ضعف الثقة والخوف يحدان من مشاركة المعلمات في مسابقات وزارة التربية

TT

كشفت الدكتورة جواهر مهدي، مستشارة مدير عام التربية والتعليم، أسباب العزوف عن مشاركة كوادر التربية والتعليم وبعض المدارس في الترشح لجائزة التميز الوزارية، التي أقرتها منذ ثلاثة أعوام، من خلال وضعها لمخطط «إيشيكاوا»، وصنفتها لأسباب مختلفة بعضها شخصية ذاتية كالخوف من الفشل، والرقابة الخارجية التي تمارس ضمن آليات التحكيم، إلى جانب ضعف الثقة بالنفس الناتج عن الإحساس بالإحباط جراء المرور بخبرة سابقة غير موفقة.

كما بينت مهدي أن هناك أسبابا ثقافية تتمحور في حداثة مفهوم الجوائز على المجتمع التربوي السعودي، وأسبابا صحية كالضعف البدني لمواجهة متطلبات التحكيم والتوثيق والإقناع من خلال إبراز الشواهد والأدلة. وأشارت مهدي إلى وجود أسباب مهنية، منها حجم المسؤوليات وتعدد المهام الوظيفية وتشابكها، وضعف التأهيل التربوي والمهني، إضافة إلى ضعف الوعي التربوي بمضمون مجالات التحكيم ومعاييرها ومؤشراتها. وأوضحت أيضا أن ضعف التوثيق أو الجهل بآلياته يعتبر أيضا من أهم أسباب الخوف من المشاركة في الترشح للجائزة، كما أن ضعف الإمكانات المساندة سواء كانت مادية أو بشرية إلى جانب ندرة التوجيه والدعم من أهم الأسباب.

وقالت مهدي لـ«الشرق الأوسط»: «تلك أهم الأسباب التي أدت في السابق إلى عزوف إقبال الكادر التعليمي على الترشح للجائزة خلال دورته الأولى، إلا أننا الآن في الدورة الثانية والثالثة وبعد أن اتضحت الأمور لامسنا إقبالا كبيرا للمشاركة من قبل مكاتب التربية والتعليم على كل المناطق». وحول المسابقة، بينت أنها عبارة عن مشاركة مؤسسية قوية بين وزارة التربية والتعليم ومؤسسة العلوم النفسية «جستن» لرعاية التميز والتفوق في المجال التربوي، بكل مناطق ومحافظات السعودية، موضحة أن ذلك الأمر تم بناء على اعتماد الأمير فيصل بن عبد الله وزير التربية التعليم للائحة الجائزة بهدف تكريم المبدعين والمبدعات على مستوى المملكة. وأضافت «لهذه الجائزة قيم أساسية أبرزها المواطنة والانتماء والشفافية، إضافة إلى المسؤولية المهنية، ورؤيتنا هي الريادة العالمية لجوائز التميز التربوية في عصر المعرفة بهدف تشجيع الممارسات التربوية المتميزة في كل قطاعات وزارة التربية والتعليم على مستوى الميدان». ولفتت إلى أن الصعوبات التي واجهتهم كثيرة جدا، لا سيما في أول دورة للجائزة، مرجعة ذلك إلى جهل الميدان سابقا بالموضوع، لكن في السنة الثانية كان التنافس أعلى بين مكاتب التربية والتعليم الأربعة، وقالت «والآن في الدورة الثالثة ازداد عدد المتقدمات كثيرا ولله الحمد، إلا أن ما أزعجنا هو عدم وجود متقدمات من الإرشاد الطلابي، لأنها المرة الأولى التي يتم فيها تطبيق الإرشاد الطلابي، فبالتالي هذه اللغة غريبة عليهم، وأنا آمل هذه السنة أن تكون هناك مرشدة طلابية إلى جانب المعلمة والمشرفة ومديرة المدرسة قد نالت الجائزة أو اقتربت منها».

وحول عدد المدارس المشاركة بينت أن كل مكتب تقدم منه ما لا يقل عن 40 مدرسة، الأمر الذي يعني زيادة التنافس، متمنية أن يكون الهدف من المشاركة هو تحقيق مفهوم ميدان تربوي متميز وليس فقط الحصول على الجائزة. ولفتت إلى أن هناك معايير تم تغييرها لتتناسب مع الوضع الحالي للمعلمات والمدارس، مؤكدة أن المسابقة تحقق مفهوم «ملكي» الذي يؤكد على أن تطبق جميع القطاعات الخاصة والحكومية خلال الفترة القادمة معايير الجودة.

من جانبها، بينت حصة العيسى، مديرة معهد الأمل الفائزة بالمركز الأول فئة الإدارة والمدرسة على مستوى محافظة جدة بجائزة التربية والتعليم للتميز، أن هناك صعوبة في تطبيق بعض المعايير خاصة التي تتطلب أن يكون هناك مشاريع أو اختراعات عالمية أو محلية، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «كان لدينا بعض الاختراعات المحلية التي أهلتنا لدخول المسابقة والفوز بها». وبينت أن هدفهم الأول من المشاركة لم يكن الجائزة، ولكن تعريف المجتمع بفئة الإعاقة السمعية، وكيف أن العاملين بهذا المجال لديهم القدرة على العطاء، لافتة إلى أن معلمة الإعاقة السمعية هي عبارة عن شمعة تحترق في مجال لتعليم.

وأشارت إلى أن معاهد التربية الخاصة في السعودية تحتاج إلى جهد مادي وبشري، وقالت «تكمن معاناتنا في أن التربية والتعليم بدأت الآن تقارن بين معلمات التربية الخاصة والعامة، وهذا خطأ كبير لأن معلمات التربية الخاصة لا بد أن يأخذن نصابا أقل حتى تستطيع الواحدة منهن أن تعطي، لا سيما أنهن يقمن بجهود فردية مع الطالبات».

جاء ذلك خلال فعاليات برنامج «إطلالة تميز» الذي نظمته الإدارة العامة للتربية والتعليم بجدة الأسبوع الماضي بحضور ما يقرب من 500 تربوية، والذي يأتي ضمن فعاليات جائزة التميز في دورتها الرابعة والتي تم إعلان انطلاقها خلال ذلك اليوم، تحت شعار ميدان تربوي متفوق. واستعرض اللقاء الملامح الاستهلالية لخطة الجائزة، كما تضمن تكريم الفائزات على مستوى محافظة جدة في الدورة الثالثة من المتقدمات في فئات الجائزة، وهي الإدارة والمدرسة والمعلمة، والمشاركات المساندات لدعم أعمال الجائزة من أعضاء ومنشقات ومحكمات لجان، وذلك لحفز الفئات المستهدفة للجائزة في دورتها الرابعة وهي الإدارة والمدَرَسَة والمعلمات والمرشدة الطلابية والمشرفات التربويات.