التنزه، اعتبر أسامة سلامة «المصلحة العامة تغلب على الخاصة، خصوصا أن هناك طلبا كبيرا على الوحدات السكنية التي لن تكون لفئة معينة دون الآخرين، في ظل إطلاق نظام الرهن العقاري وتمويل البنوك، مما يجعلها متاحة أمام فئة الشباب لسنوات طويلة».