200 ألف نخلة في الأحساء تواجه التلف بسبب السوسة الحمراء

إطلاق مشروع وطني لمكافحتها بـ120 مليون ريال يضم 855 عاملا

د. فهد بلغنيم خلال زيارته لمنطقة الأحساء («الشرق الأوسط»)
TT

يتهدد أكثر من 200 ألف نخلة في الأحساء الإصابة بسوسة النخيل الحمراء التي تعد من أخطر التحديات التي تواجه المزارعين، وتهدد بإتلاف كمية كبيرة من النخيل المثمر في الواحة الكبرى على مستوى المملكة والتي تضم في الوقت الراهن أكثر من 4 ملايين نخلة.

وبحسب خبراء زراعيين فإن حشرة سوسة النخيل الحمراء تعد من الآفات الزراعية التي دخلت المملكة عن طريق نخيل الواشنتونيا المستوردة من المناطق الاستوائية بهدف تزيين الشوارع. وتعد سوسة النخيل الحمراء أخطر حشرة تغزو النخيل وتتنقل بشكل سريع، وهذا ما جعل وزارة الزراعة تعتمد برنامجا لمكافحة هذه السوسة خصصت لها ملايين الريالات من ميزانية الوزارة.

ويعود الاكتشاف الأول لهذه السوسة في المملكة في أحد الحقول في محافظة القطيف في عام 1407هـ من أشجار فصيلة النخيليات من نوع الواشنتونيا.

وخلال زيارة سابقة للأحساء قام وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبد الرحمن بالغنيم بدعم برامج مكافحة هذه الآفة. وقال المهندس الزراعي مهدي الرمضان إن نسبة الإصابة في نخيل الأحساء بسوسة النخيل الحمراء قد تصل إلى 5 في المائة، وإن هذه النسبة تعتبر كبيرة.

وبيّن الرمضان لـ«الشرق الأوسط» أن من أهم أسباب انتشار هذه الآفة هو عدم اهتمام الكثير من الفلاحين بالتنظيف الدائم لنخيلهم وعدم الاستخدام لأودية المكافحة اللازمة، وأن المشكلة الكبرى هي أن هذه الآفة تنتقل بسرعة في محيطها، ولذا يتوجب أن تكون جميع المزارع المتجاورة تحظى بالاهتمام اللازم من أجل القضاء على هذه الآفة التي تهدد فعلا إنتاج الأحساء من التمور بالكميات الوفيرة وذات الجودة العالية.

وساهم نقل النخيل بين مناطق المملكة، وخصوصا الأحساء والقطيف والخرج ونجران ووادي الدواسر، في انتشار هذه السوسة، مما أجبر وزارة الزراعة على اتخاذ قرار بحظر نقل الفسائل، خصوصا بعد أن تم التأكد من انتشار هذه الحشرة من خلال النخيل المنقول من الأحساء إلى عدد من مناطق المملكة، حيث نقلت الكثير من الفسائل وتحديدا من نوع الخلاص إلى بعض المناطق كونها الأكثر رغبة لإنتاجها ألذ وأجود أنواع التمور.

ووظفت وزارة الزراعة 855 سعوديا للعمل في برنامج مكافحة السوسة الحمراء، حيث تم اعتماد مشروع وطني على مستوى المملكة، انطلقت من خلاله حملة وطنية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء اعتمد لها مبلغ 120 مليون ريال، غطى جميع مناطق المملكة، حيث تم فرم وإتلاف آلاف النخيل التي لا يمكن تخليص الحشرة منها. من جانبه قال المهندس عبد المحسن الشايب مدير مركز النخلة الخرفي بالأحساء إن عدد الكوادر التي تكافح هذه السوسة لا يزال أقل من المطلوب، لأن مساحة الأحساء شاسعة، كما أن عدد النخيل كبير جدا، حيث إن آخر إحصائية تشير إلى أنه تجاوز الـ4 ملايين نخلة. وبين الشايب لـ«الشرق الأوسط» أن خطر هذه الحشرة بدأ بشكل فعلي منذ قرابة الـ15 عاما، حيث باتت تمثل خطرا حقيقيا ووضعت له وزارة الزراعة برنامجا للقضاء عليها، ولكن مهما يكن حجم التكاليف والمصاريف التي تنفق لمحاربة هذه الآفة لا يمكن أن تحقق المراد منها ما لم يكن هناك تعاون دائم من أصحاب النخيل لأنهم يجب أن يكونوا الحاجز الأول الذي يمنع هذه الآفة من الانتشار، لأنها فعلا تهدد ملايين النخيل الذي يستغرق لرعاية الكثير منه قرابة الـ15 عاما.

وأشار إلى أن هذه الحشرة تتنقل في المزارع ليلا ولذا لا يمكن السيطرة عليها بسهولة، مؤكدا أن الأحساء تضم المركز الوحيد في المملكة لأبحاث النخيل، ويجب الاستفادة من هذا المركز لمحاربة مثل هذه الآفات التي تهدد ثروة كبيرة في هذا الوطن ممثلة في النخيل الذي ينتج الثمار ويستفاد من الكثير من محتوياته على مر السنين. ويتمثل علاج ومكافحة هذه الآفة من خلال استخدام أجهزة تم تطويرها بالتنسيق مع وزارة الزراعة، بحيث يتم ضخ المبيدات داخل جذع النخلة مما ينتج عنه القضاء على جميع أطوار الحشرة، حيث يهدف مشروع وزارة الزراعة إلى معالجة النخيل وليس التخلص منه.