جستنية: 25% من السعوديين حاملون للأنيميا و2.6% مصابون بها

TT

نصح عدد من المؤتمرين خلال المؤتمر العلمي الذي استعرض مستجدات الأنيميا المنجلية لدى الأطفال بضرورة إنشاء برامج للفحص عند الولادة حتى يستطيع الأهالي والأطباء اكتشاف الحالات المحتمل إصابتها بهذا المرض والبدء بأخذ العلاجات الوقائية قبل أن تصيبهم أعراض أو آثار جانبية نتيجة الإصابة بهذا المرض.

وذكر استشاري أمراض الدم والأورام وزراعة النخاع عند الأطفال، الدكتور واصل جستنية، أن هذا المؤتمر الذي اختتمت فعالياته أول من أمس في جدة، خصص لدراسة الأنيميا المنجلية لدى الأطفال، الذي يعد من أكثر الأمراض الوراثية انتشارا عالميا وعلى مستوى المملكة العربية السعودية، وقد خصص هذا المؤتمر لدراسة الانتشار المرضي بالمملكة والأعراض التي تصيب هذا النوع من المرض وآخر التطورات العلمية في علاج ومنع كثير من المشكلات التي تصيب مرضى الأنيميا المنجلية.

وأوضح جستنية أن نسبة الإصابة بهذا المرض تصل إلى 2.6 في المائة، ونسبة الحاملين لهذا المرض تصل إلى 25 في المائة وهي تتفاوت بين منطقة إلى أخرى بالمملكة، مؤكدا أن السبيل للحد من هذا المرض والتخفيف من أضراره هو فحص ما قبل الزواج، والكشف المبكر للمرض، ويتم ذلك عن طريق الفحص عند الولادة.

وعن آخر المستجدات التي تمت مناقشتها في المؤتمر قال «إنه تمت مناقشة فوائد الهيدروكسيوريا للتخفيف من بعض مشكلات المرض، والتطورات المستجدة في الوقاية من الجلطات الدماغية عن طريق الفحص بالأشعة الصوتية والتلفزيونية ونقل الدم الوقائي المبكر، ودور زراعة الخلايا الجذعية لعلاج المرض، وهي الطريقة الوحيدة حاليا للشفاء من هذا المرض». ونصح جستنية بزيادة التوعية من خلال الحملات التثقيفية وإنشاء المزيد من المراكز المختصة لهذا النوع من المرض، فهي، على الرغم من وجودها، تعد قليلة نظرا للحاجة الماسة للحد بل للقضاء على الأنيميا المنجلية نهائيا. من جانبه أكد استشاري أمراض الدم وأستاذ أمراض الدم بكلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور محمد حسن قاري، أن نسبة كبيرة من سكان المملكة ينتشر لديهم جين «الأنيميا المنجلية»، وهذا لا يعني أنهم مصابون، ولكنهم في الحقيقة حاملون للصفة الوراثية للمرض فقط، أما نسبة المصابين به في المملكة فتختلف من منطقة لأخرى.

وأوضح أن مفاهيم العلاج لمرض الأنيميا المنجلية قد طرأت عليها مستجدات عدة، من ضمنها تطور الأدوية الطاردة للحديد والتي أسهمت بصورة فعالة في تحسين نوعية الحياة لدى المرضى وتقليل المضاعفات التي كان المرضى يعانونها في السابق، ويذكر أن عددا من العقاقير والأدوية التي تشهد نقلة نوعية في فعاليتها أصبحت متوفرة بما يضاهي ما هو موجود في المراكز العالمية. وبين أن وزارة الصحة بالمملكة حرصت على إنشاء خمسة مراكز متخصصة بأمراض الدم في المناطق التي ينتشر فيها هذا المرض وغيره من أمراض الدم الوراثية، وهي تقدم خدمات كبيرة جدا لهذه الفئة من المرضى في مواقعهم دون أن يكلف المريض عناء الانتقال إلى المراكز الطبية المتقدمة.

وشدد قاري على أهمية الفحص المبكر للمواليد الذي يعتبر البديل المناسب لفحص ما قبل الزواج، كي تتاح الفرصة للشخص المصاب للاطلاع وتفهم حقيقة الأمر منذ سن مبكرة، كون هذا المرض من الأمراض الوراثية التي يمكن الحد من انتشارها بالتوعية والتثقيف الصحي المبكر.