غرب السعودية مهدد بهزات أرضية دون سابق إنذار

الدكتور زهير نواب في حوار لـ: «الشرق الأوسط»

د. زهير نواب متحدثا لـ«الشرق الأوسط»
TT

تطرح هيئة المساحة الجيولوجية السعودية برنامجا بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لتفعيل السياحة الجيولوجية بالسعودية، إلى جانب عزمهم إنشاء متحف جيولوجي خاص يكون معلما من معالم السعودية في هذا المجال.

واعتبر دكتور زهير نواب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية أن السعودية ليست بمنأى عن الكوارث الطبيعية «حالها كحال غيرها من دول العالم»، مطالبا بذلك تفعيل اشتراطات السلامة وإنشاء المباني المقاومة للهزات الأرضية لتخفيف الأضرار. كما توقع نواب أن يكون للسعودية موقع مميز بالنسبة لبعض المعادن ذات الأهمية الاستراتيجية مثل العناصر الأرضية النادرة وأيضا معدن الكوارتز عالي النقاوة الذي يدخل في كثير من الصناعات عالية التقنية.

واعتبر أن تخلي المزارعين عن أراضيهم الخصبة واستثمارها عمرانيا كان سببا لاستثمار العمالة غير السعودية للمحاصيل الزراعية وبيعها بأرباح طائلة، بينما اجتاحت الرمال مناطق زراعية أخرى هجرها أهلها واستوطنوا المدن متقمصين حضارة جديدة جذبت أبناءهم بالدرجة الأولى.

وإن كان رئيس هيئة المساحة الجيولوجية لا يرى في العمل الجيولوجي الميداني مكانا يليق بعمل المرأة السعودية، فإنه يفضل استقبال المزيد من طلبة الجيولوجيا لتدريبهم وإرسالهم ضمن فرق استكشافية إلى عدد من دول العالم وفق برامج تبادلية بينهم.

وحول ما تقوم به هيئة المساحة الجيولوجية، والدور الذي تلعبه في الكشف عن الثروات التي تخبئها أراضي السعودية وما يمكن أن يقدموه من معلومات عن الكوارث التي قد تحدث فيها كان لـ«الشرق الأوسط» هذا الحوار مع رجل الجيولوجيا السعودي الذي أمضى أكثر من 40 عاما من عمره في العمل الميداني والمكتبي والتدريس في هذه المجال.

* ما قراءتكم للكارثة التي مرت بها مدينة جدة على مدار عامين متتاليين؟

- مهم جدا أن يستوعب المواطنون أن الكوارث تأتي دائما بمقاييس غير عادية، فمثلا كمية المطر التي هطلت خلال أربع ساعات على مدينة جدة عام 2010، تعادل ما يسقط عليها في سنة أو سنتين. وما حدث لمدينة جدة يقع في عدد من دول العالم بما في ذلك الدول الأكثر تقدما.

ومدينة جدة في الأصل كانت مدينة صغيرة والناس يعيشون فيها بعيدا عن مجاري السيول، وفي الخمسين سنة الماضية كما توضح خرائطنا ازدادت مساحة جدة من كيلومتر مربع واحد يقطنها 100 ألف نسمة لتصل إلى 1200 كيلومتر مربع يعيش فيها أكثر من 4 ملايين نسمة. ويخترق مدينة جدة اليوم أكثر من 13 واديا جميعها تصب في البحر. لا نستطيع أن نقول للناس ارحلوا كليا عن مجاري الأودية أو أن نجبرهم على السكن على رؤوس الجبال، ولكن لا بد أن نطبق اشتراطات الأبنية لتكون قادرة على مقاومة الزلازل.

كما يجب العمل على بناء سدود إضافية تحجز المياه عن التدفق إلى المناطق السكنية وهو الأمر الذي اهتم به الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وذلك بالإشراف على مشاريع تطوير وتنمية جدة بما في ذلك مشاريع بناء السدود. وقد وعد بأن تكون مدينة جدة بعد ثلاث إلى خمس سنوات بإذن الله مدينة عصرية وأكثر صمودا بأنفاقها وكباريها وجسورها وحركة مرورها وكل ذلك بتوفيق من الله عز وجل ثم بالدعم غير المسبوق من خادم الحرمين الشريفين.

وما تقوم به إمارة منطقة مكة المكرمة ومحافظة جدة وأمانة مدينة جدة هو عمل جبار لن ينتهي بين يوم وليلة، إن هذه المشاريع الضخمة والعملاقة، وإصلاح المشاكل القديمة لا بد لها من وقت حتى تظهر نتائجها، لذا نرجو من المواطنين والمقيمين أن يتحلوا بالصبر وسيجعل الله بعد عسر يسرا.

* ونحن نقترب من موسم الأمطار، ما منسوب المياه الذي تتوقعونه هذا العام، وهل يمكن أن تتكرر كارثة جدة؟

- إن المشاريع التي جرى تنفيذها خلال السنوات الثلاث الماضية سوف تعمل إن شاء الله تعالى على حماية مدينة جدة من تكرار ما حدث لها في الأعوام السابقة. كما أن السدود التي تم بناؤها بنيت على أساس دراسات علمية أخذت في الاعتبار شدة مطرية عالية لا تتكرر إلا كل 200 عام، ومع ذلك فنحن بشر ضعاف نسأل الله الكريم أن يلطف بنا، وأن لا يحملنا ما لا طاقة لنا به.

* ما أكثر المناطق السعودية تعرضا للزلازل والبراكين؟

- يشكل الشريط الغربي الذي يمتد من الأردن شمالا وحتى اليمن جنوبا المنطقة الأكثر عرضة للزلازل في السعودية، وتعتبر منطقة الحرات بالمدينة المنورة وما جاورها عرضة للزلازل باعتبار أنها تحوي عددا من البراكين التي قد تثور دون سابق إنذار مسببة هزات خفيفة إلى متوسطة.

* ما الآلية التي تتم من خلالها مراقبة الهزات الأرضية التي تتعرض لها المملكة؟

- لدينا صالة تابعة للمركز الوطني للزلازل والبراكين تحوي عدة شاشات يعمل بها موظفون على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع؛ حيث ترصد هذه الأجهزة جميع الهزات بما فيها تلك التي لا يشعر بها الإنسان. كما يراقب المختصون من خلالها جميع المعلومات والبيانات التي تسجلها أجهزة الرصد الزلزالي عن المملكة ومحيطها. إضافة إلى أننا نعمل الآن على الاتفاق مع مراكز الرصد الزلزالي في دول الخليج لتبادل البيانات المتعلقة بالهزات الأرضية التي قد تشترك فيها هذه الدول.

* ما دور هذه الأجهزة في الرصد المبكر لتلافي الكوارث وتبعات الزلازل؟

- نحن لا نعلم بالتوقيت الدقيق متى يأتي الزلزال حتى نحذر منه العامة، كما أننا لا نتنبأ ولكننا نتوقع هزات أرضية قد ترصدها الأجهزة بوقت وجيز قبل وقوعها.

ولهذا نؤكد ضرورة الالتزام بمعايير البناء المقاوم للزلازل في الأبنية بحيث تكون مقاومة للهزات الأرضية، كما أن تطبيقنا لاشتراطات السلامة سوف يسهم في أن تكون المخاطر والأضرار أخف بإذن الله. وبشكل عام فإن الزلازل الموجودة في السعودية هي من النوع الضعيف، ولا بد أن يتفهم الناس أننا لسنا بمنأى عن الهزات الأرضية فنحن مثلنا مثل دول كثيرة معرضون للهزات الأرضية التي هي عبارة عن ظواهر كونية وضرورية لديمومة الحياة على سطح كوكبنا الأرضي.

* ما دوركم في هيئة المساحة الجيولوجية للحد من الزحف الرملي على المناطق الزراعية؟

- يوجد في هيئة المساحة الجيولوجية إدارة خاصة بالتصحر ونعمل على إعداد برامج ومشاريع وأبحاث، كما نعمل بشكل مستمر بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتلافي تبعات الزحف الرملي على الأراضي. والزحف الرملي ليس السبب الوحيد في تقلص الأراضي الزراعية، فتخلي أصحاب المزارع عن أراضيهم يعتبر سببا رئيسيا آخر لتراجع المساحات الزراعية بالسعودية.

لقد باع بعض أصحاب المزارع أراضيهم الزراعية وحولوها إلى استثمارات وحصدوا مقابل ذلك مبالغ مالية مجزية بطريقة سهلة، ولا نعرف هل نلومهم على ذلك أم لا، وعلى الرغم من أن خسارة الأراضي الزراعية لها تبعات غير محمودة، إلا أن الاستثمار الحديث صب في مصلحة أصحاب هذه الأراضي الزراعية الخصبة خاصة بعد عزوف أبنائهم عن الاشتغال بالزراعة.

فمشاكل الآفات الزراعية وتغير المواسم الزراعية وقلة هطول الأمطار وشح المياه هذه جميعها تجعل صاحب الأرض ييأس من الزراعة ويحول أراضيه الزراعية إلى مخططات للبناء تعود عليه بمبالغ مجزية، فالتمدد العمراني على حساب الأراضي الزراعية له دور كبير في تنامي التصحر.

* ما الآثار السلبية الناجمة عن تخلي المزارعين عن أراضيهم؟

- إن هجرة المشتغلين بالزراعة من القرى إلى المدن بحثا عن دخل ثابت وحياة مترفة، كان دافعا آخر للتخلي عن المهنة الأصلية التي طالما احتاجت إلى سواعد أبناء القرى وصبرهم على الحصاد. وللأسف استغلت عمالة غير سعودية تخلي المزارعين الأصليين عن أراضيهم وباتت تشتري المزرعة قبل الحصاد ثم يخصصوا ما لا يزيد على 15 يوما من الانهماك في جني الثمار ويبيعونها بقيمة مضاعفة، وهو الأمر الذي نتمنى أن يدركه الشباب الذين باتوا يفضلون الراتب على هذا النوع من الصفقات.

ونرى أن هذه الممارسات ممن تخلوا عن أراضيهم وإهمال المحاصيل سيكون له أثر سلبي على مستقبل الزراعة، عدا عن كونه سببا رئيسيا في مشكلة التصحر، لا سيما أن إهمال الأراضي يقلل من فرصة جني الحصاد في الأعوام المقبلة.

من جانب آخر يؤدي طول مواسم الجفاف إلى تنامي التصحر وهنا تكمن أهمية الحفاظ على خصوبة الأراضي الزراعية. ولا ننسى أن قوة الرياح هي مسبب آخر للتصحر إذ تعمل هذه الرياح المهاجرة على تجريف التربة وطمر الأراضي الخصبة، كما تزيل الطبقة السطحية الغنية بالمعادن التي تساعد على نمو المحاصيل.

* هل لكم دور في الكشف عن الآثار الموجودة في السعودية؟

- ليس لهيئة المساحة الجيولوجية علاقة مباشرة بالكشف عن الآثار، ولكن لدينا مجموعة كبيرة من الجيولوجيين ومهندسين التعدين الذين يعملون في جميع أرجاء السعودية، ويزودن موظفينا المنتشرين في الجبال والسهول والأودية والحرار (الحرات) والصحاري بالتقارير عما يمكن اعتباره آثارا وجدت بالصدفة، وبدورنا نرفع هذه التقارير لهيئة السياحة والآثار، وفي العموم يتركز 70 في المائة من عملنا الفني على المسح الجيولوجي والتنقيب عن الثروات المعدنية في أراضي ومياه المملكة العربية السعودية.

* ما آخر الاكتشافات المعدنية في أراضي ومياه السعودية؟ - من خلال برامج المسح الجيولوجي والتنقيب عن المعادن خلال الخمسين عاما الماضية أمكن التعرف على كثير من المعادن واستمرت برامج الكشف المعدني حتى أمكن رصد تراكيز ونسب عالية لبعض المعادن مثل الذهب والفضة والنحاس والحديد والزنك والرصاص في مناطق معينة تم تسجيلها والكتابة عنها في التقارير الفنية، الأمر الذي شجع عددا من شركات التعدين المتخصصة بالتقدم لوكالة الوزارة للثروة المعدنية بالحصول على رخص كشف ورخص استثمار.

لقد أصبحت المملكة تنتج خلال الخمسة عشر عاما الماضية الذهب والفضة والنحاس والزنك وحاليا الفوسفات وقريبا إن شاء الله الألمونيوم والمزيد من الذهب والفضة والنحاس والزنك، ونتوقع أيضا أن يكون للسعودية موقع مميز بالنسبة لبعض المعادن ذات الأهمية الاستراتيجية مثل العناصر الأرضية النادرة وأيضا معدن الكوارتز عالي النقاوة الذي يدخل في كثير من الصناعات عالية التقنية.

* من يتولى عملية البحث والتنقيب في الأراضي السعودية؟

- المسح الجيولوجي والتنقيب عن الثروات المعدنية ينفذه مهندسون وجيولوجيون سعوديون تابعون لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية وفق برامج ومشاريع مقننة ومنظمة ترسمها إدارة التخطيط في الهيئة بالتعاون داخليا مع الإدارات ذات العلاقة، ويتم إدراجها في خطط التنمية الخمسية بالاتفاق مع الإخوان في وزارة المالية ووزارة الاقتصاد والتخطيط.

* ما طبيعة تعاملكم مع جهات خارجية مختصة بالتنقيب والبحث الجيولوجي؟

- بموجب اتفاقيات تعاون فني يتقدم إلينا عدد من الفرق من جهات عالمية متخصصة في المسح الجيولوجي والبحث عن الثروات المعدنية لإجراء دراسات علمية مشتركة بالتعاون معنا. وتشمل هذه الدراسات حركة الأرض والزلازل والانشقاقات والصخور النارية والتراكيب الطبقية الجيولوجية للسعودية، ويتم تبادل هذه الزيارات كجزء من برامج التعاون العلمي الفني مع مختلف الدول. وقد قمنا بإرسال مجموعة من الجيولوجيين السعوديين ضمن هذه البرامج البحثية لعدة دول من بينها أستراليا وجنوب أفريقيا وأميركا.

* هناك مساع لتنشيط السياحة في السعودية، كيف يمكن الاستعانة بالهيئة للتعريف بالسياحية الجيولوجية؟

- هناك اتفاقية فنية مع الهيئة العليا للسياحة لتنشيط هذا الجانب، فمثلا بالمدينة المنورة لا يعرف كثير من سكان المملكة ولا زوارها شيئا عن البركان التاريخي الذي يبعد 25 كلم فقط إلى الجنوب من المدينة المنورة. وهناك أيضا عدد من المظاهر الجيولوجية بما في ذلك كهف موجود في أنبوب بركاني على بعد كيلومتر واحد فقط من الخط السريع الذي يربط المدينة المنورة بالقصيم. وقد نشطت جهود الهيئة العليا للسياحة والآثار كثيرا في هذا الجانب، ويوجد بيننا تبادل بيانات ومعلومات خاصة ما يتعلق بمنطقتي حائل وعسير.

* ماذا عن المتحف الجيولوجي، ما الذي يعطل هذا المشروع؟

- لدينا أرض جاهزة في مقر الهيئة وقمنا بعمل تصميم أولي للمتحف الجيولوجي وسيعرض على وزارة المالية ليتم اعتماد مبلغ كاف لبنائه. وقد ارتأينا أن يبنى المتحف داخل مقر الهيئة بدلا من تحمل تكاليف شراء أرض بعيدة مع ما يصاحب ذلك من نفقات نقل وحراسة وتوظيف. إن وجود المتحف في داخل مقر الهيئة سيؤدي إلى الاستغناء عن كثير من المصاريف وترشيد الإنفاق.

كما أننا نريد لهذا المتحف أن يكون معلما من معالم المملكة العربية السعودية يجذب الزوار والسواح ويخدم طلبة المدارس والجامعات. ونأمل أن يرى هذا المشروع النور قريبا بعد أن يحوز على موافقة الإخوان في وزارة المالية التي عودتنا على دعمها للمشاريع التي تعود بالخير على المملكة.

* كم عدد الطلبة الذين تعمل الهيئة على تدريبهم، وما الآلية التي يتم بها إعدادهم لمجال لعمل؟

- تستقبل هيئة المساحة الجيولوجية دائما خلال فصل الصيف ما بين 30 و40 طالبا من الجامعات للعمل جنبا إلى جنب مع الفنيين في الهيئة في مختلف التخصصات، لكسب الخبرات. كما أن هناك تعاونا بيننا وبين وزارة التعليم العالي بحيث إننا نستقطب أساتذة من الجامعات السعودية للعمل كمستشارين غير متفرغين مع الهيئة لمدة عام واحد، تجدد حسب الحاجة. كما نستفيد من طلبة الجامعات الذين يدرسون في أقسام الجيولوجيا في مشاريع الهيئة التي تنظم أثناء العطلة الصيفية. كما يشترك بعض الطلبة مع الموظفين في إعداد بعض المشاريع البحثية.

* أين هي المرأة من وظائف هيئة المساحة الجيولوجية السعودية؟

- لقد وجهت الدولة بفتح المجال للمرأة للعمل في الوزارات والقطاعات الحكومية التي لها علاقة بأعمال المرأة، ونحن في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية لا توجد لدينا أعمال لها علاقة مباشرة بالمرأة، ونود أن نؤكد أننا بطبيعتنا في هذا البلد ننظر للمرأة نظرة احترام وتقدير. إن العمل الجيولوجي في الواقع فريد من نوعه ويعتمد على السفر إلى الحقول، الأمر الذي يستوجب المكوث في أماكن نائية ووعرة لمدة لا تقل عن أسبوع ونرجو أن لا تأخذنا الحماسة ونقول إنها قادرة على العمل الجيولوجي فتكوين المرأة الفسيولوجي لا يسمح لها بذلك.

ومن الصعوبة في هيئة المساحة الجيولوجية أن نوظف بناتنا لتخرج مع جيولوجيين وعمال مساندين غير محارم لها، نحن نرى أن هذا العمل لا يناسب طبيعة المرأة السعودية المسلمة المعتزة بدينها، والمجال في بلدنا ولله الحمد مفتوح لها لشغل وظائف تعليمية وصحية واجتماعية تخدم من خلالها الوطن ويعود ذلك عليها بالفائدة إن شاء الله.

* ما طبيعة الملتقيات التي تقومون بها، وما مصير التوصيات التي تخرج بها هذه الملتقيات؟

- نعمل على إعداد ندوات وملتقيات وورش عمل علمية متخصصة، تركز توصياتها على البحث العلمي. ولا نجد صعوبة في متابعة توصيات البحوث إلا أن ما يؤخرنا أحيانا هي الأمور المالية، وبرامجنا هذه مفيدة ومثمرة وتعود بالنفع على الوطن والمشاركين الذين يرتقون بمعلوماتهم ومستوياتهم الفكرية.

* ما الرحلات الاستكشافية التي أنتم بصدد الإعداد لها؟

- سيكون لدينا بداية العام المقبل مشروعان علميان وافق عليهما المقام السامي الكريم. الأول استضافة مجموعة من العلماء والباحثين لإصدار كتاب شمولي عن البحر الأحمر يتضمن أكثر من 36 موضوعا مختلفا، تكفلت إحدى دور النشر العالمية «سبرنجر» بطباعته ونشره وتوزيعه، والمشروع الثاني هو الرحلة العلمية الاستكشافية الثانية للربع الخالي، حيث إن الرحلة الأولى للربع الخالي قمنا بها في عام 1427هـ شاركت بها أكثر من 30 سيارة رباعية الدفع وطائرة هليوكوبتر واحدة.

* ما نوع التعاون بينكم وبين دول الخليج؟

- هناك تبادل كبير للبيانات بيننا وبين الدول الخليجية، خاصة فيما يتعلق بالمسح الجيولوجي والتنقيب عن الثروات المعدنية. كما نقوم أيضا بعقد المؤتمرات لتبادل المعلومات مثل التي عقدت في قطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة.

وهناك توجه لعقد اتفاقيات لتبادل البيانات الزلزالية بين دول الخليج، حتى نحصل على معايير أكثر دقة لتحديد الهزات الأرضية؛ إذ إنه يسمح لنا بقياس الهزات الأرضية بعدد أجهزة رصد أكثر عددا مما يعطي دقة أعلى.

* هل يحق للهيئة تقديم خدمات للأفراد والقطاع الخاص؟

- نظام الهيئة يسمح لها بتقديم خدمات للجهات الحكومية والقطاع الخاص والأفراد بمقابل مادي، ويطلب منا أحيانا بعض الأفراد معرفة الأماكن الصحيحة لحفر الآبار داخل أراضيهم مثلا. كما تقدم الهيئة دراسات للجهات الحكومية من إمارات ووزارات وذلك بناء على طلبات منها ومثال على ذلك دراسة نعدها لصالح إمارة جازان، حيث نقوم بإعداد دراسة لهم حول الانهيارات الجبلية بمنطقة جازان. من جانب آخر تلجأ إلينا أحيانا بعض شركات القطاع الخاص والمكاتب الاستشارية في حال كانت بحاجة معلومات وبيانات أو إلى دراسة تربة أو تحليل مخبري لا سيما أننا نملك مختبرا من أفضل المختبرات الخاصة بالتحاليل الكيميائية للصخور والتربة. وللعلم فإن الهيئة لا تقدم هذه الخدمات لمنافسة شركات القطاع الخاص فنحن أحوج ما نكون إلى تشجيع القطاع الخاص وتنشيطه وجعله قادرا على المنافسة.