قرر محمد التركي أحد الشباب الذين يعملون في قطاع الضيافة أن يغلق مشروعه بعد مرور سنة على افتتاحه، مرجعا السبب إلى صعوبات واجهته من قبل عدة جهات حكومية، معتبرا أن تلك الصعوبات المتمثلة في استخراج التراخيص، واستقدام العمالة أهم العوائق التي وقفت أمام استمرارية مشروعه، إلى جانب التمويل المرتبط بوقت سداد قصير، الأمر الذي جعله يتخذ قرار إغلاق المشروع ويعود للبحث عن وظيفة في قطاع خاص أو حكومي.
وقال التركي لـ«الشرق الأوسط» وجدت صعوبة في بداية الموضوع بسبب استخراج التصاريح والتراخيص التي أخذت وقتا طويلا، ومن ثم وجدت صعوبة في استقدام عمالة خاصة للعمل فيه، الأمر الذي جعلني أقرر إغلاق المحل لأنني لا أريد أن أتحمل خسائر أكثر من ذلك.
وبين أن القروض المقدمة للبدء في مشاريعهم الصغيرة تشكل في هذه الحالة عبئا ماديا عليهم، كونها محددة بالسداد خلال فترة معينة، قد لا يكون خلال هذه الفترة تمكن من تشغيل المحل، وبالتالي لن يتمكن من السداد، الأمر الذي جعله يقرر إغلاق المشروع والبحث عن وظيفة.
وأرجع الدكتور خالد الحارثي رئيس لجنة الضيافة بالغرفة التجارية الصناعية بجدة عضو اللجنة السياحية فشل بعض مشاريع الضيافة التي ينشئها الشباب والفتيات، خلال فترة قد لا تتجاوز مدتها ثلاث سنوات، إلى بيروقراطية بعض القطاعات الحكومية، إضافة إلى عدم وجود دراسات جدوى قبل البدء في المشروع، أو إلى عدم خوضهم مجال العمل في ذلك النشاط لاكتساب الخبرة مسبقا.
وقال الحارثي لـ«الشرق الأوسط» إشكالية الشباب الذين يدخلون قطاع الضيافة تنتهي قبل نهوضها، لعدة أسباب كدخولهم هذا المجال دون مهنية أو دراسة جدوى، إلى جانب عدم اطلاعهم على خلفيات هذا العمل الأمر الذي يؤدي إلى خروجهم بشكل مبكر.
كما أكد رئيس لجنة الضيافة بغرفة جدة أنه إلى جانب البيروقراطية الموجودة لدى بعض القطاعات الحكومية، فهناك ضعف يكمن في الدعم والتسويق للمشاريع، معتبرا أن هذه أيضا من أهم العوائق التي تقف أمام استمرارية ونجاح المشاريع المقدمة في هذا القطاع، مطالبا بوجود مظلة خاصة تقوم برعاية هذا القطاع حتى تعمل على إيجاد حلول لتلك العقبات.
وقدر أن قطاع الضيافة والسياحة يعتبران من القطاعات الجاذبة للشباب والفتيات كونها سهلة التأسيس إضافة إلى أنها تعكس روح الشباب، وقد يصل حجم النمو مستقبلا في قطاع السياحة السعودية تحديدا إلى 20% من القوى العاملة، وقال: «لا بد أن تكون هناك دراسة ومهنية حتى يستمر المشروع ولا يتعثر، بعد مدة بسيطة، لا سيما أنه وفقا للدراسات فإن 90% من المشاريع تتعثر ولا تستمر».
جاء ذلك خلال مشاركة شباب وشابات الأعمال في المعرض الخامس الذي افتتح أول من أمس وبين الحارثي أن تجربة معرض شباب الأعمال هي تجارب رائدة ومميزة، لا سيما أنها تعطي فرصة للجيل القادم التسويق لمشاريعهم، وقال: «هي مبادرة بدأت بسيطة والآن أصبحت في طور النمو».
وأضاف: «لذلك فإن شباب الأعمال بحاجة لأن يصبح عملا مؤسسيا من خلال أن تقوم عدة جهات في احتضان هذا المعرض، كوزارة العمل والحاضنات وأن تعمم الفكرة على مدن السعودية حتى تكون بادرة جيدة».
وبين أن عدد المشاركات هذه السنة يتفوق على عدد المشاركين، الأمر الذي يعني أنهن بحاجة إلى فرصة، وطالب الحارثي بإيجاد منتدى خلال المعرض ليناقش قضايا الشباب وليس نقاطا بسيطة على غرار منتدى شباب الأعمال الموجود بالرياض، معتبرا أن قضايا الشباب كلما تمت إثارتها وجد لها مزيدا من الحلول من خلال العصف الذهني الذي سينقل إلى صاحب القرار.