1000 صورة تحكي مسيرة تعليم البنات وترصد تطورات النقد والتضامن الإسلامي

معرض «ملحمة وطن وميلاد أمة» في بريدة

جانب من إحدى الوثائق المعروضة في جنبات معرض «ملحمة وطن وميلاد أمة» في بريدة وسط السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

ألف صورة تختزل الزمان عبر سردها لمسيرة التعليم بالسعودية، وعلى وجه الخصوص بدايات تعليم البنات بمدارس التعليم النظامي بالبلاد، وما شهدته من صعوبات وممانعة من بعض الأهالي، تلك الصور احتواها معرض «ملحمة وطن وميلاد أمة»، الذي أقيم في بريدة (وسط السعودية)، حيث خصص له مقر دائم ليعرض محتوياته من الصور والوثائق على مدار العام.

ويقدم المعرض عبر الصور والوثائق سردا تاريخيا لأبرز محطات التعليم بالمنطقة، حيث يعرض لنماذج من التبرعات التي قدمها رجال أعمال لصالح تعليم البنات قبل ما يزيد على 60 عاما.

وتعد الوثيقة التي علقت على جنبات المعرض في ركن «تاريخ التعليم»، أقدم وثيقة ترصد تبرع إحدى العوائل في بريدة بمنزلهم لصالح تعليم الفتيات، وهي الخطوة التي اتخذتها الدولة السعودية لمواجهة خطورة انتشار الأمية والجهل بين الفتيات في حينه، بينما شكلت الصور واللوحات بمعرض «ميلاد أمة» تاريخ المملكة منذ توحيدها، بينما قسم المعرض لعدة أقسام لتضم مسيرة النقد (طباعة العملة السعودية)، وصور الحرمين الشريفين، ومسيرة التعليم.

بينما ضم المعرض كذلك صورا توثق لتاريخ العرضة السعودية وتطورها وتعدد وسائلها وآلية الرقص فيها، والتي تعد من الرقصات الشعبية في أوقات الحروب سابقا، كما تقول وثائق ضمها معرض التعليم.

وأشار الدكتور خالد الزعاق، مرشد الزوار بالمعرض، إلى أن هناك وثائق تاريخية تتتبع التعليم عبر بدايته والقفزات التي نالها التعليم منذ أن كان يعتمد على أسلوب الكتاتيب أسفل العريش وأسفل مباني الطين وحتى تحوله إلى نظامي عبر وزارة تخصصت به، مشيرا إلى أن المعرض يهتم كذلك برصد حركة التضامن الإسلامي والدور الذي تبنته السعودية في مجالات متعددة، خصوصا في جمع كلمة المسلمين في عدة مواقع، ومن أهمها اتفاقية الطائف بين الفصائل اللبنانية، واتفاق مكة بين الفلسطينيين، واتفاقيات أخرى شملت عددا من الدول، والتي كان آخرها مؤتمر مكة في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وبين الزعاق أن المعرض يرصد كذلك مسيرة العلم السعودي، وتطور النشيد الوطني حتى وصوله إلى الشكل الحالي، موضحا أن إدارة المعرض خصصت جناحا لمسيرة النقد في السعودية وتحولاته المالية وأشكال ومقاسات المبالغ النقدية وفئات النقود في شتى مراحل العهد السعودي.

وفي ذات الصدد، قالت الأميرة نورة بنت محمد، حرم أمير القصيم، خلال زيارتها مساء يوم السبت الماضي لمعرض «ملحمة وطن وميلاد أمة» بمقره الدائم بمدينة بريدة: «إن المعرض هو أساس راسخ لربط النشء بالمفاهيم الوطنية التاريخية، وكمية ما يحويه من أركان ومعروضات تجسد تاريخ الوطن الغالي الذي لم يغير مواقفه ومبادئه الإسلامية منذ انطلاقة تاريخ هذا البلد العظيم الذي يتشرف بخدمة أقدس البقاع الطاهرة في مكة والمدينة».

وأشارت الأميرة نورة إلى ضرورة ربط النشء بالإرث التاريخي للوطن، وهي المسؤولية العظيمة للمعلم والمعلمة داخل المدارس، مقدمة الشكر والتقدير لمنسوبات التربية والتعليم كافة على تفوقهن العملي والتربوي وحضورهن اللافت في كل المناسبات.