خبراء: العاصمتان المقدستان بحاجة إلى 6 أسواق متخصصة في اقتصاديات الحج والعمرة بحلول 2016

بهدف إبراز الهوية وتعزيز التبادلات التجارية بين دول العالم الإسلامي

التسوق والترفيه لكل أفراد العائلة سمتان مميزتان للمولات التجارية (تصوير: غازي مهدي)
TT

قدر خبراء تسويقيون، حاجة العاصمتين المقدستين في السعودية إلى 6 أسواق متخصصة في اقتصاديات الحج والعمرة، تبرز الهوية الإسلامية، بجانب كثير من الماركات العالمية.

وأوضح مروان زواوي، الرئيس المكلف للتسويق والمبيعات في شركة كنانة، للـ«الشرق الأوسط» أن الحصول على أرقام أعداد المرتادين للأسواق والمولات التجارية على صعيد البلاد هو رقم يصعب التنبؤ والتكهن به، لكن الأكيد في هذا السياق أنه عدد كبير وضخم جدا، نظرا لمكانة السعودية اقتصاديا، وحجم شراكاتها الدولية مع جميع بلدان العالم الصناعية.

وأشار مروان زواوي، أن من أهم عوامل الجذب في المولات المركزية هي اعتباره بمثابة الوجهة السياحية والترفيهية للعائلة السعودية، معللا أن الأجواء الحارة التي تعج بها المدن السعودية من شأنها أن تدفع لانتعاش أسواق المولات التي توفر الأجواء الباردة المصحوبة بالتكييف المركزي، الذي يكسب أجواء من الارتياح لدى المتسوق، فأصبحت المولات لجميع الأسر هي الوجهة المفضلة، تمضي فيه أوقاتا تصل إلى خمس ساعات وهو ما من شأنه أن يرفع حجم القوة الشرائية في هذه الأماكن، شريطة توفر جميع الوسائل والاحتياجات التي تبحث عنها العائلة باختلاف المراحل السنية.

وأبان نائب الرئيس المكلف للتسويق والمبيعات في شركة «كنان» أن السعودية تحتاج لـ6 أسواق متخصصة في أسواق الحج والعمرة، تهدف إلى سياحة اليوم الكامل، وهذا يعتمد على مقومات رئيسية وجوهرية لمن أراد النجاح، أولها وجود المطاعم، أو بالأحرى سلسلة متنوعة من المأكولات المحلية، والآسيوية والأوروبية والأميركية، وثانيها وجود الألعاب الترفيهية التي من شأنها أن تشكل عامل جذب رئيسي لكثير من الأسر الباحثة عن ترفيه أبنائها، واستغلال الأوقات المناسبة للتسوق في نفس الزمان والمكان، وثالثها وجود مختلف الماركات المتنوعة التي تحتاجها العائلة باختلاف أذواقها وميولها، ورابعها الجو العام المصاحب للمول، بمعنى البحث عن «الابتهاج والسرور» حيث ينعكسان نفسيا على المتسوق.

وقال مروان زواوي، إن الشراء والأكل والترفيه هما الثلاثي التي تبحث عنه مختلف الشرائح المجتمعية، وهي ثلاثة - بحسب رأيه - لا يمكن لأي مول تجاوزها بل هي ركيزة أساسية، مؤكدا أن القوة الشرائية مقارنة بالدول المجاورة وارتفاع أسعار النفط التي تصل إلى سبعين دولارا، فهذا ينعكس على دخل الفرد السعودي، فأصبح يمتلك القوة الشرائية واستنادا على آخر الإحصائيات، قال زوازي: «إنها بمعدل عشرين ألف دولار سنويا وهذا يعتبر من المداخل العالية، وهو رقم من شأنه دعم القوة الشرائية على مستوى المنطقة».

وأضاف نائب الرئيس المكلف أن العامل النسائي في حركة المبيعات في المولات يعتبر ركيزة مهمة، خاصة إذا تم توظيف المرأة السعودية، فهذا يشكل أداة جوهرية لتحريك أرقام المبيعات وارتفاعها إلى مستويات عليا، محذرا في نفس السياق من تشبع الأسواق السعودية بالمولات، والـ5 سنوات المقبلة تفترض بنا عدم دخول أسواق ومولات جديدة إلى القطاع التسويقي، ونحن نطالب - والحديث لزواوي - بعدم إصدار تصريحات لأسواق ومولات جديدة، وهذا الرأي يتشارك فيه خبراء اقتصاديون وعقاريون أدلوا بدلوهم في اجتماعات اقتصادية كثيرة، أفضت إلى تشبع الأسواق في المرحلة الآنية، والموجود حاليا يكفي السعودية لخمس سنوات مقبلة، وله تأثيرات على المنافسة بين الأسواق التجارية.

وحول ترويج المولات دوليا في ظل المنافسات الحادة خليجيا وآسيويا، أوضح أن السوق السعودية مهيأة للمنافسة دوليا لأسباب أهمها دخول أكثر من 4 ملايين سنويا في موسمي الحج والعمرة، ولم يستفد منهم بالشكل المطلوب اقتصاديا مبينا أن هؤلاء الزائرين يأتون لبلادنا ليؤدوا نسكهم، ومن ثم يعودون أدراجهم، في وقت كان بالإمكان الترويج لهذه المولات التي لا تقل بأي حال من الأحوال عن المولات خارج البلد، خاصة تلك التي في الرياض وجدة وهي شبيهة بمولات في دبي وماليزيا، ونوعية الوكالات هي نفسها الموجودة في الخارج.

من جانبه أوضح أنس صيرفي، مالك «الصيرفي مول»، أنه على الرغم من كثرة المولات، فإن لها جوانب ترفيهية مهمة وتمتلك أدوات جاذبة بشكل كبير، وأضحت هي المتنفس على مستوى المدينة، وتجد فيها الأسر السعودية والمقيمة جانب الأمان في كثير من المناحي، ناهيك عن الأجواء المكيفة في داخل هذه الأسواق التجارية، ويستفيد منها الأطفال بشكل كبير ومهم، وكذلك ربة الأسرة التي تجد في هذه المولات أشياء جديدة ومطاعم متنوعة ومختلفة المذاقات، فتصبح في المحصلة يوم كامل وجميل مليء بالتسوق والترفيه والسعادة.

وأشار مالك مول «الصيرفي» إلى أن ثقافة التعرف على كل ما هو جديد، يعد المحور المهم والرئيسي في هذه التجمعات، فخليط الماركات يخلق داخل المتسوق ثقافة التنوع، بالإضافة إلى معرفة التخفيضات والعروض التسويقية، وهي أمور تصب كلها في صالح عملية الانتعاش الاقتصادي ورفع معدلات الشراء والبيع خاصة إذا تزامنت كل هذه المعطيات مع الصيف في وقت الأفراح والزواجات والسفر والأعياد، كلها تنضوي تحت مظلة القوة الشرائية وارتفاع حجم التسوق.

وأفاد أنس الصيرفي، أن الفعاليات التي تقام بشكل دائم في الأسواق التجارية تهدف إلى جذب الزائر ولفت انتباهه والسعي الدؤوب خلف الدعاية، التي تمكن الزائر من وضع قدمه في مثل هذا المحل، وهو ما سيخلق عنصر التشويق والإقبال خاصة إذا وضعت الهدايا والسيارات، ثم تأتي الخطوات الثانية في إكساب المحلات زخما تجاريا ودعائيا وتقدم بضاعتها للمتسوق، حتى تقنعه بأهمية المول وترغمه على الإقبال ثانية من خلال التخفيضات.

وأشار الصيرفي إلى أن معدلات المرتادين للمولات الكبيرة لا يقل عن عشرة آلاف متسوق يوميا، يقصدون تلك المراكز ويستمتعون بكل ما فيها من خدمات، خاصة في ظل وجود السوبر ماركت وتكامل الخدمات الأخرى مما قد يرفع الرقم إلى 20000 زائر يوميا.

وبين الصيرفي أن المحلات يتم حجزها مسبقا وبإيجارات كبيرة نتيجة العائدات المادية المتميزة، فالمستأجر بمائة ألف ريال من المفترض أنه يكسب مليون ريال، وهذا النظام المعتمد في الأسواق العالمية حيث يقتطع الإيجار من قيمة المخرجات سنويا في شفافية كاملة نتيجة دفعه لدخل الضريبة في كتاب مفتوح بدخل مليار ريال سنويا للسوق الواحدة.