مصدر مسؤول: حافلات مكة الموقوفة تجاوزت عمرها الافتراضي

قال إن سلامة الحجاج خط أحمر لا يمكن مناقشته أو التساهل فيه

TT

كشف مصدر مسؤول بالإدارة العامة للمرور في منطقة مكة المكرمة، أن إيقاف 40 حافلة، أمس، ومنع دخولها وتجوالها داخل العاصمة المقدسة يعود إلى قدم تلك المركبات وتهالكها، واصفا سلامة الحجيج بالخط الأحمر الذي لا يمكن المساس به أو التساهل فيه.

وعلق المصدر الذي رفض الإفصاح عن اسمه، بأن الحافلات ذات الموديلات القديمة من الـ80 إلى الـ90، غير صالحة للاستخدام، داعيا ملاك تلك المركبات إلى استشعار النسك، وعدم جني أموال بطرق مخالفة.

وضرب المصدر مثلا باهتمام الشخص منهم بضيفه حين يزوره في منزله، وحرصه الشديد على أن لا يقترب منه أحد أو يؤذيه، مشيرا إلى أن أولئك الحجاج أغلى الضيوف، فهم ضيوف الرحمن الذين لبوا نداء ربهم، وقال: «من واجبنا جميعا كسعوديين شرفنا الله بخدمتهم، أن نحرص أشد الحرص على سلامتهم».

وأوضح المصدر، بقوله: «نسمع من وقتٍ لآخر عن حوادث مرورية يروح ضحيتها عشرات الحجاج والمعتمرين، كل هذه الحوادث خلفها قادة غير مهيئين ومركبات غير صالحة، تجاوزت عمرها الافتراضي، وأضحت غير آهلة بخدمة الحجاج والمعتمرين».

وكان أكثر من مائة شخص تجمعوا في شارع الحج قبل يومين، مطالبين الإدارة العامة للمرور في السعودية بإفساح الخدمة لحافلاتهم التي قدرت في عددها الأولي بأربعين حافلة وصفتها الجهات الرسمية بـ«المهترئة» فيما طالب ملاكها بإعطائهم التصريحات اللازمة لدخول الخدمة.

التجمهر الذي دام أكثر من 4 ساعات، أعاق حركة المرور في أكثر المناطق ديناميكية في الحركة، حيث توقفت المركبات بالكامل، وأدى التجمهر إلى شل الحركة المرورية وإغلاق مداخل رسمية، وسط إصدار بيان رسمي من الإدارة العامة للمرور في العاصمة المقدسة حيال ذلك.

ووصف خالد الحارثي، في العقد الخامس من عمره، وهو أحد المحتجين على قرار الإدارة العامة للمرور والقاضي بمنع دخول الحافلات للخدمة، القرار بـ«الجائر» (على حد قوله)، مبينا أن ما حصل هو قطع لأرزاق كثير من الأسر، التي تقتات يوميا من عائدات تلك الحافلات.

وتساءل الحارثي: «لماذا يتم منع حافلة موديلها 90؟ هل يريدون حافلات 2013؟ ليعود بالقول: لو كنا نمتلك تلك الحافلات الجديدة، لما تكبدنا مرارة العمل في هذه الظروف المزدحمة، ونطالب الجهات العليا بالنظر في أحوالنا المعيشية وإيجاد حل للأزمة الحالية».

ووصف أحمد الغامدي، صاحب شركة نقل، معظم قادة المركبات بأنهم غير مؤهلين تأهيلا كاملا، وتنقصهم الخبرة القيادية اللازمة، بسبب كبر سن بعضهم، وعدم تمكن الآخرين من القيادة بشكل صحيح حسب اللوائح والأنظمة، مضيفا أن بعض تلك الرحلات تنطلق من مكة إلى المدينة وتؤدي إلى حوادث مرورية أليمة، وتقوم بعض المكاتب بالمساهمة بطرق ملتوية في تأجير سيارات غير مهيأة للنقل.

وقال الغامدي، إن الحافلات التي تستخدم وتنشط خاصة في يوم التربوية وحتى آخر أيام التشريق، من فئة الحافلات المستعملة في دول خارجية، وهي ذات موديلات قديمة في معظمها، والحديثة منها فقط هي التي يمكنها ممارسة نشاطها عبر التأجير على شركات حجاج الداخل، غير أن الحافلات القديمة تعمل على نظام الردود الفردية بين مكة المكرمة والمدينة بطريقة عشوائية تصطف على جانبي طرق المنطقة المركزية.