الإفراط في استخدام الألعاب الإلكترونية يهدد الأطفال بـ«التزهمر»

اضطرابات «الرهاب الاجتماعي» تهدد الأوساط الشبابية السعودية

مرض «التزهمر» إحدى سلبيات الإفراط في استخدام الألعاب الإلكترونية لدى الأطفال («الشرق الأوسط»)
TT

حذرت الدكتورة منى الصواف الاستشارية النفسية، والخبيرة الدولية لمكتب الأمم المتحدة في علاج الإدمان لدى النساء، من بدء انتشار مرض الرهاب الاجتماعي بين الأوساط الشبابية السعودية، وذلك على خلفية إفراطهم في استخدام وسائل التقنية الحديثة.

وقالت الدكتورة منى الصواف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أصبح الشباب نادرا ما يملكون القدرة على مواجهة المجتمع الكبير الذي يحوي فئة الناضجين، خصوصا أنهم باتوا إما يميلون إلى مجتمعهم الشبابي وإما أنهم يدخلون في الإدمان الحقيقي، وبالتالي ينعزلون تماما عن محيطهم ليصابوا بأمراض الرهاب الاجتماعي».

وأشارت الاستشارية النفسية والخبيرة الدولية لمكتب الأمم المتحدة في علاج الإدمان لدى النساء إلى أن الألعاب الإلكترونية ساهمت بشكل كبير في ارتفاع العنف بين الأطفال، ولا سيما أن تلك الألعاب تعزز مفهوم العنف في محيطهم وطرق محاورة بعضهم لبعض.

وأكدت الصواف أن قضاء الأطفال أوقاتا طويلة في ممارسة الألعاب الإلكترونية من شأنه أن يحدث اضطرابات شبيهة بمرض ألزهايمر، التي يطلق عليها باللغة العربية اسم «التزهمر».

وأضافت الدكتورة منى الصواف: «يتمثل مرض التزهمر في توقف نمو المهارات بأقسام معينة من خلايا المخ لدى الأطفال بينما يستمر الدماغ في النمو، غير أن ألزهايمر يحدث لمن هم فوق الـ65 عاما نتيجة إفراز مادة تحدث تآكلا كلاسيكيا للدماغ».

وفي ما يتعلق بنسب انتشار مرض الرهاب الاجتماعي في فئة الشباب بالسعودية، أفادت الاستشارية النفسية والخبيرة الدولية لمكتب الأمم المتحدة في علاج الإدمان لدى النساء بعدم وجود إحصائيات محددة حتى الآن، ولكنها استدركت قائلة: «في المجتمعات الغربية وجد أن الفئة العمرية ما بين 13 و17 عاما تصل نسبة المصابين منهم إلى 12 في المائة».

وذكرت الدكتورة منى الصواف أن المواقع الافتراضية على شبكة الإنترنت أفقدت الشباب القدرة على مواجهة حقائق الأمور وحلها، في ظل اعتماد مثل تلك المواقع على الخيال وبعدها عن الارتباط بالواقع، مضيفة: «قد تخلق هذه المواقع أيضا خللا جوهريا في طريقة التفكير لدى بعض الحالات وبالتالي الإصابة بأمراض تشبه الاضطرابات الفصامية، كونها تؤدي إلى تضاؤل المهارات الإبداعية بصورة مزعجة».

يأتي ذلك في وقت تختتم فيه وكالة شطر الطالبات بجامعة الملك عبد العزيز ملتقاها الثاني «تواصل تك» للإرشاد الأسري والمعرض المصاحب له، الذي انطلقت أعماله أول من أمس في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالجامعة.

تفاعل الحضور للملتقى لم يقتصر على طلاب وطالبات الجامعات ومدارس التعليم العام، وإنما وصلت أصداء التحذيرات من الأخطار التي قد تنجم عن سوء استخدام وسائل التكنولوجيا إلى طلاب «معهد الأمل للصم والبكم»، في ظل ترجمة لغة الإشارة التي قام بها عمر الظاهري، أحد أساتذة المعهد.

وفي هذا الشأن أبان الظاهري بأن التقنية في وضعها الحالي باتت تشكل خطرا على فئة المراهقين تحديدا في ظل تزايد استخدامها، مطالبا في الوقت نفسه بضرورة إعادة النظر في الكثير من الطرق المعتمدة لدى السياسة التعليمية سواء كانت تربوية أو تثقيفية، إلى جانب أهمية تطويرها وفق دراسات علمية مستفيضة.

من جهتها شددت الدكتورة هناء جمجوم عميدة شطر الطالبات ورئيسة اللجنة التنظيمية للملتقى على «أهمية مجابهة الاستخدام السيئ للتقنية بطرق وأساليب تجعل من الأبناء أكثر إيجابية خلال تصفحهم لمواقع الإنترنت».

واستطردت الدكتورة هناء جمجوم بالقول: «من الممكن تطويع التقنية للخدمات النفسية التي يجب أن تتوفر وبشكل مكثف، وهذا الأمر مسؤولية الجميع بداية من الأسرة ومؤسسات المجتمع الرسمية وغير الرسمية».

وتضمنت أعمال الملتقى يوم أمس محاضرة حول الإدمان التكنولوجي وأثره النفسي، وأخرى تناولت محور تأثير برامج التواصل الاجتماعي على المراهقين والقيم والمعايير الثقافية للمجتمع، إلى جانب ورقة عمل تعلقت بتوظيف التكنولوجيا في مجال الإرشاد النفسي، ودورة بشأن صناعة التميز البشري.

كما شهد اليوم الثاني للملتقى أيضا ندوة عن التكنولوجيا الحديثة وأثرها على التنشئة الاجتماعية والأسرية، ومحاضرة حول الوقع الافتراضي للتواصل، إضافة إلى الكثير من الدورات خلال الفترة المسائية للملتقى.