«الجوازات» لـ «الشرق الأوسط»: تعيين حملة البكالوريوس في الرياض انطلاقة لتعميم التجربة في كافة المطارات

العقيد الزهراني: لا أعرف سر عبوس موظفي الجوازات

أصوات تطالب بتغيير نمط تعامل بعض رجال الجوازات مع القادمين إلى السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت الإدارة العامة للجوازات في السعودية عن تعيينها حملة بكالوريوس لموظفيها في مطار الملك خالد الدولي في صالات المغادرة والاستقبال مؤهلين تأهيلا كاملا في فن التعامل مع الجمهور ويمتلكون عدة لغات تمهيدا لتعميم التجربة على جميع مطارات السعودية.

وأعلن العقيد بدر المالك، المتحدث الرسمي للإدارة العامة للجوازات في السعودية، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن إدارته أنهت تعيين جميع الكفاءات في مطار الملك خالد من حملة البكالوريوس، كنوع من تحسين الخدمة وتعزيز الجودة، مؤكدا أن النقطة الثانية ستكون مطار الملك عبد العزيز في جدة، لتحسين التعامل مع الجمهور خاصة الحجاج والمعتمرين.

ولقي تعامل موظفي الجوازات في مطار الملك عبد العزيز في جدة انتقادات القادمين من السعوديين والحجاج والمعتمرين، مؤكدين أن ثمة علامات استفهام واسعة تكتنف تدريبهم وأساليب تعاملهم مع القادمين بحجة أنهم الواجهة الأولى للقادمين إلى السعودية.

من جانبه أوضح خالد اليوسفي، أحد القادمين من رحلة لندن - جدة، أن تعامل رجال الجوازات في مطار جدة، لا ينم أبدا عن واقع ثقافي ولا حضاري، بل يبلور مفهوما واحدا لا غير هو أن بعض رجال الجوازات - ولا نقول كلهم - بحاجة ماسة وعاجلة إلى تغيير في نمطية تعاملهم مع القادمين للأراضي السعودية.

وأضاف أنه كان يتحدث إلى أحد البريطانيين على رحلته وهو حديث عهد بالإسلام، وينقل استغرابه الشديد من فظاظة التعامل من جهة، وعدم مقدرته على التواصل لغويا مع رجال الجوازات، وأن لغة الإشارة هي اللغة الوحيدة التي كانت حاضرة في صالات مطار الملك عبد العزيز في جدة.

إلى ذلك وصف العقيد متقاعد صالح بن خميس الزهراني (أحد رجال الجوازات سابقا) رجل الجوازات بـ«واجهة البلد» في المنافذ البرية والبحرية والجوية، وفي أي بلد في العالم أول من يقابل المسافرين هو رجل الجوازات، ويجب أن تكون من صفاته أن يكون على مستوى عال من اللباقة والطيبة والابتسامة، والكلمة الطيبة التي تعبر عن الوطن بمواطنيه، وإذا وجد معاملة سيئة فسيضمرها في صدره ويقول حتما: إذا كانت تلك البداية فكيف ستكون النهاية؟.

وأضاف العقيد الزهراني أن دورات العلاقات الإنسانية لا تكون كافية لرجل الجوازات، بل هو محتاج إلى تسلسل الدورات وكثرتها، ويحتاج إلى التركيز في كيفية تعامله مع الجمهور، وحسن الاستقبال ودورات حاسوبية في سرعة الحصول على المعلومة ودقتها، ودراسة اللغات خصوصا اللغة الإنجليزية، يحمد بها الله سبحانه وتعالى على سلامة المسافر، فهو يحتاج إلى التفاعل مع الضيف والقادم، ونطلب من رجل الجوازات، على الأقل أن يكون مبتسما وأن يكون متدربا عليها، لأنه من الصعوبة بمكان أن تجد رجل الجوازات يبتسم على مدار 8 ساعات، والابتسامة تحتاج إلى تدريب وصقل، وتنبيه وتعاون ومتابعة، ودقة وحسن تصرف.

وأشار الزهراني إلى أن «رجل الجوازات يحتاج إلى سرعة بديهة وحصافة في كشف الغموض، والإتقان التقني، والتعامل الإلكتروني، وأن يكون تعاون رجل الجوازات مع قيادته موصولا وبطريقة مباشرة دون عراقيل وبيروقراطية، ونتمنى من مدير عام الجوازات إعداد دورات تأهيلية في الإدارات والمنافذ، والأخيرة مهمة جدا، وما زلت لا أفهم سر العبوس على وجه بعض رجال الجوازات، فما الضير لو تفوه بكلمات مثل: «الحمد لله على السلامة» و«نتمنى لكم طيب الإقامة» و«أهلا بك في بلدك الثاني»؟ لن تكلفه شيئا، وسيكون لها مردود إيجابي ومباشر»، مبينا في السياق ذاته ضرورة إعطاء رجل الجوازات مكافآت مالية وتحفيزية على عدد الساعات التي قضاها في التدريب، وسيكون من شأنها أن يكون رجل الجوازات أكثر عطاء وديناميكية في ما يخص الأريحية في التعامل.

وقال العقيد متقاعد الزهراني: «تجربة دبي تختزل في مضامينها أمورا إبداعية كبيرة ينبغي التوقف عندها كثيرا، خصوصا أننا في السعودية انفتحنا على العالم بشكل كبير وأصبحنا نستقبل كل الجنسيات ونسافر في كل الدول، ودبي تقوم بإنهاء إجراءات المسافرين في ثوان قليلة، على الرغم من الأعداد المهولة التي تفد إليها، وهم من بدأوا بعدنا لكنهم تقدمونا الآن بعشرات السنين بفضل الدورات التدريبية المكثفة والتأهيلية»، مختتما بأن «رجل الجوازات يفترض أن يكون حاصلا كأقل تقدير على الثانوية العامة، وهي التي تمكنه وتجعله جاهزا لاستقبال كثير من الدورات والتدريب».