معلمات يطالبن بتوفير بيئة تربوية آمنة تحفظ الأطفال في المدارس

تالا الشهري.. ضحية جديدة لمشاكل الخادمات في السعودية والموظفات تحت التهديد

TT

خيمت قضية مقتل الطفلة تالا الشهري على يد الخادمة الإندونيسية بظلالها حزنا على المجتمع السعودي، حيث كانت بشاعة الجريمة والظروف المحيطة بها سببا رئيسيا في استشعار الحزن والتخوف من تكرارها على الأسر، خاصة إذا كان الزوجان مرتبطين بعمل يومي خارج المنزل ويمكث أطفالهما مع الخادمات.

ومن خلال استطلاع رأي عدد من المعلمات في المدينة المنورة أبدين تخوفهن على أطفالهن، وخصوصا أنهن مضطرات لترك فلذات أكبادهن لدى الخادمات خلال عملهن اليومي، بينما يعتبر بعض منهن أن وجود الخادمة عند غير الموظفات مجرد رفاهية، مقابل أن هناك ضرورة ملحة وليس لها بديل وتستدعي وجود الخادمات للمكوث مع أبنائهن فترة العمل.

وعلى الرغم من أزمة نقص الخادمات لكن الموظفات عموما وخصوصا المعلمات يلجأن إلى توفير خادمة حتى وإن ارتفعت الأسعار، وقد تجبر على تشغيل خادمة هاربة أو من دون أوراق ثبوتية لحل أزمتها الدائمة.

واعتبر متخصصون تربويون أن الحل يكمن في توفير حضانات أطفال في المدارس الحكومية الكبيرة لخدمة أطفال المعلمات في المدرسة والمدارس الأخرى المجاورة، مما يؤدي إلى توفير بيئة آمنة وتربوية تحفظ الأطفال وتزيح الهم والخوف عن أمهاتهم المعلمات.

من جهتها، قالت م. الجهني والتي تعمل في إحدى المدارس في المدينة المنورة: «لا تستطيع أي معلمة أن تؤدي العمل بصورة صحيحة وقلبها يرتجف خوفا على أطفالها، عندما أدخل فصلي تراودني صورة أطفالي وأتمنى أن يكونوا بخير، فلماذا لا توفر الوزارة حضانات أطفال في عملنا تجعلنا نؤدي بنفوس مطمئنة؟!». إلى ذلك، حاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع الناطق الإعلامي لإدارة التربية والتعليم بمنطقة المدينة المنورة لمعرفة مدى تطبيق خطط للحضانات وعددها المتوفر حاليا في المدارس الحكومية خاصة الأهلية وخطط الإدارة لزيادتها، لكن لم يتم الرد على الاتصالات. يذكر أن فصول الجريمة بدأت عندما عادت والدة الطفلة، التي تعمل معلمة في إحدى مدارس «ينبع»، مع بناتها الثلاث للمنزل بعد نهاية الدوام الدراسي، فطرقت الباب على العاملة، إلا أنها رفضت الفتح لها مهددة بقتل الطفلة، مما دفعها للاتصال بزوجها الذي أبلغ عمليات الدفاع المدني للاستعانة بهم لفتح باب المنزل، حيث كانت المفاجأة، إذ عثر على الطفلة غارقة في دمائها على السرير بعد قتلها بواسطة الساطور من قبل العاملة المنزلية التي اعترفت بجريمتها، بينما وقع لوالدها الذي يعمل مهندسا في شركة «أرامكو» السعودية حادث وهو عائد للمنزل وتوفي على أثره السائق ونقلت ابنته للمستشفى حيث أعلن بحسب ما تداولته الوسائل الإعلامية عن وفاتها إكلينيكيا.

ولا تزال قصص مشاكل الخادمات في السعودية خاصة في الآونة الأخيرة تتصدر أحاديث المجالس، الأمر الذي بات يؤرق الأسر والمكاتب المسؤولة عن استقدام الخادمات ويثير الجدل والعديد من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه المشاكل، وما هي الحلول الواجب اتباعها لتجنب حدوثها، وتجسدت هذه المشاكل في المجتمع السعودي بصور باتت تشكل ضغطا نفسيا، حيث أصبح قرار الأسرة لاستخدام الخادمة ليس بالأمر السهل.