ناشطون يطالبون برقابة مسؤولة على برامج الأطفال في العالم العربي

فيما أكدوا على عجز وسائل الإعلام عن مساعدة الطفل

TT

أجمع مختصون وناشطون في مجال حقوق الطفل على ضعف البرامج التلفزيونية المقدمة لهذه الشريحة كونها لا تخضع للمراقبة، ولا يشرف عليها مختصون في مجال الأطفال واصفين بعضها بأنها «تدس السم في العسل».

كما اتهم بعض المسؤولين عن حقوق الطفل وسائل الإعلام بأنها تستخدم الأطفال مادة تسويقية لها من خلال إثارة المواضيع والقضايا دون متابعتها للوصول إلى الحل ومعرفة النتائج. حيث أوضح سعود الشيخي مدير عام فرع وزارة الثقافة والإعلام بمنطقة مكة أن الإعلام السعودي على الرغم من أنه يركز على الحوار مع الطفل وخصص له قناة تلفزيونية، حتى يشعر بكيانه وينشأ بشخصية غير مهزوزة وليعلم ماله وما عليه ليحمي نفسه، فإنه مقصر في نوعية البرامج والمسلسلات التي يقدمها للطفل.

وقال: «للأسف هناك كثير من وسائل الإعلام التي تضع (السم في العسل) كما يقال، وتقدم للأطفال بتوجهات مسيئة خاصة للطفل العربي، لذلك علينا أن نوجد برامج هادفة له وتكون قادرة على أن تجتذبه لتكون العملية التربوية والتثقيفية متكاملة».

وأكد على أن دور الإعلام للطفل واسع جدا ولكن الطفل العربي لم يحظ بالقدر الكافي من البرامج الهادفة، التي تخصص له في وسائل الإعلام، لا سيما أن هذه البرامج تحتاج إلى متخصصين في عالم الطفولة الواسع، ولا بد أن تخضع برامج الطفل للمراقبة المتخصصة لأن أي خلل في موادها ستعطي نتيجة سيئة وترسخ في عقله.

من جهته بين دكتور سعود كاتب، الناشط في حقوق الأطفال أن هناك معايير يجب على الإعلام بوسائله المختلفة أن يطبقها عند إجراء أي لقاء مع الأطفال، من أهمها أن يكون الطفل وولي أمره على دراية بأنهم يتعاملون مع وسيلة إعلامية أيا كان نوعها وهدفها من صحف أو تلفزيون أو إذاعة وغيرها من وسائل الإعلام الجديد ولا بد من شرح أسباب ذلك اللقاء.

وأشار إلى أن الإعلام الجديد له دور وآثر كبير في دعم قضايا حقوق الطفل وقال: «يتمثل دور الإعلام الجديد في حقوق الطفل بأربع مراحل، وهي المشاركة في القضية ومن ثم المساءلة وعدم التمييز والتمكين وربط كل ذلك بقضايا حقوق الإنسان».

وبين كاتب أن هناك دورا لوسائل الإعلام في تمكين المجتمعات المحلية والأقليات إضافة إلى دعم وتمكين منظمات وجمعيات حماية الأسرة، ومن ثم تقوم بربط جميع ذلك بمبادئ الدين الإسلامي وتبين كيف أنه نبذ العنف وطالب بالرفق بالأطفال، لافتا إلى ضرورة ربط كل تلك الأمور بمبادئ حقوق الإنسان الدولية «كوننا نعيش وسط مجتمع دولي ولا بد أن يكون هذا الموضوع جزءا من اهتماماتنا».

ولفت إلى وجود قصور كبير في القوانين التي تم وضعها ولكنها لم تطبق للآن، وقال: «هناك قانون الجرائم المعلوماتية، وقانون النشر الإلكتروني ولكنها قوانين ما زالت إلى اليوم للأسف حبرا على ورق، ولم تطبق على كثير من القضايا الواضحة جدا».

من جهتها بينت عائشة عادل المتخصصة في مجال الطفل، أن الطفل أصبح مادة مثيرة في وسائل الإعلام التي تستخدمه على أنه مادة تسويقية له، وقالت: «كان من الممكن للإعلام أن يوظف في خدمة الطفل، إلا أنه في السعودية خاصة والعالم العربي عامة أصبحت تتجاذب هذا الطفل قوتان إعلاميتان (الإعلام التقليدي والإعلام الجديد)».