جرائم «الخادمات» تطل برأسها في لقاء «اقتصادي» نسائي

المطالبة بإنشاء «حاضنات» خلال تدشين «بنك المشاريع» الذي أطلقه صندوق تنمية المرأة

TT

أطلت جرائم «الخادمات» برأسها عبر بوابة المشاريع الجديدة؛ في لقاء اقتصادي نسائي؛ جمع رائدات الأعمال والمهتمات بالعمل التجاري، وذلك على الرغم من مرور عدة أسابيع على أحداث الجريمة التي هزت المجتمع السعودي والمتمثلة في قتل الطفلة «تالا» على يد خادمتها في محافظة ينبع؛ حيث ناشدت هناء الزهير، وهي نائب الأمين العام لصندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لتنمية المرأة، حاضرات اللقاء بأهمية التوجه إلى إنشاء حاضنات للأطفال، تعمل على حمايتهم والاعتناء بهم.

وأكدت الزهير أن المنطقة الشرقية لا تكاد تضم حاليا سوى 3 حاضنات رسمية ومتخصصة، مشيرة في الوقت ذاته إلى زيادة الطلب على هذا المشروع، بقولها: «المشروع رائع ومربح والمنطقة تستوعب أكثر من حضانة، خاصة أن السيدات العاملات يجدن إشكالية في المكان الذي يضعن أبناءهن فيه، بعد أن أصبح هناك خوف كبير من الخادمات في الآونة الأخيرة».

وأشارت الزهير إلى أنه على الرغم من احتياج السيدات الكبير لمثل هذه المشاريع وارتفاع الطلب عليها مؤخرا، إلا أنها تعد من المشاريع الصعبة، لكونها تتطلب «توفر الأمانة والنظافة والأمان والاهتمام».. وقد جاء حديث الزهير في إطار تحفيزها السيدات للتوجه إلى نمط جديد من المشاريع التجارية، وذلك خلال اللقاء التعريفي لإطلاق (بنك المشاريع) الذي دشنه الصندوق، مساء الأول من أمس، وسط حضور نسائي كبير، إذ يعد بنك المشاريع هو الأول من نوعه في السعودية من حيث عمله بطريقة تكاملية.

وتأتي فكرة بنك المشاريع لتقدم الأفكار التجارية المبتكرة للمستفيدات، فهو على غرار نظام البنوك، إلا أنه يختلف من حيث الحساب يحتوي الفكرة التي جلبتها المستفيدة، والمراحل التطويرية لها، في حين بررت الزهير مسوغات ذلك بالقول: «تعبنا من المشاريع المتكررة مثل صناعة (الكب كيك)» وتنظيم الحفلات وتغليف الهدايا والمشاغل النسائية.. نحن شعرنا بالملل والهيئة الاستشارية للصندوق كذلك، وحتى السوق تشبع من تكرار نفس الأفكار.

وخلال اللقاء، ناقشت نائب الأمين العام لصندوق تنمية المرأة عدة أفكار تجارية مع الحاضرات اللاتي تجاوبن معها في طرح الأسئلة والمداخلات؛ حيث تحدثت عن جدوى إنشاء حاضنات للأطفال، إلى جانب ضرورة تغيير النمط السائد في مفهوم صناعة «الكوفي شوب»، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الصندوق يرفض تكرار الأفكار التجارية، إلا في حال كانت ذات هوية مستقلة ومتجددة.

من جهتها، قدمت المدربة المعتمدة في المشاريع الصغيرة والمتوسطة فرح آل فرج محاضرة تعريفية عن بنك المشاريع، موضحة أنه «عبارة عن متجر يحتوي رصيدا من الأفكار المبتكرة لمشاريع تلبي حاجات السوق المحلية وتحاكي المشاريع العالمية بخصوصية تتوافق مع قيمنا الاجتماعية والدينية»، مشيرة إلى أن ذلك يأتي «بهدف الريادة والتميز في تمكين المرأة اقتصاديا، وتقديم أفضل الرعاية التي تحتاجها المرأة بالتزام وأمانة لتكون قادرة على مواجهة التحديات بالمشروع». وسردت الفرج أهداف بنك المشاريع، وهي «نشر ثقافة ريادة العمل الحر بين السيدات ودعم ممارسته وفق سلوك إيجابي منظم، والمساهمة في تطوير مشاريع السيدات وفق خطط استراتيجية حديثة ذات معايير عالمية، وتزويد رائدات الأعمال بأهم الأدوات التي تمكنهن من تخطيط وإدارة المشروع بصورة احترافية، وتأهيل مستشارات مشاريع صغيرة ومتوسطة تساهم في تقديم الخدمات الاستشارية لرائدات الأعمال، وجعل الرائدات المنتميات للمشروع قادرات على مواجهة أبرز التحديات التي تصادفهن بمجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب جعل رائدات الأعمال قادرات للوصول إلى العالمية».

وتناولت الفرج مميزات رائدة الأعمال التي يستهدفها بنك المشاريع، مشيرة إلى أن «صاحبة المشروع من المهم أن تكون مستقلة بذاتها، ومن الممكن أن تتخذ مثالا للإنجاز، وتساهم مساهمة كبيرة في تطور البلاد ونهوضها»، موضحة الدور الكبير الذي تلعب صاحبات المشاريع في كونهن يقدمن خدمة للاقتصاد الوطني إلى جانب إسهامهن في إيجاد فرص عمل جديدة للفتيات.

وعرض اللقاء المراحل التي تمر بها المستفيدات، إذ تمر المستفيدة من بنك المشاريع بعدة مراحل تبدأ بمرحلة التسجيل وتنتهي بمرحلة إطلاقها لسوق العمل وتمكينها من امتلاك أهم الأدوات التي تساعدها، فمرحلة التسجيل، وبها يتم إجراء التقييم وفق مقاييس عالمية والتي تقيس لديها بعض المهارات والإمكانات، يلي ذلك مرحلة اختيار الفكرة المناسبة لها من بنك المشاريع إن لم تكن تمتلك الفكرة، وإن كانت تمتلك الفكرة تنتقل إلى مرحلة دراسة وتطوير للفكرة، وأخيرا ننتقل إلى مرحلة التأهيل والتدريب.