معايير السلامة في المدارس تزيد التنافسية في قطاع مكافحة الحرائق

الإقبال على أنظمة الإطفاء يرتفع بنسبة تتجاوز الـ20%

حريق مجمع براعم الوطن كان سببا في زيادة إقبال كافة المدارس على أنظمة مكافحة الحرائق (تصوير: غازي مهدي)
TT

ساهم حريق مجمع براعم الوطن المدرسي، الذي شهدته مدينة جدة العام الماضي، في زيادة إقبال كافة المدارس على أنظمة مكافحة الحريق بنسبة تتعدى الـ20%، وهو ما أدى إلى خلق جو تنافسي بين الشركات المتخصصة في هذا المجال ليؤكد مقولة «مصائب قوم عند قوم فوائد».

وكشف لـ«الشرق الأوسط» مالك السردي، مهندس المبيعات في شركة «البلاد لأنظمة مكافحة الحرائق»، عن بلوغ نسبة زيادة إقبال المدارس على هذا النوع من الأنظمة نحو 20%، وذلك عقب حريق مدارس براعم الوطن، لافتا إلى أن ذلك الإقبال ما زال يشهد ازديادا يوما بعد يوم.

وأرجع المهندس مالك السردي سبب هذا الإقبال إلى «تشديد جهاز الدفاع المدني على ضرورة توافر أعلى معايير السلامة في المدارس، والامتناع عن إصدار تراخيصها في حال عدم وجود تلك الأنظمة بها، الأمر الذي ساعد بشكل كبير في خلق سوق تنافسية حقيقية بين الشركات المتخصصة بأنظمة مكافحة الحرائق على مستوى المملكة ككل».

وكانت محافظة جدة، قد قررت في الـ20 من نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي سرعة إعادة الكشف على كل مدارس محافظة جدة للتأكد من توافر اشتراطات ووسائل السلامة، حيث أبلغت «الشرق الأوسط» حينها مصادر مطلعة أن لجنة الكشف على المدارس، المشكلة بأمر من الأمير مشعل بن ماجد، محافظ جدة، رصدت عدة مخالفات؛ من ضمنها تزوير إحدى المدارس لشهادة السلامة الممنوحة من قبل إدارة الدفاع المدني، تبين أنه ليس لها أي ملف رسمي هناك.

وأعلن آنذاك اللواء عبد الله الجداوي، المدير السابق لإدارة الدفاع المدني في محافظة جدة، عن تلقي الإدارة توجيها من الأمير مشعل بن ماجد بشأن تشكيل لجنة عاجلة لسرعة الكشف على مدارس المحافظة، والتأكد من تطبيقها لاشتراطات السلامة وتوافر وسائلها على أكمل وجه.

وقال الجداوي في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط»، ردا على مطالبات بعض الأهالي بتكثيف الجولات التفتيشية على المدارس: «من الضروري لنا إعادة النظر في الجولات التي يقوم بها الدفاع المدني».

وهنا، ذهب المهندس مالك إلى أن «هناك الكثير من أنظمة مكافحة الحرائق التي يمكن استخدامها في المدارس، من ضمنها نظام (إف إم 200) المكون من غاز صديق للبيئة، مما يجعل استعماله آمنا حتى في المستشفيات، إضافة إلى نظام (نوفيك 1230) الشبيه بالسابق، ما عدا اختلاف مكونات الغاز نفسه الذي يعد صديقا للبيئة أيضا».

ولفت مهندس المبيعات في شركة «البلاد لأنظمة مكافحة الحرائق»، إلى وجود الكثير من الأنظمة الغازية المستخدمة في حماية الكهربائيات والمعدات الكبيرة التي لا ينصح باستخدامها داخل الأماكن المغلقة، باعتبارها تشكل خطورة على صحة الإنسان.

وأضاف المهندس مالك السردي: «ثمة أنظمة داخلية جديدة مستوردة من أميركا، تتمثل في تنبيه صاحب المنشأة بوقوع حادثة الحريق عن طريق رسالة نصية إلكترونية على هاتفه الجوال».

الجدير بالذكر، أن فريق خدمة العملاء في مؤسسة «العماري للأقمشة» السعودية، اتجه مؤخرا نحو إنتاج نسيج من أقمشة مخصصة للزي المدرسي بعد تصنيعها وفقا لمعايير السلامة، وذلك بهدف تحقيق الحد الأدنى من تقليل احتمالية حدوث أضرار للطالبات في حال وقوع حوادث أو كوارث داخل أسوار المدارس.

وذكر آنذاك سالم بن سلمان، المدير التنفيذي لمؤسسة «العماري لتجارة الأقمشة»، أن المؤسسة استقبلت استفسارات كثيرة من الأمهات السعوديات حول وجود أقمشة مدرسية مقاومة للحرائق، يمكن من خلالها الحفاظ على صحة الطالبات، إلى جانب مقاومتها لانتشار البكتيريا.