السعودية تحذر من مستشفيات صينية تبتز مرضى السرطان

الفواتير تتجاوز 100 ألف دولار والترويج يقوده سماسرة عرب وهنود

باتت الأمراض المزمنة إحدى المناطق التي يصطاد فيها مروجو الأوهام الباحثين عن بارقة أمل في الشفاء («الشرق الأوسط»)
TT

حذرت السعودية على لسان جمعية مكافحة مرض السرطان، من مستشفيات صينية تروج لأدوية لمعالجة مرضى السرطان وتدعي علاجها للأمراض المستعصية.

وقال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور فهد الخضيري أمين عام الجمعية السعودية لمكافحة السرطان، إن توجه المرضى نحو أحد المستشفيات الصينية (تحتفظ «الشرق الأوسط» باسمه) كان يدعي علاج المرض بوسائل متطورة، لكن خمسة مرضى من أصل سبعة، سافروا للمستشفى يعودون للسعودية وقد تدهورت حالتهم الصحية، كما أن بعضهم رجعوا في توابيت بـ20 ألف دولار بعد أن وقعوا ضحايا لابتزاز غير إنساني من سماسرة صينيين وهنود وعرب.

وأوضح الخضيري الذي يعمل أيضا رئيسا لوحدة أبحاث المسرطنات في مستشفى الملك فيصل التخصصي، أن طرق العلاج الصينية المتمثلة في تجميد الورم لا يمكن اعتمادها ولم تظهر لها نتائج إيجابية على حالة المريض، إذ إن الغرض الرئيسي هو استنزاف جيوب المرضى وذويهم بشكل غير أخلاقي، لافتا إلى تجاوز إنفاق السفر للمريض وعائلته في الصين خلال 19 يوما 100 ألف دولار، تشمل تذاكر السفر والسكن والنقل والترجمة والعلاج.

وكشف الخضيري عن أن إحدى القنوات الوثائقية التابعة لشبكة إخبارية شهيرة في المنطقة قد تولت الدعاية للمستشفى الصيني من خلال بث فيلم وثائقي عنه يمتدح ما وصل إليه من تقدم في علاج السرطان، وقد أعقب ذلك إعلانات في بعض الصحف الإقليمية ونشاط في شبكات التواصل الاجتماعي، ما دفع المرضى لترك برامجهم العلاجية في المستشفيات المحلية والاتجاه إليه دون وعي وإدراك.

ونبه الخضيري إلى إحدى صور الابتزاز التي يمارسها طبيب هندي يدعي علاج المرض في إحدى العيادات الطبية في إمارة دبي، مؤكدا أن المرضى يمضون فترة من الانتظار تصل لأسبوعين لأخذ موعد الدخول إليه في العيادة، مبينا أن أحد المرضى، وهو من عائلة ثرية في العاصمة الرياض، حصل على علاجه المتمثل في محلول خاص يحتوي على أجسام مضادة تنتشر في الجسم بهدف تعزيز المناعة ضد الخلايا السرطانية، وقد شعر بتحسن لمدة 3 أشهر، تلاها تدهور حالته الصحية ووفاته خلال أسبوع واحد فقط.

وأكد الخضيري أن أدوية مكافحة مرض السرطان المعتمدة في العالم تتحسن، حيث باتت المراكز الطبية تستخدم أجهزة جراحة إشعاعية متقدمة تتجه لاستئصال الورم مباشرة دون أن تتأثر بقية الأعضاء، ومن المتوقع أن يتم المضي بالعلاج بواسطة الخلايا الجذعية إذا أثبتت نجاحها خلال الأعوام العشرة المقبلة.

ووفقا للخضيري فإن عدد مرضى السرطان في السعودية وصل لـ12 ألفا يصل الإنفاق على علاجهم سنويا مليون ريال للمريض الواحد، مبينا أهمية زيادة المنشآت الطبية المتخصصة، حيث تفتقر المنطقة الشمالية والجنوبية لتلك المنشآت التي تنحصر في مناطق الرياض والدمام وجدة والقصيم فقط.

ولفت الخضيري إلى أن وزارة الصحة تسعى لتزويد مراكز الرعاية الصحية الأولية بأجهزة متطورة لاكتشاف المرض مبكرا بهدف الحد من تفاقم المشكلة التي تترتب على التأخر في ذلك، حيث أثبتت الدراسات أن المصابين بأورام البنكرياس والقولون والثدي تصل نسبة شفائهم إلى 85 في المائة، إن تم اكتشاف المرض بصورة أسرع.