تقليص ظاهرة الذبح العشوائي في الحج بـ8 مجازر ومصنع لتعليب اللحوم

«مشروع وطني» للإفادة من الهدي والأضاحي ونقلها إلى مستحقيها

مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي قلص من ظاهرة الذبح العشوائي التي تـهدد بيئة المنطقة المقدسة جوا وتربة («الشرق الأوسط»)
TT

يستهدف مشروع السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي، إلى تيسير أداء مناسك حجاج بيت الله الحرام للموسم الحالي، من الهدي والفدي والأضحية والصدقة، بعد استيفاء الشروط الشرعية والبيطرية في مذبوحات المشروع، من خلال توزيعها على الفقراء والجمعيات الخيرية داخل البلاد وبعض الدول الإسلامية.

ونظرا لما يحدثه الذبح العشوائي في السابق في منطقة المشاعر المقدسة، فقد عمل المشروع على الحفاظ على بيئة هذه المشاعر المقدسة تربة وجوا للمحافظة على صورتها الخارجية التي كان يهددها الذبح العشوائي، كما يسعى المشروع لتحقيق الإفادة من المخلفات وتوزيع عائدها على فقراء الحرم.

وكشف المهندس موسى العكاسي المشرف العام على المشروع، عن أكبر المهددات لبيئة المشاعر المقدسة والمتمثلة بظاهرة الذبح العشوائي التي تشوه صورة المشاعر وتضر بالبيئة، مشيرا إلى زيادة الوعي عاما بعد عام بدور وطاقات مشروع الأضاحي في السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي عبر سلسلة مجازر بمنطقة منى، وذلك بتضافر الجهود من مختلف الجهات الحكومية ذات العلاقة، من أجل تقليص حجم ظاهرة الذبح العشوائي التي تهدد بيئة المنطقة المقدسة جوا وتربة.

وحدد المهندس العكاسي 8 مجازر منقسمة إلى قسمين تتمثل بوحدات مفتوحة وأخرى مغلقة، موضحا أن الوحدات المفتوحة خاصة بالأغنام حيث يشتري الحاج عند مدخل الوحدة سندا أو أكثر بعدد الأغنام التي يرغب في شرائها، وبإمكان الحاج أداء نسكه بنفسه أو تحت إشرافه ومن ثم تتولى إدارة المشروع وإتمام عملية السلخ والتجويف والتنظيف، بالإضافة إلى تمكين الحاج من شراء الأنعام من التاجر مباشرة بإضافة مبلغ 150 ريالا لقيمة الشراء لتغطية جزء من تكاليف التشغيل والخدمات الشرعية والبيطرية ونقل اللحوم لمستحقيها.

وأفصح المشرف العام على مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدى والأضاحي عن الآلية المتبعة لتوزيع لحوم الهدي والأضاحي إلى مستحقيها، وذلك من خلال قيام إدارة المشروع بتوزيع اللحوم على مستحقيها من فقراء الحرم، وما فاض عن ذلك يتم توزيعه على الجمعيات الخيرية داخل السعودية وكذلك نقله للمحتاجين في عدد من الدول.

وأوضح العكاسي، أن سعر السند يتأثر بالظروف والمتغيرات التي ترافق كل موسم حج والتي بدورها تؤثر على أسعار الأغنام، مفيدا بأن إدارة المشروع تحرص على مراعاة ظروف حجاج بيت الله، حيث تمثل قيمة السند سعر الذبيحة وتكلفة الذبح والتقطيع والتبريد والنقل، محددا قيمة السند لموسم حج هذا العام 1433 بمبلغ 450 ريال.

ولم يغفل العكاسي حرص مشروع الأضاحي على توظيف السعوديين في أعماله الموسمية، مبينا أنه يعمل في المشروع خلال موسم الحج عدد كبير من الشباب السعوديين، منهم طلبة العلم الشرعيون وكتاب العدل وأطباء بيطريون من الجامعات السعودية بالإضافة إلى أعداد كبيرة تعمل في شركات الأمن الصناعي، وبصفة عامة في مختلف لجان المشروع العاملة بالمجازر تتجاوز أعدادها الثلاثة آلاف شخص.

وأكد العكاسي عن صدور توجيهات رسمية إلى وزارة المالية المبلغة للبنك الإسلامي للتنمية، للقيام بإنشاء مصنع لتعليب جزء من لحوم الهدي والأضاحي لتوزيعها على المحتاجين، كما يتابع المشروع تطوير موقعه على الشبكة العنكبوتية لتسويق سنداته لكل الراغبين من أي مكان في العالم. وأضاف المهندس العكاسي «لقد كانت فكرة استخلاص مادة الجيلاتين من عظام وجلود مذبوحات المشروع موجودة منذ فترة طويلة، وتم تأسيس الشركة المتحدة للجيلاتين والكبسولات الطبية والتي قام بإنشائها مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي إلى جانب عدد من الشركاء الآخرين من القطاع الخاص، ويسير العمل في تنفيذ هذا المشروع على قدم وساق، وقد تمت تجربة تشغيل إنتاج الكبسولات بنجاح، وسيتم تشغيل المصنع بكامل مكوناته التشغيلية في المستقبل القريب».

وقال إن «رسالة مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي تتمثل في تنفيذ رؤية حكومة المملكة العربية السعودية الهادفة لخدمة حجاج بيت الله الحرام من خلال المشروع وذلك لتيسير أداء نسكهم من خلال استيفائه لكامل الشروط الشرعية والصحية وتحقيق الإفادة من لحوم المشروع بتوزيعها لفقراء الحرم ونقل الفائض منها للمحتاجين داخل البلاد وخارجها».

إلى ذلك، فقد أنشئ المشروع في أوائل 1980، وقد أسندت للبنك الإسلامي للتنمية مهمة إدارة المشروع، وتشرف على أعمال المشروع لجنة الإفادة من الهدي والأضاحي والتي تتكون من عدد من ممثلي الوزارات والجهات الحكومية ذات العلاقة بأعمال الحج.