خطط للتخلص من المخلفات.. وتحويل المخيمات إلى مبان في المشاعر المقدسة

الكشف عن استراتيجية وطنية خاصة بموسم الحج قريبا

TT

كشف أعضاء فريق الاستراتيجية الوطنية للحج، عن توجهاتهم لتقليص معضلة النفايات التي تكون موجودة بمنى والتي تعتبر من أكبر التحديات التي تواجه موسم الحج، وإيجاد طرق للتخلص منها بوقت قياسي والسعي إلى تحويل منطقة منى إلى مبان وعمارات بدلا من المخيمات.

وأوضح الفريق الاستراتيجي أن قلة دورات المياه تعتبر أيضا من التحديات، مطالبين بتوفير أعداد أكثر منها، إلى جانب قلة خدمات نقل الطعام للحجاج، والتي لا بد من توفيرها حتى يتم التخلص من الطبخ في المخيمات بوسائل بدائية.

وطرح الدكتور فايز جمال عضو الاستراتيجية الوطنية للحج خلال دراسة علمية تهدف إلى إكرام الحجيج وتوفير الراحة لهم وتتطرق إلى تحقيق البعد الأمني والتمكين من أداء المناسك بشكل علمي مدروس، مع تطبيق نماذج عالمية، مشيرا خلالها إلى أن كثرة عدد الحجيج الذي يصل إلى 1.7 مليون حاج من الخارج و4 ملايين من الداخل، جميعهم يجتمعون في وقت واحد وفي رقعة جغرافية محدودة.

ولفت جمال إلى أن لدى مؤسسات الطوافة خبرات تمتد إلى 200 عام في خدمة الحجيج، إضافة إلى وجود 14 جهة مع وجود نحو 100 بعثة تتعاون أثناء موسم الحج، إلا أن الأعداد الغفيرة للحجيج تفرض ضرورة إيجاد التخطيط العلمي لتوفير الخدمات لضيوف الرحمن، مع توفير البعد الأمني للحفاظ على سلامة الحجيج، وكذلك توفير البعد الروحاني الذي يجعل الحاج يؤدي الفريضة وهو في حالة روحانية وإيمانية تناسب هذه الشعيرة العظيمة.

من جهته، شدد الدكتور خالد ميمني، رئيس قسم إدارة الموارد البشرية جامعة الملك عبد العزيز على ضرورة مراعاة البعد الاقتصادي لموسم الحج أو المنافع التي وردت في القرآن الكريم، مشيرا إلى أن أسعار الخدمات التي تقدمها مؤسسات الطوافة ما زالت ثابتة منذ 30 عاما، في حين أن أسعار الخدمات وما تقدمه هذه المؤسسات تزداد تكلفتها.

وبين أن هذه المؤسسات رغم ما تناله من شرف خدمة الحجيج فإنه يجب أن تحقق هامش ربح معقولا، لافتا إلى أن «التزاحم من المشكلات الموجودة ويجب إيجاد الحلول المناسبة لها بقدر الإمكان، لا سيما أن الزيادة في عدد الحجيج تتجاوز التطورات التي تطرأ على الخدمات رغم أهميتها وتكلفتها العالية».

وأشار ميمني إلى أنه «على الرغم من أن جسر الجمرات بلغت تكلفته 7 مليارات ريال ومع ذلك يشكو البعض أحيانا من الازدحام على هذا الجسر المكون من 5 طوابق وبطول كيلومتر وعرض 18 مترا وعليه 12 مخرجا و12 مدخلا.

ودعا ميمني إلى ضرورة إيجاد الحلول المناسبة لمواسم الحج خلال الأعوام الـ13 المقبلة، حيث سيكون الحج في هذه السنوات في الصيف وارتفاع درجات الحرارة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

وفي السياق ذاته، دعا الدكتور طلال دارين، عضو هيئة التدريس بكلية الهندسة، والذي عمل في مؤسسات الطوافة لجنوب شرقي آسيا، إلى ضرورة التكامل في وضع الخطط حتى تحقق هذه الخطط المرجو منها، وقال في هذا الصدد «إذا لم يكن هناك تكامل بين الجهات المختلفة فلن يتم تفعيل وتطبيق هذه الاستراتيجيات»، موضحا أن نقل الحجاج مثلا يستلزم 35 ألف رحلة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة بواقع 7 رحلات لكل حافلة.

وكشف العميد الركن ناصر المطيري، مدير إدارة التدريب في حرس الحدود، عن أن الأجهزة الأمنية المعنية هذا العام ستقوم بوضع لوحات إرشادية بكل اللغات، لإرشاد الحجيج في كل أماكن وجودهم في مكة المكرمة.

وبين أن «حكومة خادم الحرمين الشريفين تولي أهمية كبيرة للبعد الأمني وتسعى دائما إلى تحقيق التميز وعلى الأقل توفير الأمن وسلامة الحجيج منذ لحظة وصولهم إلى أراضي السعودية وحتى عودتهم إلى بلادهم»، موضحا أن جميع أجهزة الأمن على مستوى المملكة وليس في مكة المكرمة والمدينة المنورة فقط تكون في حالة استنفار تامة وهذا ما ينطبق على المنافذ بجميع أنواعها البرية والبحرية والجوية.

جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات لقاء تفعيل الاستراتيجيات الإدارية لنشاط الحج والعمرة، الذي أعدته كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبد العزيز في جدة أمس، وبين الفريق الذي يتولى وضع الاستراتيجية الوطنية للحج أنه قد شارف على الانتهاء من وضع الاستراتيجية الوطنية الشاملة.

وبالعودة إلى عضو الاستراتيجية الوطنية للحج علق بقوله: «إن النتائج ستظهر قريبا، فالفريق المشارك في هذه الاستراتيجية ضخم ويضم نخبة من المتخصصين والمعنيين بالحج والعمرة من مختلف الوزارات، مؤسسات الطوافة والإدلاء، والجامعات والمعاهد المتخصصة في البلاد». وأشار إلى أن «السعودية لديها مخزون كبير من الخبرات في إدارة الحشود، وتجارب كثيرة في التعامل مع ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين من مختلف الجنسيات وممن يتكلمون بمختلف اللغات وينتمون لثقافات متنوعة وكذلك على اختلاف مذاهبهم الإسلامية، إضافة إلى الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في التعامل مع الحشود البشرية مع مراعاة خصوصية الحج والعمرة لدى المسلمين».