وزير سابق للتعليم يثير ملاحظات بخصوص مناهج التربية الدينية في السعودية ويطرح رؤى لتطويرها

د. الرشيد لـ «الشرق الأوسط» : ملاحظاتي عن المناهج لم تكن غائبة خلال السنوات الـ10 التي كنت فيها وزيرا

TT

من المتوقع أن يثير وزير سابق للتعليم في السعودية ملاحظات في غاية الأهمية بخصوص المناهج الدينية في مدارس التعليم العام في السعودية، عندما يواجه غدا في لقاء تربوي عددا من التربويين والتربويات والمشرفين والمشرفات، ومعلمين ومعلمات، ومؤلفي ومؤلفات مناهج التربية الدينية المقررة في مدارس السعودية المختلفة، خلال اللقاء الشهري الأول للعام الجامعي الحالي للجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية (جستن)، حيث سيطرح الدكتور محمد بن أحمد الرشيد، وزير التربية والتعليم الأسبق في السعودية في دورتين وزاريتين ونصف، ولمدة 10 سنوات، رؤيته لتطوير مناهج التربية الدينية التي كانت مثار جدل واسع خلال العقود الماضية.

ومن المتوقع أن يسلط الدكتور الرشيد خلال اللقاء الضوء على واقع المناهج الدينية في مدارس التعليم العام في بلاده، التي تعد أهم عناصر مناهج التعليم العام لو أحسن صنعها وصياغة مفرداتها واختيار أفكارها بما يتناسب والعصر الحالي، كما سيورد المحاضر أمثلة لسوء الحال الذي وصلت إليه هذه المناهج في مضامينها، ويطرح أفكارا لتطويرها، كما من المتوقع أن يواجه المحاضر الرشيد سيلا من الأسئلة من قبل الحضور بخصوص السنوات العشر التي قضاها الرشيد في وزارة التربية والتعليم وماذا قدم خلال هذه الفترة لتطوير المناهج الدينية وفق الأفكار التي طرحها في المحاضرة، وسر عدم أخذه بهذه الملاحظات وتطبيقها إبان مسؤولياته كوزير لقطاع التعليم خلال عقد من زمن.

ورفض الدكتور الرشيد خلال اتصال هاتفي أجرته «الشرق الأوسط» معه أمس الحديث عن أبرز ملامح محاضرته والملاحظات التي رصدها عن واقع المناهج الدينية الحالية في مدارس التعليم العام، وأبرز الحلول التي سيطرحها لتطوير هذه المناهج، كما رفض الإجابة عن سؤال بخصوص الأسباب التي غيبت هذه الرؤى التي ستحملها المحاضرة ويطرحها في اللقاء عندما كان وزيرا للتربية والتعليم لمدة عشر سنوات، مكتفيا بالقول: سأجيب عن ذلك خلال اللقاء وأدعوكم للحضور للاستماع إلى ملاحظاتي عن المناهج والإجابة عن تساؤلاتكم وتساؤلات الحضور.

ويشار إلى أن المناهج الدينية في مدارس التعليم العام في السعودية ظلت لعدة عقود كما هي في مواضيعها وصياغتها، ولم تطلها يد التطوير، بل إن الأمر ازداد سوءا ولم تشهد هذه المناهج تغيرا في أفكارها ومضامينها وأسلوبها، والشيء الوحيد الذي طالته أيدي التطوير اقتصر على الطباعة والإخراج، وحدث ذلك على الرغم من الملاحظات التي طرحت من قبل مجموعة من التربويين والإعلاميين لم يأخذها مؤلفو المناهج بعين الاعتبار على الرغم من المطالبات بأن يتم إسنادها إلى خبراء تربويين يطرحون من خلالها مواضيع المناهج وأفكارها بأسلوب يتناسب وواقع العصر، مع مراعاة ثقافة المجتمع في العصر الحديث ومصطلحاته وأعمار المتلقين، مع استبعاد مواضيع لا يمكن للطالب استيعابها أو تطبيقها، كما شملت الملاحظات والمطالبات تخصيص منهج واحد في كل سنة دراسية يغطي المواد الدينية بشكل مختصر ومفيد لتخريج مواطنين صالحين، ينعكس ما تلقوه من هذه المناهج على سلوكياتهم، وتعاملهم وفق ما وجه به الدين الإسلامي، وما تضمنته المناهج من مضامين مفيدة، مبدين استغرابهم أن يتم تدريس أراجيز التجويد في المرحلة الابتدائية، وتخصيص زكاة الإبل والأغنام وغيرهما والركاز على طلاب المرحلة ذاتها، ومصطلحات تخص الاستنجاء والاستجمار بالعظام والروث والأحجار ذات الشعب، الصلاة في معاطن الإبل التي لا وجود لها ألبتة في حياة الطلاب، إضافة إلى استخدام مكاييل وموازين، وتحديد المسافات بمسميات قديمة كـ«الإردب»، و«القلة»، و«الذنوب»، و«الفرسخ»، و«البريد» وغيرها من المصطلحات التي لا توجد في قاموس العصر الحديث.

ويعقد اللقاء في القاعة السابعة مقابل كلية الآداب في رحاب جامعة الملك سعود، بحضور عدد من التربويين والمشرفين والمعلمين ومؤلفي المناهج، في حين خصصت قاعة أم المؤمنين خديجة بمركز الدراسات الجامعية للبنات بعليشة للنساء لمتابعة اللقاء.