35 عقبة عشوائية من جيزان إلى الطائف تحتاج لتخطيط هندسي مقنن

فرص استثمارية للتعدين تتعارض مع غابات الزيتون والعرعر والطلح الجبلي

جانب من عقبة الهدا («الشرق الأوسط»)
TT

أكد أحمد البوق، مدير المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية وإنمائها بالطائف لـ«الشرق الأوسط»، أنه من جيزان حتى الطائف هناك أكثر من 35 عقبة عشوائية، وبالصور فإن حجم التدمير يظهر على الأطراف افتقار هذه العقبات إلى التخطيط الهندسي المقنن.

وقال البوق إن التعدين في المناطق الجنوبية الجبلية، يتوقف على مواقع تلك الجبال الجنوبية، وهل هو في الناحية الغربية من جبال السروات أم في الشرق، فإذا كان غربيا يكون الانحدار شديدا، وبالتالي فإن الغطاء النباتي الموجود بحكم حجم الرطوبة الموجود من البحر الأحمر والرياح الغربية وبالتالي التنوع النباتي يكون كثيفا جدا من اليمن حتى الطائف وغالبية هذه الأشجار من العرعر والزيتون البري والطلح الجبلي، فإذا كان موقع التعدين في الجزء الغربي فالضرر سيكون قويا جدا مثله مثل ضرر فتح العقبات العشوائية لأن أغلب المواطنين يفتحون العقبات في قمم جبال السروات باتجاه الغرب ولأن الانحدار شديد والغطاء النباتي كثيف فالمحصلة تكون التدمير الكبير جدا للغابة.

وأشار أحمد البوق أنه من اليمن حتى الطائف هناك أكثر من 35 عقبة عشوائية وبالصور فإن حجم التدمير يظهر على الأطراف لافتقار هذه العقبات إلى التخطيط الهندسي المقنن وهي مجرد اجتهادات أهالي ليس إلا.

ويضيف أن التعدين إذا كان في الناحية الشرقية فإن بعض المناطق وهي قليلة قياسا بالغربية منها لجبال السروات، فإنها قليلة في التنوع النباتي ولذلك فإن بعض الناس يعتقد أن التنمية والثروات النباتية والطبيعية تتعارضان وهذا الكلام غير صحيح لأنها لا بد أن تكون متكاملة ومن دون شك لا توجد تنمية من دون أن يكون لها جانب سلبي على البيئة لكن قوانين الأمم المتحدة للبيئة والتي وقعت عليها معظم الدول بما فيها المملكة السعودية تفرض الاستفادة من «التنمية المستدامة» وهي فكرة مبنية أساسا على التنمية والمحافظة على الجوانب البيئية.

وأبان مدير المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية وإنمائها أن مشروعا ضخما كالتعدين يجب أن يراعي التقييم البيئي للمشروع من شركة متخصصة متعاونة مع جهات متخصصة مثل الحياة الفطرية وفيه تقييم واضح للأثر البيئي على التنوع الأحيائي جراء التعدين هذا أولا وقبل كل شيء وبالتالي إذا قررت هذه اللجان أن خطر الضرر أكبر من حجم المنفعة التي تأتي من المشروع يلغى على الفور، إذا كان هناك أضرار ومن الممكن وجود خطوات تحد من حجم الضرر فتلزم الشركة المتسلمة للمشروع لأخذ هذه الأضرار في الاعتبار، مشيرا «التعدين في تنومة ليس مسألة عاطفية بقدر ما هو قضية وطنية حساسة».

معظم شركات التعدين في السعودية تسعى للحصول واستخراج خام «الفلدسبار» وهي مادة أولية يستخرج منها السيراميك والمغاسل، وتعتبر المناطق جنوب السعودية غنية بالمعادن المهمة، وسط وجود بيئات طبيعية هائلة، وهو أمر بحسب مراقبين يجب أن يؤخذ في عين الاعتبار.

الدكتور عبد الرحمن ألغامدي، أكاديمي متخصص في العلوم الجيولوجية، أشار إلى أن التعدين يجب أن لا يتعارض مع استراتيجيات كثيرة، منها استراتيجية البيئة وحماية الحياة الفطرية والسياحة وهذا دليل قاطع أن التعدين له إسهامات اقتصادية ناجحة، لكن مع مراعاة عدم المساس بالغابات والمزارع، وتعريضها للتلف ويولد إشعاعات وجرف تربة فالمنطقة مليئة بالغابات والطيور النادرة والزواحف والحيوانات فالتعدين غير الممنهج، على رغم اتفاقنا أن التعدين مطلب وضرورة لكن شريطة أن لا يتعارض مع الاستراتجيات العليا للدولة.

وأشار إلى أن أي شركة تتسلم مشاريع التعدين، يجب أن تراعي غابات الزيتون والعرعر والطلح والغابات الكثيفة جدا والصخور المتداخلة مع الغابات ولا يمكن عمل التعدين من دون إتلاف الغابات.