قطار «سار» يربط الرياض وجدة خلال 36 شهرا

رميح الرميح: نستهدف إنشاء خط لنقل المعادن وآخر للركاب

شهد معرض «سار» زيارة طيف واسع من فئات المجتمع لمشاهدة نماذج المشاريع المستقبلية على أرض الواقع («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) أمس عن تسلمها مؤخرا مشروع الجسر البري الذي يربط بين كل من الرياض وجدة، والذي وصلت فيه إلى المراحل النهائية من رسمه الهندسي، لافتة إلى أنه من المزمع إتمام ذلك المشروع بنهاية عام 2014.

وأوضح رميح الرميح، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للخطوط الحديدية، أن الشركة ماضية في إتمام مشروع تنفيذ قطارين أحدهما خاص بنقل المعادن، في حين تم تخصيص القطار الثاني للركاب والبضائع، لافتا إلى أن «سار» أنشئت قبل نحو ستة أعوام بقرار ملكي نظرا لحاجة السعودية إلى شركة حكومية مملوكة لوزارة المالية. وقال رميح الرميح، على هامش معرض تقنيات وصناعات البناء السعودي «سيعمل القطار الأول على نقل 12 ألف طن من الفوسفات سنويا، وذلك من شمال المملكة إلى رأس الخير في ساحل الخليج العربي بمسافة تبلغ نحو 1400 كيلومتر»، متوقعا أن يتم الانتهاء من مشروع القطارين في النصف الأخير من عام 2014. وذكر الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للخطوط الحديدية أن القطار الثاني مخصص للركاب والبضائع، والذي ينطلق من الرياض إلى المجمعة والقصيم وحائل ومن ثم الجوف، وصولا إلى القرى الواقعة على حدود الأردن.

جاء ذلك خلال اختتام أعمال معرض تقنيات وصناعات البناء السعودي 2012 يوم أمس الخميس، والذي افتتح الاثنين الماضي تحت شعار «مشروعات متميزة في عهد خادم الحرمين الشريفين»، برعاية الأمير الدكتور منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية.

حضور المعرض لم يقتصر على المتخصصين من مهندسين ورجال أعمال ومستثمرين فقط، وإنما تعدى ذلك ليشهد زيارة العموم من رجال ونساء باختلاف فئاتهم العمرية، وذلك من منطلق أهمية المشروعات التي تم عرضها للجميع كونها خدمية من الدرجة الأولى. تلك الأجواء خلقت نوعا من التنافس في طرق العرض بين الشركات المشاركة بهدف جذب أكبر قدر من الزوار لأجنحتها، إلى جانب الاعتماد على وسائل شرح مختلفة للمشاريع تتناسب مع تعدد الثقافات التي جمعها المعرض تحت سقف واحد.

إقبال كسر كل التوقعات سجله المعرض المنظم من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية و«العروض الثلاثة» في مركز جدة الدولي للمنتديات والفعاليات، والذي أصبح الحدث الأبرز في قطاع البناء والديكور في السعودية لهذا العام، خصوصا أنه سجل مشاركة عدد كبير من الوزارات والهيئات الحكومية وكبرى الشركات المنفذة لأضخم المشاريع التنموية في المملكة.

وفي هذا الشأن، أكد لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول أن أكثر زائري المعرض على مدار أيامه الأربعة هم من فئة الشباب والنساء، واصفا حضورهم بـ«اللافت» ليخالف توقعات الكثيرين بأن مثل تلك المحافل قد تكون حكرا على المستفيدين منها سواء كانوا رجال أعمال أو متخصصين.

وأرجع المصدر المسؤول، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أسباب اهتمام الشباب والعناصر النسائية بحضور معرض تقنيات وصناعات البناء السعودي، إلى رغبتهم الحقيقية في مشاهدة المشاريع التنموية الضخمة التي لم يتسن لهم سوى القراءة عنها عبر الصحف فقط، إلى جانب فرصة الالتقاء بالجهات الحكومية وجها لوجه من أجل نقل ملاحظاتهم ومقترحاتهم.

فهد العيسى، مهندس مشروع الملك عبد الله المالي، أفاد بأنه تم استخدام وسائل متعددة لعرض نبذة تعريفية بالمشروع، تتضمن شاشة لمس كبيرة يختار الزائر من خلالها ما يريد مشاهدته من أجزاء المشروع بمجرد لمسه ليضيء هذا الجزء بشكل فعلي أمامه. وأضاف «تتمثل تلك الأجزاء في كل مباني وأبراج مركز الملك عبد الله المالي التي يتم تنفيذها على 127 قطعة أرض مطورة، إضافة إلى وجود فيديو تعريفي بهذا المشروع، فضلا عن استخدام تقنية الـ(هولوغرام) الجديدة المتضمنة توفير رؤية ثلاثية الأبعاد للمشروع».

في حين أفادت المهندسة منال السادات، المسؤولة عن جناح شركة الهندسة، بأن زائري المعرض حققوا فعلا نظرية اختلاف المستويات ما بين المتخصصين وغيرهم، إلى جانب استقبال استفسارات وصفتها بـ«الجادة» عن المشاريع التي تم عرضها، بينما هناك من حضر للمشاهدة فقط.

الجدير بالذكر أن معرض تقنيات وصناعات البناء السعودي 2012، شهد مشاركة العديد من الوزارات المتمثلة في المالية والنقل والبترول والثروة المعدنية والهيئة العامة للطيران المدني والهيئة الملكية للجبيل وينبع، عدا عن مركز المشروعات التطويرية التابع لوزارة الداخلية، إلى جانب أكبر الشركات والمؤسسات والمصانع على مستوى المملكة والتي أسهمت في تنفيذ المشروعات الضخمة.